اخر الاخبار

مسجد “أبو المهاجر دينار” بميلة

يعدّ مسجد سيدي غانم الذي بناه الصحابي أبو المهاجر دينار سنة 59هـ الموافق 678م من المساجد القديمة التي مازالت تنبض برائحة الفتوحات الإسلامية في الجزائر، ويصنف المؤرخون المسجد الواقع في مدينة ميلة العتيقة، على بعد 495 كيلومترا شرق العاصمة الجزائرية وبني على أنقاض كنيسة رومانية، على أنه ثاني أقدم مسجد على مستوى المغرب العربي بعد مسجد القيروان في تونس.

تسمية المسجد الذي بناه أبو المهاجر دينار بمسجد “سيدي غانم” مرتبطة بأحد الأولياء الصالحين الذين كانوا من رجالات العلم والمعرفة في المنطقة، وقد مكث الصحابي أبو المهاجر دينار بمدينة ميلة عامين، وجعلها مركزا للفاتحين، وأرسل منها الحملات العسكرية، وشكلت منطلق الفتوحات الإسلامية.

وقد احتضنت المدينة مقرين للهيئات الدينية المسيحية، الأولى في عام 402م والثانية في عام 416م، وترأس الأخيرة القديس أوغسطين، حيث كانت حركة التنصير في عهده منتشرة خاصة بعد هزيمة (الوندال) على يد البيزنطيين الذين دام حكمهم في المنطقة حتى سنة 674م. ويمكن تحديد معالم المسجد الذي بني بعد أربع سنوات من حكم البيزنطيين من خلال الباب الشرقي لمدينة ميلة العتيقة، والذي يسمى (باب البلد)، حيث أن المسجد ملاصق لدار الإمارة هناك.

وقد تأثر المسجد كغيره من المعالم الإسلامية والثقافية في الجزائر بالاستعمار الفرنسي الذي حاول طمس الهوية الإسلامية الجزائرية، حيث حوّله إلى جانب الأسوار المحاذية له إلى ثكنة عسكرية يحيط بها سور المدينة، والذي يعود تاريخ بنائه للعهد البيزنطي بطول 1200م2، ويتواجد به 14 برجا للمراقبة. وبقيت الثكنة العسكرية والأسوار الأربعة المحيطة بها حتى الآن شاهدة على فترة الاستعمار الفرنسي، بينما بقي المسجد مغطى من الخارج بالقرميد، حيث حاول الجيش الفرنسي هدمه إلا أن آثاره بقيت لتدل على معلم تاريخي مهم يشكل حلقة مهمة من مسلسل التاريخ الجزائري عامة وفي ولاية ميلة على وجه الخصوص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *