أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ669 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.
في اليوم الـ141 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن تسجيل 5 حالات وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية ناجمة عن المجاعة وسوء التغذية، وجميع الضحايا من البالغين. وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للضحايا الذين قضوا نتيجة هذه الأزمة الإنسانية إلى 180 شهيدا، من بينهم 93 طفلا.
وتزامن ذلك مع تحذيرات أممية من أزمة تعطيش حادة، حيث يعاني نحو 90% من سكان غزة من عدم القدرة على الوصول إلى مياه صالحة للشرب.
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلنت مصادر طبية، يوم الاثنين، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 60,939، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 150,027، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وبينت أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 94 شهيدا (4 شهداء منهم انتُشلت جثامينهم)، و439 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 9,440 شهيدا، و37,986 مصابا.
وأشارت إلى أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية 29، والإصابات 300، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 1,516، والإصابات إلى 10,067
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب آخرون، مساء يوم الاثنين، في قصف للاحتلال الإسرائيلي شمال غرب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن القصف استهدف منتظري المساعدات الإنسانية شمال غرب القطاع، مضيفا أن الشهداء والمصابين نقلوا إلى مستشفى الشفاء.
وقال إن طفلا أصيب برصاص طائرة مُسيرة إسرائيلية أثناء انتظار المُجوعين للمساعدات، شرق دير البلح، فيما أصيب عدد من المواطنين في قصف للاحتلال قرب مسجد الدعوة شمال شرق مخيم النصيرات، وسط القطاع.
ووفق مصادر طبية في قطاع غزة، استشهد 74 مواطنا بنيران قوات الاحتلال منذ فجر الإثنين بينهم 36 من منتظري المساعدات الإنسانية.
استشهد مواطنان وأصيب آخرون، مساء يوم الاثنين، في قصف للاحتلال الإسرائيلي شمال مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال استهدفت مجموعة من المواطنين في منطقة التوام، شمال مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد اثنين وإصابة آخرين.
استُشهد خمسة مواطنين وأصيب سبعة آخرون، بينهم حالات خطيرة، يوم الاثنين، إثر استهداف طيران الاستطلاع الإسرائيلي مجموعة من المواطنين عند دوار التوام شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية بأن الهجوم أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء على الفور، فيما نُقل المصابون إلى المستشفيات وسط أوضاع صحية حرجة.
وفي سياق منفصل، أُعلن استشهاد الشاب محمود جواد علي الدرة، من سكان مخيم البريج وسط القطاع، متأثرًا بجراح أصيب بها قبل أيام خلال قصف سابق استهدف المنطقة.
كما ارتقى الممرض عدي ناهض القرعان، الذي يعمل في مستشفى الأقصى وسط قطاع غزة، بعد تعرضه لإصابة مباشرة إثر سقوط صناديق مساعدات تم إنزالها جوًا في منطقة الزوايدة، حيث أصابته الصناديق بشكل مباشر أثناء محاولته الإسهام في توزيع المساعدات على المواطنين.
أعلنت وزارة الصحة، يوم الاثنين، تسجيل ثلاث حالات وفاة نتيجة الإصابة بمتلازمة “غيلان باريه” (GuillainBarré Syndrome)، وسط تحذيرات من تصاعد خطير في حالات الشلل الرخو الحاد بين الأطفال، بسبب تدهور الأوضاع الصحية والبيئية في القطاع المحاصر.
وأوضحت الوزارة في بيان صحفي، أن حالتين من بين الوفيات تعودان لطفلين دون سن الـ15 عامًا، توفيا بعد فشل محاولات إنقاذهما، نتيجة عدم توفر العلاج اللازم بسبب الحصار المفروض على القطاع، الذي أدى إلى نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.
وأكدت الوزارة أن الفحوصات الطبية كشفت عن وجود فيروسات معوية غير مرتبطة بشلل الأطفال، ما يشير إلى بيئة صحية متدهورة وخصبة لانتشار الأمراض المعدية بشكل يخرج على السيطرة، خاصة في ظل استمرار العدوان وتفاقم سوء التغذية بين الأطفال.
