أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ707 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.
في اليوم الـ179 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.
وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.
ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” واتباع “سياسة تجويع ممنهجة”، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو “احتلال كامل لقطاع غزة”.
وأعلنت الأمم المتحدة، رسميا، المجاعة في غزة، في أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط، وقال خبراؤها إن 500 ألف شخص يواجهون جوعا “كارثيا”. وبعد أشهر من التحذيرات بشأن الوضع الإنساني واستشراء الجوع في القطاع الفلسطيني، أكّد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي ومقره في روما، اليوم، أن محافظة غزة التي تغطي نحو 20% من قطاع غزة، تشهد مجاعة.
في السياق السياسي، جدّد وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تهديده بتدمير مدينة غزة في حال رفضت حركة حماس شروط تل أبيب لوقف إطلاق النار. من جهته، قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن الهجوم الإسرائيلي الأخير في الدوحة “قضى على أي أمل للمحتجزين الإسرائيليين في غزة”.
ميدانيًا، شن الطيران الإسرائيلي غارات على مناطق مختلفة في القطاع، بينها مفترق الطواشي شرق دير البلح، حيث استُهدف منزل في المنطقة ذاتها. كما أطلقت الآليات العسكرية النار تجاه مواطنين أثناء انتظارهم الحصول على المساعدات في مناطق نتساريم وشرقي غزة ودير البلح، ما أدى إلى سقوط شهداء وإصابات.
بالتزامن، قصفت المقاتلات الإسرائيلية مناطق شمال وشرق غزة، بينها النفق وبركة الشيخ رضوان، كما استهدفت خيمة نازحين لعائلة أبو هربيد قرب سوق اليرموك بحي الدرج ومبنى وسط خانيونس، فيما أُحرقت خيام نازحين في شارع النفق بعد إلقاء قنابل حارقة. وتستمر مأساة أهالي القطاع مع الحصار والتجويع الذي أودى بحياة المئات، معظمهم من الأطفال وكبار السن.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة شهداء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 64,718 والإصابات إلى 163,859 منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، فيما بلغت الحصيلة منذ 18 آذار/مارس 2025 حتى اليوم 12,170 شهيدًا و51,818 إصابة.
وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، استقبلت المستشفيات 72 شهيدًا و356 إصابة جديدة، في وقت لا يزال فيه عدد من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، وسط عجز طواقم الإسعاف عن الوصول إليهم.
وفيما يتعلق بـ”شهداء لقمة العيش”، فقد وصل إلى المستشفيات خلال الساعات الـ24 الماضية 9 شهداء و87 إصابة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 2,465 شهيدًا وأكثر من 17,948 إصابة جراء استهداف الطوابير ومناطق توزيع المساعدات.
كما سجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، 7 حالات وفاة جديدة بينها طفل نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 411 حالة وفاة، من ضمنها 142 طفلًا.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد مواطنان، وجرح آخرون، إثر استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي، تجمعا للمواطنين أمام برج النوري في النصيرات وسط قطاع غزة
وأفادت مصادر محلية، بوصول شهيدين إلى مستشفى العودة، جراء استهداف الاحتلال تجمعا للمواطنين، كما اسفر عن وقوع عشرات الإصابات.
وأشارت إلى أن طائرات الاحتلال دمرت 15 منزلا في مدينة غزة منذ صباح الخميس، وشرّدت مئات المواطنين والنازحين في محيطها.
وكان طيران الاحتلال شن غارتين على مدينة غزة، وقصف منزلا في شارع الشفاء غربها، كما دمر عَمارة “نجم” قرب العيادة العسكرية في مخيم الشاطئ في المنطقة ذاتها، فيما أطلقت طائرة مروحية إسرائيلية النار شرقها.
وأعلنت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة، عن ارتفاع عدد الشهداء منذ فجر اليوم إلى 50 شهيدا، نتيجة استمرار قصف المنازل وخيام النازحين، واستهداف تجمعات المواطنين.
استُشهد 4 مواطنين، وجُرح آخرون، يوم الخميس، في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مجموعة من المواطنين في حي الكتيبة شمال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
كما أصيب العشرات بجروح، جراء استهداف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة أبو الخير بجانب العيادة الطبية في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، فيما شهد حي الصبرة جنوب المدينة سلسلة غارات جوية.
وأكدت مصادر محلية أن طائرات الاحتلال دمرت منذ الصبح 8 منازل للمواطنين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة تعود لعائلات: جاد الله، وسمور، وبصل، وأبو عجوة، ومطرية، وحمودة، وطه، وأبو الخير.
استُشهد 16 مواطنا بينهم 11 من مدينة غزة وأصيب آخرون بجروح منذ فجر يوم الخميس، إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق في قطاع غزة.
وفي مدينة رفح، استُشهد مواطنان بنيران قوات الاحتلال أثناء انتظارهما الحصول على المساعدات.
كما استُشهد مواطنان وأصيب آخرون بجروح مختلفة جراء قصف مدفعي للاحتلال على حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، استُشهد مواطن وأصيب آخرون، جراء استهداف الاحتلال مجموعة من طالبي المساعدات شمال المخيم.
استشهد، يوم الخميس، ثلاثة مواطنين بينهم طفل ورضيعة، في إطلاق نار وقصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي، على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأفاد ت مصادر محلية بوصول طفل شهيد جراء إطلاق الاحتلال الإسرائيلي النار بشكل عشوائي باتجاه منازل المواطنين في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وأضافت أن مواطنين استشهدا أحداهما رضيعة وأصيب عدد آخر، جراء قصف قوات الاحتلال خيام النازحين بمحيط شارع اليرموك في مدينة غزة.