أمد/ من قال إن المدارس الفلسطينية، والابتدائية منها بالذات غير منتجة لكل ما هو رافض: للاحتلال، للمستعمرة، للمشروع الصهيوني التوسعي على أرض فلسطين، برمته.
سلطات الاحتلال، وأجهزتها، وجيشها، هدموا مدرسة ابتدائية قيد الإنشاء، لدى قرية العقبة من لواء طوباس، تم هدمها لأنها تخدم أبناء الريف الفلسطيني، الفلاحين، القاطنين في المنطقة «ج» أي تلك الأراضي التي تمتد مساحتها إلى أكثر من 60 بالمئة من الضفة الفلسطينية، ويجري العمل والترتيب والإجراء لضمها إلى مساحة المستعمرة، باعتبارها أراضي «يهودا والسامرة»، أي أنها ليست فلسطينية، ليست عربية، ليست محتلة، بل تم «تحريرها» من « الاحتلال» الأردني عام 1967، مع انها كانت جزءاً أصيلاً من أراضي المملكة الأردنية الهاشمية، بقرار الوحدة عام 1950 على أثر مؤتمر أريحا الفلسطيني التوحيدي الوحدوي، الذي اعتبره الفلسطينيون، غطاءً وطنياً وقومياً هادفا، للحفاظ على ما تبقى من فلسطين التي سبق احتلالها من قبل مشروع المستعمرة عام 1948.
مدرسة ابتدائية، سعى الاحتلال من خلال هدمها، لحرمان أبناء الفلاحين المزارعين المنتشرين في قرى الريف الفلسطيني، لجعل حياتهم صعبة، تحول دون تحصيل أبناء الفلاحين الفقراء على التعليم، حيث يتعذر عليهم الوصول إلى مدارس المدن، كما أن عائلاتهم تخشى من اعتداء المستعمرين المستوطنين المنتشرين بالسلاح وفاقدي الحس الإنساني، وممارساتهم مظاهرها الكره العنصري للفلسطينيين العرب، ولكل ما هو مسلم ومسيحي.
تم هدم المدرسة رغم أن إنشاءها تم بتمويل فرنسي، فرنسا التي زودت المستعمرة بعد بدايات تأسيسها عام 1948، بالسلاح التقليدي والنووي، فهي التي بنت لهم مفاعل ديمونا النووي في منطقة النقب، ومع ذلك لم يشفع لفرنسا أنها تدخلت لمنع هدم المدرسة الممولة من دافع الضريبة الفرنسي، ومع ذلك لم تتردد سلطات المستعمرة وحكومتها العنصرية المتطرفة، وائتلاف أحزابها السياسية اليمينية المتطرفة، واليهودية الدينية المتشددة، برئاسة نتنياهو العنصري حتى نخاع العظم في عدائه للشعب الفلسطيني، ورفضه تلبية حقوقه، ورغبته في تشريد وطرد الفلسطينيين خارج وطنهم: أهالي قطاع غزة إلى سيناء، وأهالي الضفة الفلسطينية نحو الأردن، من تدمير المدرسة.
ومثلما دمرت المستعمرة في قطاع غزة : أبنية الجامعات والمدارس والمستشفيات ودور الرعاية والأبنية السكنية على ساكنيها، بهدف التخلص من البشر، وحرمانهم من مستحقات الحياة، وجعلهم بلا خدمات ضرورية تمنع عنهم مواصلة العيش، تفعل الفعل نفسه بشكل تدريجي في الضفة الفلسطينية، حيث دمرت المخيمات في طولكرم وجنين وطوباس، وبات سكانها في العراء، وهي تفعل ذلك في النقب الفلسطيني، ولكن اي منهم لم يغادر إلى الأردن أو إلى مصر.
حملة المستعمرة وجرائمها تستهدف البشر، وتركيزها على العامل الديمغرافي السكاني الإنساني، بعد أن تمكنت من احتلال كامل خارطة فلسطين، تسعى للتخلص من الوجود البشري الإنساني، وهي سياسة باتت مكشوفة معلنة واضحة، فالفعل الذي قامت به ضد الصحفيين الستة وقصف خيمتهم بشكل متعمد لأنها تريد التخلص من البشر، والتخلص ممن يفضح جرائمهم، فعملية الاغتيال والاستهداف وجدوا لها حجة قالوها بحق الشهيد أنس الشريف ورفاقه الشهداء.
بالزغاريت ودع أهالي الشهداء: الشهداء، مما أغاظ ويغيظ سلوك الفلسطينيين واستعدادهم للتضحية، اغاظوا قادة المستعمرة، فالشهيد الصحفي الإعلامي مراسل شبكة الجزيرة: الشريف كتب وصيته لأنه كان يحس ويعرف أنه مستهدف.
شعب فلسطين سينتصر بتضحيات مدنيي غزة البواسل الصامدين في مواجهة جرائم المستعمرة، وسينالون ما يستحقون من تطلعات الكرامة والاستقلال والحرية، وستهزم المستعمرة بفعل جرائمها التي باتت مكشوفة أمام البلدان التي كانت تنحاز لها، و لذلك اجتاح الحرج هذه البلدان وشعوبها بسبب سلوك المستعمرة وجرائمها.