أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ678 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.

وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.

في اليوم الـ150 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.

استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.

وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.

ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” واتباع “سياسة تجويع ممنهجة”، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو “احتلال كامل لقطاع غزة”.

استشهد 98 شخصا في قطاع غزة، جرّاء الغارات الإسرائيليّة، الأربعاء، بينهم 61 في مدينة غزة، ومن بينهم كذلك 37 من طالبي المساعدات في مناطق عدّة بالقطاع.

وبجانب حصيلة الشهداء جراء القصف، تسجّل وزارة الصحة في غزة يوميا، ومنذ أسابيع، وفيات جديدة بسبب الجوع ونقص الدواء، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية أن سوء التغذية يدمر القطاع. وقد بلغ عدد ضحايا التجويع وسوء التغذية حتى فجر الأربعاء 227 شهيدا، بينهم 103 أطفال، فيما استشهد 73 آخرون خلال الـ24 الماضية نتيجة القصف الإسرائيلي.

ارتفاع حصيلة الضحايا

أعلنت مصادر طبية، يوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 61,722، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 154,525، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 123 شهيدا، و437 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 10,201 شهيد، و42,484 إصابة.

وأوضحت أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية 21 شهيدا، والإصابات 185، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 1,859، والإصابات إلى 13,594.

وسجلت مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، 8 حالات وفاة بينها 3 أطفال نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 235 حالة من ضمنها 106 أطفال.

مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى

 استشهد ثمانية مواطنين وأصيب آخرون، مساء يوم الأربعاء، في استهداف الاحتلال المواطنين في دير البلح وسط قطاع غزة، وشمال غرب مدينة غزة.

وأفادت مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى، بأن ثلاثة شهداء وصلوا إلى المستشفى نتيجة استهداف مجموعة مواطنين بصاروخ من طائرة مسيرة للاحتلال بمنطقة الحكر جنوب مدينة دير البلح.

وقالت مصادر محلية، إن طائرات الاحتلال المسيرة استهدفت مجموعة من المواطنين شمال غرب مدينة غزة ما أدى لاستشهاد خمسة مواطنين وإصابة آخرين.

وأكدت مصادر طبية في مستشفيات غزة، استشهاد 81 مواطنا منذ فجر اليوم بينهم 45 في مدينة غزة.

 استشهد 3 مواطنين، عصر يوم الأربعاء، في قصف لطيران الاحتلال الإسرائيلي على حي التفاح شرق مدينة غزة.

وقالت مصادر محلية إن طيران الاحتلال قصف مجموعة من المواطنين في شارع “الجرو” بحي التفاح، ما أدى لاستشهاد 3 مواطنين، بينهم شقيقان، وإصابة آخرين.

استشهد 5 مواطنين وأصيب 10 آخرين من منتظري المساعدات، يوم الأربعاء، جراء استهداف الاحتلال مجموعة مواطنين وسط قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية، بأن الاحتلال استهدف تجمعات المواطنين قرب مركز توزيع المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد 5 مواطنين وإصابة 10 آخرين.

استشهد 12 مواطنا على الأقل في قصف ونيران الاحتلال الإسرائيلي على عدة مناطق في قطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 7 مواطنين بينهم 5 أطفال من عائلة أبو حنيدق جراء قصف الاحتلال خيامهم قرب الكلية الجامعية بشارع 8 بمدينة غزة.

وأضافت المصادر، أن 5 مواطنين استشهدوا وأصيب آخرون بجروح من منتظري المساعدات، برصاص الاحتلال الإسرائيلي جنوب شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

“الصحة العالمية”: أكثر من 14,800 مريض في غزة بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة

قال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن أكثر من 14,800 مريض في قطاع غزة ما زالوا بحاجة إلى رعاية طبية منقذة للحياة غير متوفرة في القطاع.

ودعا غيبرييسوس في بيان مقتضب نشره عبر صفحته على منصة “إكس”، مساء اليوم الأربعاء، إلى إعادة تفعيل مسارات التحويل الطبي من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، قبل فوات الأوان.

وأشار إلى أن المنظمة دعمت، اليوم، إجلاء 32 طفلا و6 مرضى بالغين من قطاع غزة، إلى جانب 99 من مرافقيهم، مبينا أن 25 طفلا و6 مرضى بالغين تم إجلاؤهم إلى إيطاليا، فيما تم إجلاء 5 أطفال مرضى إلى بلجيكا، وطفلين مريضين إلى تركيا.

