محدث مسؤول أمريكي: واشنطن أبلغت لبنان بأن وقف إطلاق النار قد يعلن “في غضون ساعات”
أمد/ تل أبيب:قال مسؤول لبناني ودبلوماسي غربي الاثنين، إن واشنطن أبلغت المسؤولين اللبنانيين بأن وقف إطلاق النار مع إسرائيل قد يعلن “في غضون ساعات”.
وذكر مسؤول إسرائيلي أن الحكومة ستعقد اجتماعاً الثلاثاء، لبحث اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وقال “أكسيوس”، إنه ينتظر أن تعلن الحكومة الإسرائيلية موافقتها على الاتفاق في هذا الاجتماع.
وفي واشنطن، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون إن محادثات وقف النار مع جماعة حزب الله “تمضي قدماً”، لكنه أصر على أن إسرائيل ستحتفظ في أي اتفاق بالقدرة على ضرب جنوب لبنان.
وقال السفير قبل اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إنه يتوقع اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الاثنين، أو الثلاثاء، لمناقشة قضية وقف إطلاق النار في لبنان.
بدوره، قال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بوصعب لـ”رويترز”، إن الهدنة التي ترعاها واشنطن تقوم على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان وانتشار القوات اللبنانية في غضون 60 يوماً.
وأضاف أن إحدى نقاط الخلاف بشأن من سيراقب وقف إطلاق النار تسنى حلها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بالموافقة على تشكيل لجنة من خمس دول، منها فرنسا، وترأسها الولايات المتحدة.
وأشار إلى أنه “لا عقبات جديدة أمام الهدنة”.
اتفاق وشيك
والأحد، قال مسؤولان أميركيان إن إسرائيل ولبنان على وشك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ينهي النزاع بين “حزب الله” وإسرائيل، ولكن هناك بعض القضايا النهائية العالقة، وفق ما ذكر موقع “أكسيوس” الأميركي.
وكانت تقارير إسرائيلية قد ذكرت الأحد، أن المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستين هدد السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل هرتسوج السبت، بأنه سينسحب من الوساطة مع لبنان، إذا لم ترد إسرائيل إيجاباً خلال الأيام المقبلة، على مقترح اتفاق وقف النار مع لبنان.
وعقد بنيامين نتنياهو اجتماعاً الأحد، حضره عدد من كبار الوزراء وقادة الاستخبارات، وتم اتخاذ قرار للتحرك نحو اتفاق. وقال مسؤولان أميركيان إن الأطراف تقترب من التوصل إلى اتفاق.
وأفادت هيئة البث العبرية (كان)، الأحد، بأن إسرائيل وافقت بشكل مبدئي على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار مع “حزب الله”، وأن نتنياهو، يعمل على كيفية عرضه على الجمهور الإسرائيلي، بافتراض موافقة “حزب الله” عليه.
اتفاق من 3 مراحل
وذكرت صحيفة “هاآرتس”، أن المقترح سيشمل 3 مراحل: هدنة تعقب سحب حزب الله قواته إلى شمال نهر الليطاني، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وأخيراً، مفاوضات إسرائيلية لبنانية بشأن ترسيم المناطق الحدودية المتنازع عليها.
وقال “أكسيوس” إن مسودة المقترح تنص على فترة انتقالية تمتد إلى 60 يوماً، تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من حنوب لبنان، وينتشر الجيش اللبناني في المنطقة، على الحدود، ويحرك حزب الله قواته إلى شمال نهر الليطاني.
وينص الاتفاق على أن هيئة دولية تقودها الولايات المتحدة ستتولى مسؤولية مراقبة وقف إطلاق النار، وأن إسرائيل تتوقع أن تتلقى خطاباً من واشنطن يؤكد حقها في القيام بعمل عسكري إذا ما خرق حزب الله شروط وقف إطلاق النار، وعدم تحرك الجيش اللبناني أو القوات الدولية.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن المبعوث الأميركي آموس هوكستين، حذر الجانبين في الأيام الأخيرة من أنه سوف ينهي وساطته إذا لم يوقعا قريباً على الاتفاق المطروح على الطاولة.
