مراجعة بديل “السانكيام”، توسيع الإنجليزية وترسيم التربية البدنية
يلتحق، اليوم، أكثر من 11 مليون تلميذ بمقاعد الدراسة، بعد أن استكملت وزارة التربية كل الإجراءات والترتيبات العملياتية الخاصة بهذا الموعد، حيث سبق للوزير عبد الحكيم بلعابد، أن أكد بأن كل الظروف مهيأة للدخول المدرسي، وأن الحكومة مجندة لضمان دخول اجتماعي ناجح، يمثل فيه الدخول المدرسي أكبر رهان، حيث سيتم استقبال أزيد من 11 مليون تلميذ بتأطير نصف مليون أستاذ، على مستوى 30 ألف مؤسسة تربوية.
وبداية التغييرات الجذرية هذا العام، ستمس “بديل السانكيام”، بعدما تم تسجيل “اختلالات وثغرات”، كشفت عنها عملية التقييم التي شرعت فيها مصالح الوزارة، في الندوات الولائية والمحلية التي عقدتها، وهي اختلالات، كانت سابقا تمر دون اكتشافها، وشكلت عائقا في التحصيل الدراسي وفي نتائج جميع مراحل التعليم المتوسط، وتقرر بناء على ذلك، إعادة النظر في منظومة التقييم الوطنية، حيث تقرر رسميا “تحسين” هذا الامتحان، وإعادة النظر فيه، من خلال تقليص أيام اجتيازه، وأيضا عدد المواد التي يمتحن فيها التلاميذ.
وفي إطار التحضيرات للدخول المدرسي دائما، انتهت مصالح ديوان المطبوعات المدرسية، من طبع أكثر من 77 مليون كتاب مدرسي، فيما سيكون تلاميذ مختلف المراحل التعليمية على موعد مع تغييرات جوهرية، مست عديد الجوانب، بدءا بشبكة المواقيت التي عرفت تعديلا هذا الموسم.
وتقرّر رسميا، تقليص الحجم الساعي في الابتدائي، وإعادة توزيع حجم الزمن الدراسي لمختلف المواد، دون إدراج مادة التربية المرورية في شبكة المواقيت، ولا في مقرر دراسي محدد، وتم في هذا الإطار توحيد حجم الزمن الدراسي بين نظامي الدوام الواحد والدوامين، وإلغاء حصص المعالجة، مع اعتماد حصص ذات ساعة واحدة و45 دقيقة و30 دقيقة، وإعادة تنظيم حصص الرياضيات، والتناوب بينها وبين التربية العلمية، فيما سيستفيد تلاميذ الأولى والثانية ابتدائي من راحة مساء يومي الثلاثاء والخميس، وهي تغييرات جوهرية ستكون محل تكوين لمديري وأساتذة الطور، من 25 إلى 28 سبتمبر الجاري.
ليس هذا فقط، فنفس الطور، سيعرف هذا العام، تعميم تدريس الانجليزية إلى السنة الرابعة، حيث تم طبع الكتاب الخاص بهذه المادة وتوزيعه على نقاط البيع المختلفة وعلى المؤسسات التربوية، إضافة إلى تنصيب الأساتذة في هذا الاختصاص وإجراء تكوين في الفترة الممتدة من 7 إلى 18 سبتمبر، كما تم إدراج التربية البدنية كمادة قائمة بذاتها، حيث تم فتح باب التوظيف عن طريق التعاقد لـ 12.788 أستاذ متخصص وتزويد جميع المدارس بمرافق رياضية، إضافة إلى توظيف 400 مساعد في الحياة المدرسية لمرافقة التلاميذ المصابين بالتوحد.
وفي مجال التوظيف، خصصت الوزارة منصة رقمية، عبر أرضيتها لتسهيل الحركة التنقلية للأساتذة، حيث مكّنت هذه الآلية من تلبية رغبات 93 بالمائة من المترشحين، إلى جانب تخصيص منصة رقمية أخرى لتوظيف خريجي الجامعات بصفة التعاقد، حيث تم فتح باب الترشح أمام حاملي الشهادات الجامعية الراغبين في التوظيف كأساتذة بصفة متعاقدين في كل الأطوار التعليمية، ويتعلق الأمر برتب أستاذ التعليم الثانوي والمتوسط جميع المواد وأستاذ المدرسة الابتدائية في مواد اللغة العربية والأمازيغية والفرنسية. إلى ذلك قررت الوزارة اعتماد موضوع “الطفل وتكنولوجيات الإعلام والاتصال” كدرس افتتاحي لتلاميذ مرحلتي التعليم الابتدائي والتعليم المتوسط وموضوع “تعزيز اللحمة الوطنية” لتلاميذ الثانوي.
وكان رئيس الجمهورية، قد أسدى خلال آخر مجلس الوزراء، تعليماته لوزيري الداخلية والتربية باتخاذ كل الإجراءات لإنجاح الدخول المدرسي، وتجنيد كافة الإمكانات في إطار تنسيق محكم وبدقة بين القطاعين لإزالة العقبات وحل المشاكل حسب تطور احتياجات المدرسة الجزائرية.
وأمر الرئيس في هذا الإطار، بإعفاء البلديات الفقيرة والضعيفة من أعباء وتكاليف التكفل بالمدارس الابتدائية، على أن تتحمل الدولة هذه المسؤولية كاملة، وذلك حفاظا على دمقرطة التعليم، مجددا حرصه على إيلاء الأهمية البالغة والاستثنائية للمطاعم المدرسية في المناطق البعيدة، لما لها من دور أساسي في توفير المناخ السليم لضمان تمدرس أمثل، حيث حمّل الولاة، ابتداء من الموسم المقبل، مسؤولية التكفل والإشراف التام والمباشر على الدخول المدرسي في ولاياتهم.
وشدد الرئيس على الإسراع في استحداث ديوان وطني للمطاعم المدرسية يتكفل حصرا بالعملية، مؤكدا على الوقوف الدائم للدولة إلى جانب العائلات الضعيفة الدخل، حيث أمر باستحداث صندوق للتضامن يشرف عليه قطاع التضامن الوطني، يتكفل حصرا بالعملية التضامنية المدرسية، وبالخصوص منحة التمدرس التي توليها الدولة أهمية خاصة، حسبه، باعتبارها ركيزة من ركائز الطابع الاجتماعي المنظم للدولة، فيما طالب بدفع منحة التمدرس على الأقل، شهرا، قبل تاريخ الدخول المدرسي، ابتداء من السنة المقبلة، موازاة مع إعداد رؤية استشرافية تتضمن إصلاحات عميقة لاستيعاب وتحسين تأطير التلاميذ وعرضها في مجلس الوزراء القادم.