أمد/ دوما كان اللاجئون الفلسطينيون في قلب أي عاصفة تهب، كان مازال اللاجئ من يدفع الأثمان الباهظة فقط لأنه لاجئ يتمتع بحق العودة بموجب القرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة.

في غزة وبعد عامين من حرب الإبادة جرى تدمير وتجريف معظم مخيمات القطاع ولابد للإشارة بأن عدد اللاجئيين الفلسطينين في غزة يتجاوز مليون ونصف لاجئ تعرضو لأبشع أنواع القتل والتهجير والتشريد والتجويع وفقدوا حقهم في الحياة الكريمة
في الضفة لا يختلف الأمر عما يحصل في غزة بشكل يومي عمليات اقتحام وتدمير وتجريف للمخيمات وإعتقالات بالعشرات.

رمزية المخيمات وحق العودة.

تمثل المخيمات الفلسطينية ذاكرة حيّة للنكبة وشاهداً دائماً على المأساة التي تعرّض لها الشعب الفلسطيني عام 1948. فهي ليست مجرد تجمعات سكنية ضيقة بل رمزٌ لهوية راسخة ومرآة لتمسّك الفلسطينيين بحقهم التاريخي في العودة إلى أرضهم وبيوتهم التي هُجّروا منها قسراً.

تعتبر المخيمات محطات مؤقتة وطال أمدها لكنها بقيت رافعة للوعي الوطني تصان فيه الذاكرة الجماعية وتُورّث للأجيال رواية الأرض والتهجير والصمود.

أما حق العودة، فهو ليس شعاراً سياسياً فحسب، بل حق قانوني ثابت أقرّه القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ويمثل جوهر القضية الفلسطينية. فهو يعبر عن الأمل بالعودة إلى الديار، ويجسّد رفض قبول الواقع بوصفه قدراً نهائياً.

الواقع الفلسطيني في لبنان.

عموما يعاني اللاجئون في لبنان من حرمان لحق العمل منذ عشرات السنوات وبالتالي تقتصر العجلة الإقتصادية على داخل المخيمات بشكل واسع ومنذ 5 سنوات تحديدا يعاني الاجئ من تقليص مستمر في خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئيين “الأونروا” مما فاقم سوء الأوضاع الإقتصادية وارتفاع نسب البطالة والغلاء المعيشي.

وتأتي تقليصات الأونروا ضمن مشروع أمريكي إسرائيلي لإنهاء صفة اللجوء وحل قضية اللاجئين بشكل نهائي عبر تذويبهم في مجتمعاتهم وإنهاء الثقافة الوطنية الفلسطينية في وعيهم ووجدانهم.

وعلى صعيد أخر تعتبر مخيمات لبنان هي امتداد ثوري لمخيمات الضفة وغزة وهذا ما يخشاه الإحتلال والولايات المتحدة ومنذ سنوات يحرضون على إنهاء المخيمات الفلسطينية.

إعتدائات الاحتلال على مخيمات لبنان

خلال عامي 2024 و 2025 قام الاحتلال بسلسلة استهدافات للمخيمات الفلسطينية كمخيم البص، الرشيدية في مدينة صور، ومخيم البداوي في طرابلس ومخيم عين الحلوة في صيدا الذي تعرض لعدة استهدافات كان أخرها ارتقاء 9 شبان لا يتجاوز أعمارهم 17 عاماً إضافة الى 4 شهداء بالغين لترتفع حصيلة الشهداء من اللاجئي الى أكثر من 160 شهيدا منهم من ارتقى في جنوب لبنان ومنهم من استهدفه الاحتلال في عمق لبنان.

لكن من المؤكد أن الإحتلال يملك بنك أهداف في المخيمات الفلسطينية بل ويسعى الى تدمير المخيمات وتشريد اللاجئين وخاصة مخيمات الجنوب لقربها من الحدود وهذا ما تؤكده وسائل إعلام الاحتلال وتصريحات قادة الاحتلال بوصفهم مخيمات اللجوء بالإرهاب لتبرير أي عمليات يقوم بها الاحتلال على قاعدة الدفاع عن النفس التي كرس شرعيتها بالشراكة مع الولايات المتحدة لإنهاء حق العودة.

لكن الحقيقة أن وجود المخيمات في الداخل والشتات وإستمرارها هو تذكير دائم بأن قضية اللاجئين لم تُحلّ بعد، وأن الشعب الفلسطيني لن يتخلّ عن حقوقه مهما تعاقبت الظروف وإشتدت المعاناة.

شاركها.