ورجحت وسائل إعلام عبرية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان الأسبوع الجاري، رغم وجود نقاط خلافية بين الطرفين حتى الآن، فيما تحدثت تقارير عن التوصل لاتفاق بالفعل، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرس كيفية عرضه على الجمهور الإسرائيلي.
توقع مسؤولون إسرائيليون يوم الاثنين أن يتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان خلال أيام، في حين جدد وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب التزام بلاده بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر “نتحرك في اتجاه اتفاق، لكن هناك بعض القضايا التي لا تزال عالقة وتحتاج للمعالجة”، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
بدوره، قال السفير الإسرائيلي لدى واشنطن مايكل هرتسوغ إن إسرائيل قريبة جدا من التوصل إلى اتفاق مع لبنان، وإن ذلك قد يحدث خلال أيام.
في الأثناء، قالت رويترز إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغت مسؤولين لبنانيين بأن وقف إطلاق النار قد يعلن عنه في غضون ساعات.
لكن موقع واللا العبري قال إن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) سيجتمع غدا الثلاثاء للمصادقة على الاتفاق.
ونقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية عن مصدر مطلع قوله إن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق مبدئيا على اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، مؤكدا أن إسرائيل لا تزال لديها تحفظات على بعض تفاصيل الاتفاق، وسيتم نقلها إلى الحكومة اللبنانية.
كما نقلت صحيفة معاريف عن مسؤولين مطلعين قولهم إنه قد يتم التوقيع على اتفاق مع لبنان خلال نهاية الأسبوع الجاري، وربما قبل ذلك.
وكشفت القناة العبرية 14، مقربة من نتنياهو، انه تم حل قضية فرنسا وستنضم إلى آلية مراقبة التفاهمات التي تم التوصل إليها، والتي تشمل انسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني، ونزع السلاح في جنوب لبنان، وحرية العمل لجيش الاحتلال في حالة حدوث انتهاكات.
وأضافت، أما بالنسبة لعودة سكان جنوب لبنان إلى قراهم ومنازلهم، فيبدو أن المسلحين لن يعودوا إلى المنطقة، بل سيعود المدنيون غير المسلحين أيضاً، لذلك، من المهم الإشارة إلى أنه لم يتم الكشف عن كافة تفاصيل الاتفاقية وهناك تفاصيل أخرى بشأنها سيتم الكشف عنها لاحقاً.
ومن المتوقع أن يصل إلى إسرائيل يوم الاثنين، نائب وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دانييل شابيرو، حيث سيلتقي وزير جيش دولة الاحتلال يسرائيل كاتس، ومسؤولين إسرائيليين آخرين لمناقشة التنظيم وآلية الإشراف التي ستقودها الولايات المتحدة لمراقبة تنفيذ الاتفاق.
وقالت صحيفة “معاريف” العبرية، أنه فور الانتهاء من التفاهمات، من المتوقع أن يعقد المجلس الوزاري الأمني والسياسي اجتماعًا للمصادقة على الاتفاق، يعقبه تصويت الحكومة عليه. وتشير التقديرات إلى أن الأغلبية اللازمة لدعم الاتفاق مضمونة في المجلس الوزاري والحكومة، على الرغم من معارضة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
العوائق والتحديات:
كان من المفترض أن يُنجز الاتفاق الأسبوع الماضي، لكن تأخر بسبب قرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي إصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الجيش السابق يوآف غالانت.
أثار هذا القرار مخاوف لدى الوسطاء من أن يؤدي إلى تصلب مواقف الطرف الآخر (لبنان بتأثير من إيران) وطرح مطالب جديدة، لكن المفاوضات عادت إلى مسارها وتقدمت.
إذا سارت الأمور دون عقبات جديدة، يُتوقع أن يتم توقيع الاتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة.