مخاوف وشكوك في معسكر حلفاء واشنطن بسبب ترامب
العالم مقبل على مرحلة جديدة مع تنصيب الرئيس دونالد ترامب رسميا كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، ويطبع معالم هذه المرحلة الكثير من التوجسات والمخاوف تغذيها مواقف الرئيس الأمريكي ووعوده خلال حملته الانتخابية وبعد فوزه، وأيضا خلال عهدته الأولى، هذه المخاوف لم يبديها فقط المعسكر “المعادي”، بل أيضا المعسكر الحليف وعلى رأسه الدول الأوروبية.
قبل أن يعود إلى البيت الأبيض، هزت تصريحات الرئيس ترامب ووزيره، صفوف حلفاء واشنطن قبل أولئك من يصنّفون في خانة الأعداء، ما جعل الكثير من الأسئلة تتناسل حول شكل عمل المنظومة الدولية في عهد تراب، المعروف عليه اتخاذ قرارات لا يمكن التنبؤ بها وخارج الأطر التقليدية التي طالما طبعت عمل المنظومة الدولية.
ولعل أكثر المواقف التي أسالت الكثير من الحبر وزرعت الشك والمخاوف، تلك المتعلقة بضم كندا وجزيرة غرينلاند وقناة بنما. وأوضح ترامب أن رغبته في ضم هذه الأراضي تنبع من منطلقات اقتصادية بما توفّره من موارد ضخمة مادية ومعدنية وبيئية ومنطلقات عسكرية، حيث تعد غرينلاند موطنا لمنشأة فضائية أميركية كبيرة. وقال إنها “ضرورية للجهود العسكرية لتعقّب السفن الصينية والروسية المنتشرة في كل مكان”، مؤكدا “أنا أتحدّث عن حماية العالم الحر”.
ويسعى ترامب إلى فرض رسوم جمركية على السلع المستوردة، حيث هدد برفع التعريفات الجمركية على دول الاتحاد الأوروبي ما لم تزد من مشترياتها من النفط والغاز الأمريكيين لتضييق الفجوة التجارية مع الولايات المتحدة.
وقال ترامب عبر منصته “تروث سوشال”، ليلة الخميس بالتوقيت المحلي: “أخبرت الاتحاد الأوروبي أنه يجب عليهم تعويض عجزهم الهائل مع الولايات المتحدة، من خلال زيادة شراء نفطنا وغازنا، وإلا، فإن التعريفات الجمركية ستطبّق كاملة”، وهو نفس التهديد الذي وجّهه لكندا. وحذّر وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، من أنه “إذا تعرضت مصالحنا للضرر، فسوف نرد مصالحنا، فسوف نرد بإرادة من حديد”.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، الجمعة، إن كندا مستعدّة للرد على الرسوم الجمركية الأميركية المحتمل فرضها الاثنين، إذا نفّذ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب تهديده بهذا الشأن في يوم تنصيبه.
وعبّرت ألمانيا عن مخاوفها من عودة ترامب، حيث أكدت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أن بلادها مستعدة جيدا للولاية الثانية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ودعت بيربوك الدول الأوروبية إلى الدفاع بثقة عن مصالحها والنظام الدولي.
وكان قد حذر السفير الألماني لدى الولايات المتحدة، أندرياس ميكيليس، في وثيقة سرية، من أن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، ستحكم سيطرتها على سلطات إنفاذ القانون الأميركية ووسائل الإعلام وتحدّ من استقلاليتها. وبأن سياسات ترامب تنطوي على “أقصى قدر من الاضطراب الذي سيؤدي إلى إعادة تعريف النظام الدستوري وتركيز بالغ للسلطة في يد الرئيس على حساب الكونغرس والولايات الاتحادية”.
وعليه تجعل تصريحات ترامب السابقة وخططه التي يسعى لتنفيذها، كل الدول تنتظر فحوى خطابه الذي ينتظر أن يكشف فيه عن قراراته الـ100 والتي ستكون عنوان أجندته الرئاسية الثانية، التي ينتظر أن يذهب نحو مقاربات غير مألوفة في إدارة سياساته التي سيطبعها التدخل في شؤون الدول ومحاولة فرض رؤيته، وما تصريحات صديقه إيلون ماسك الذي عيّنه على رأس وزارة “الكفاءة الحكومية” التي تدخل في شؤون العديد من الدول الأوروبية، على غرار بريطانيا وألمانيا والتي خلّفت مواقف أوروبية مستهجنة.