مرثية بمداد الروح..لبراعم غضة انكسرت قبيل أن تزهر..!

أمد/ الإهداء:إلى أرواح التلاميذ/الشهداء الذي ارتقوافي غفلة مناواستردتالمزونة *برحيلهم..حقها في البكاء..!
تصدير : شاءت الأقدار ألا بسقطجدار الموت بزلزال قوة رجته 4درجات على سلم ريشتر يوم 17 فيفري من السنة الجارية،ولم يكن هذا الجدار على غرار غيره من من الجدران في حاجة إلى خبراء ولا إلى لجان،بل فقط إلى إعادة بناء من جديد.فالأمر لا يتعلق بالتشريع فقط بل يتصل بمن هو مدعو للسهر على تنفيذه.فالثورة التشريعية لا تنجح إلا إذا كانت مصحوبة بصورة الفكر. والنهضة لا تتقدم تلقائيا في ما يشبه الحتمية،والحضارة لا تتأثر بمجرد الإستخدام الميكانيكي للآلات،والثورة لا تنجز مهامها بالأدعية والأمنيات. بل الإنسان هو صاحب المعجزة.والمعجزة لا”تتحقق” إلا بإرادة الإنسان..حين ينتصر العقل الجديد والوجدان الجديد وكذا الرؤيا الجديدة نهائيا،على فجوة الإنحطاط ..
“العبرات كبيرة وحارة تنحدر على خدودنا النحاسية..العبرات كبيرة وحارة تنحدر إلى قلوبنا”.(ناظم حكمت).
“أبدا لن يموت شيء مني..وسأبقى ممجدا على الأرض ما ظلّ يتنفّس فيهاتلميذ واحد”( الكسندر بوشكينبتصرف طفيف)
كيف تسلّقت أيّها الموت فوضانا
وألهبت بالنزف ثنايا المدى
وكيف فتحت في كل نبضة من خطانا
شهقة الأمس
واختلاج الحنايا..
ثمّ تسللت ملتحف الصّمت..
مثل حفاة الضمير
لتتركَ الجدول يبكي
والينابيع،مجهشات الزوايا..؟!
* * *
براعمنا الشهداء:
لِمَ أسلمتمونا للدروب العتيقة
للعشب ينتشي لشهقة العابرين..
لٍمَ أورثتمونا غيمة تغرق البحرَ
وأسكنتمونا موجة تذهل الأرضَ
ثم رحلتم؟!
فكيف نلملم شتيت المرايا..
نلملم جرحكم فينا
وكيف نرمّم سقف الغياب
وقد غصّ بالغائبين؟
فهات أيديكم
أعينوننا
لنعتق أصداف حزننا
وهاتوا أيديكم إلينا
أغيثوننا
لننأى بدمائنا
عن مهاوي الردى
فليس من أحد ههنا..يا براعمنا الأبرياء
كي يرانا..في سديم الصّمت
نقطف الغيم
ونزرع الوَجدَ
في رؤوس المنايا..
يا أيتها البراعم الراحلة:
ههنا..
نضيء الثرى..
بين جرح
وجرح
ونسأل الرّيح وهي تكفكف أحزانها:
ما الذي ظلّ لنا !؟
غيروطنكلّما قلنا ننسلّ من عشقه
أفرد للنوايا بساطا
وألهب فينا جمرَ العشايَا..!
أبناؤنا..
كم قطّرتكم المعاهد..لنشربَ ضوءكم
قوموا من سباتكم
وجُرّوا الفيافي لنبعنا
لينتعشَ الظامئون بمائكم
“المزونة”ها هي واقفة في انحنائها
كأن تراها شامخة بالحنين
غير أنّها تأهبت في الحزن
حتّى تهدّل منها الشذا
وأسرجت دموعها
بواحات وجدكم
حتّى تراءت لها وجوهكم
كطيف في حلمها
فكم ليلة ستظلمدن الفقراءتحلم..
كي لا يهرب الشوق منها
وكم يلزمبلديمن الدّمع
كي ترى الجرح
أجمل
كي تراكم..
كي نرى وجوهكمولو مرّة
في تضاعيف الثنايا..
*معتمدية المزونة من ولاية سيدي بوزيد،موطن التلاميذ الثلاثة الذين لقوا حتفهم إثر انهيار جزء من سور المعهد الذي يدرسون به