“مجمع الشفاء” يكشف “هشاشة” الاحتلال الصهيوني
تطرح عملية استهداف مجمع الشفاء من جديد بعد أربعة أشهر من محاصرته و”تطهيره”، كما روج له الاحتلال آنذاك، عدة أسئلة حول قدرة الاحتلال السيطرة على المناطق التي قال إنه “طهرها” من تواجد عناصر “حماس”، كما أظهرت هشاشة كبيرة للكيان الصهيوني وفق ما ذهبت إليه تقارير وقراءات محللين.
وكشف تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية أن معاودة اقتحام مستشفى الشفاء تظهر تراجع قبضة الجيش الإسرائيلي على شمال غزة، وأن المناطق التي يفترض أنه تم تطهيرها من مقاتلي حماس هي “أكثر هشاشة” مما ادعى القادة السياسيون في تل أبيب.
وسبق أن روجت مصادر صهيونية عديدة لخطابات تفيد بـ”تطهير” شمالي القطاع من عناصر حماس. ووفقا للصحيفة البريطانية فإن “القتال حول مستشفى الشفاء والاستيلاء عليه في نوفمبر الماضي، كان بمثابة لحظة الذروة لما سماه الجيش الإسرائيلي بالمرحلة الأولى من الهجوم على غزة”. “غير أن العملية العسكرية التي شهدها المجمع الطبي والإعلان عن تصفية قيادي وعناصر من حماس، كشفت أن سيطرة الاحتلال على مناطق يفترض أنه تم تطهيرها من مقاتلي حماس، هي “أكثر هشاشة بكثير” مما ادعى القادة السياسيون في تل أبيب”، حسب الصحيفة البريطانية.
واعتبر تقرير “الغارديان” عودة جبهة الشمال إلى الواجهة، “اعترافا ضمنيا بأن السيطرة الإسرائيلية على مناطق الشمال قد تراجعت على ما يبدو”.
ووفق الصحيفة، فإنه على الرغم من تكبد حماس خسائر فادحة، إلا أنها لا تزال تمتلك العدد الكافي من مقاتليها ومراكز قيادة كافية، لشن هجمات متفرقة على القوات الإسرائيلية عندما تكون الظروف مناسبة. وأضافت “إسرائيل أيضا سرحت معظم جنود الاحتياط لديها ونقلت وحدات نظامية رئيسية إلى حدودها الشمالية أو الضفة الغربية المحتلة”.
أما المرحلة الحالية من الهجوم على غزة فتتضمن، حسب خبراء عسكريين، ضربات وغارات محددة الأهداف بدلا من العمليات الواسعة. وذكر التقرير “لأسباب اقتصادية وسياسية، لم يكن لدى المخططين الإسرائيليين سوى خيارات قليلة، فهناك عدد قليل من القوات بشكل دائم على الأرض في شمال غزة.. ويقتصر معظمها على ما يسمى بـ’الحصون’ على مشارف المراكز السكانية أو في نقاط إستراتيجية مثل تقاطعات الطرق”.
وكان تقييم التهديد السنوي لمجتمع الاستخبارات الأمريكي توقع أن تواجه إسرائيل مقاومة مسلحة متواصلة من حماس لسنوات قادمة، فيما ستتواصل جهود تحييد البنية التحتية تحت الأرض لحماس، والتي قد تسمح للحركة بالاختباء واستعادة قوتها.
من جهته، قال المحلل العسكري الإسرائيلي، عاموس هارئيل، “تأتي الغارة التي شنّها الجيش الإسرائيلي الاثنين على مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة بعد حوالي 5 أشهر ونصف من بدء الحرب على غزة، وبعد حوالي 4 أشهر من العملية الإسرائيلية السابقة هناك”. وأضاف “القرار بشن غارة هناك يظهر أن حماس بعيدة كل البعد عن الاستسلام، حتى في المناطق التي أعلن فيها الجيش الإسرائيلي أنه قام بتفكيك القدرات العسكرية للحركة بشكل كامل، وقد عادت حماس إلى عملياتها فيها، ما دفع إسرائيل إلى شن مزيد من الغارات”.