وأعرب عن شكره للمفوضية الأوروبية ولجميع الحكومات التي أبدت تضامنها مع مرضى غزة في الحالات الحرجة، من خلال توفير رعاية طبية متخصصة لهم.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقر خطة احتلال مدينة غزة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الأربعاء، أن رئيس الأركان إيال زامير، صادق على خطة احتلال مدينة غزة.

وقال بيان الجيش الإسرائيلي: “‏عقد رئيس الأركان، الجنرال أيال زامير يوم الأربعاء، نقاشا صادق خلاله على الفكرة المركزية لخطة عمل الجيش  في قطاع غزة، وذلك بمشاركة منتدى هيئة الأركان العامة، وممثلين عن الشاباك، وقادة آخرين”.

وأضاف البيان: “‏خلال النقاش، عرضت إنجازات الجيش حتى الآن، بما في ذلك الهجوم في منطقة الزيتون الذي بدأ يوم أمس. كما عرضت وصودق على الفكرة المركزية للخطة الخاصة بالخطوات المقبلة في قطاع غزة، وذلك وفقًا لتوجيهات المستوى السياسي”.

‏وأكد رئيس الأركان على “أهمية رفع جاهزية القوات والاستعداد لاستدعاء قوات الاحتياط، مع تنفيذ تدريبات إنعاشية ومنح فترة تنفس استعدادا للمهام القادمة”.

وحضر الاجتماع الذي عقده زامير أيضًا مسؤولون من جهاز الأمن العام (الشاباك) ومسؤولون كبار آخرون في وزارة الجيش.

كما عُرضت خطة للخطوات الإضافية التي سيتم اتخاذها في قطاع غزة، وتمت الموافقة عليها.

لم تُكشف تفاصيل عن تلك الخطة، ولكن أُشير إلى أنها تضمنت هجومًا بدأ يوم الثلاثاء، في منطقة الزيتون. وتأتي هذه الخطة، التي أقرها رئيس الأركان، وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية التي صوّتت الأسبوع الماضي في مجلس الوزراء على شنّ عملية عسكرية لهزيمة حماس.

رغم الموافقة على الخطة، أشار تقييم للوضع أجراه الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع إلى نقص هائل في الجنود: حتى قبل اكتمال التقييم، حُدد العجز الذي كُشف عنه بعشرة آلاف جندي مفقودين من النظام حوالي 7 آلاف مقاتل و3 آلاف آخرين من المقاتلين الداعمين.

 في غضون ذلك، أشار رئيس الأركان إلى الانتقادات الموجهة إليه في مجلس الوزراء بأنها غير مسيئة، وأوضح أنه قدم خططًا لهزيمة حماس وليس لوقف القتال، وأنه بمجرد اتخاذ قرار سياسي، سينفذ الجيش الإسرائيلي هذه الخطط بالكامل، مع ضمان أقصى حماية لأرواح الرهائن.

وكان زامير قد حضر نقاشًا حول إمكانية السيطرة الكاملة على قطاع غزة الأسبوع الماضي، وتصاعدت التوترات بينه ورئيس الحكومة نتنياهو.

كشف وسائل إعلام عبرية مساء يوم الأربعاـء عن عناصر خطة رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي زامير، التي سيقدمها لنتنياهو بعدما أقرها مع قادةالجيش 

وفقا لما كشفت عنه  هيئة البث العبرية “كان” مساء يوم الأربعاء:  

* اخلاء سكان مدينة غزة جنوبا الى المخيمات  الوسطى و الذين يقدر عددهم قرابة 800 الف نسمة ·        

* محاصرة مدينة غزة وعزلها عن المنطقة الوسطى  ·        

* إعادة اقامة محور نتساريم الفاصل بين غزة ووسط القطاع ·        

* العملية ستبدء بغارات جوية مكثفة يشنها سلاح الجو ·        

* زيادة حجم المساعدات الانسانية  لسكان القطاع ·        

* اقامة مرافق جنوب مدينة غزة، تمكن النازحين من الحصول على مياه الشرب، و الطعام و الرعاية الصحية ·

*عملية اخلاء السكان من مدينة غزة ستبدء خلال اسبوعين

 

شاركها.