وشددت على أن استمرار هذا الوضع البيئي والحرمان من العلاجات يشكل تهديدًا مباشرًا بتوسع رقعة انتشار المتلازمة، وتحولها إلى أزمة صحية عامة يصعب احتواؤها.
ودعت وزارة الصحة الجهات المعنية، والمنظمات الدولية والإنسانية، إلى تدخل عاجل لتوفير العلاجات المنقذة للحياة، والعمل الفوري على إنهاء الحصار المفروض على غزة، محذرة من أن “هذه ليست مجرد حالات وفاة… بل هي إنذار بكارثة صحية مُعدية محتملة”.
استُشهد 8 مواطنين من منتظري المساعدات، وأصيب آخرون، ظهر يوم الاثنين، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء تجمعهم أمام نقطة توزيع المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع.
يذكر أن شابا وامرأة استُشهدا، وأصيب نحو 20 آخرين، برصاص الاحتلال قرب مركز مساعدات شمال مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية في قطاع غزة، بارتفاع عدد ضحايا ما بات يُعرف بـ”مصائد الموت” وهي مناطق توزيع المساعدات التي تستهدفها قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى أكثر من الف شهيد، ونحو 7 آلاف إصابة، إضافة إلى عشرات المفقودين، وذلك منذ السابع والعشرين من أيار/ مايو الماضي وحتى تاريخه.
أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، وفاة خمسة أشخاص، جميعهم من البالغين، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، سجّلتها مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية.
وبهذا يرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 180 شهيدًا، من بينهم 93 طفلًا.
يشار إلى أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة في التفاقم، في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وتغلق سلطات الاحتلال منذ 2 آذار/ مارس 2025 جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين آذار/مارس وحزيران/يونيو، نتيجة لاستمرار الحصار.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية في غزة وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، وأن الحصار المتعمد وتأخير المساعدات تسببا في فقدان أرواح كثيرة، وأن ما يقارب واحدا من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني سوء تغذية حادا.
استشهد ثلاثة مواطنين، بينهم سيدة، وأصيب آخرون، صباح يوم الاثنين، جراء استهداف قوات الاحتلال وسط وجنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد شاب وسيدة، وإصابة نحو 20 آخرين، برصاص الاحتلال قرب مركز مساعدات شمال مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.
وأضافت المصادر ذاتها، أن شهيدا ارتقى وأصيب عدد آخر، في استهداف طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال مخيم 2 في النصيرات وسط القطاع.
وأشارت إلى طائرات الاحتلال استهدفت منزلًا قرب منطقة البيدر جنوب غرب مدينة غزة.
“اليونيسف”: 28 طفلا يقتلون في غزة يوميا
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، يوم الاثنين، إن نحو 28 طفلا يقتلون يوميا في قطاع غزة، جراء القصف والتجويع الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 660 يوما.
وأوضحت المنظمة، في بيان، أن الأطفال في غزة يواجهون الموت “بالقصف وسوء التغذية والجوع ونقص المساعدات والخدمات الحيوية”، وأضافت: “في غزة، يُقتل يوميا ما معدله 28 طفلا، أي بحجم صف دراسي واحد”.
وشددت المنظمة الأممية على أن “أطفال غزة بحاجة إلى الغذاء والماء والدواء والحماية. والأهم من ذلك كله، هم بحاجة إلى وقف إطلاق النار، الآن”.
وفي السياق، قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 1500 شخص قتلوا في قطاع غزة منذ مايو/أيار الماضي أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء وعند نقاط توزيع المساعدات التي “عسْكرتها” إسرائيل وعلى طول طرق مساعدات الأمم المتحدة.
مفاوضات وقف إطلاق النار
ذكرت وسائل إعلام عبرية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اتخذ قرارا بالمضي نحو “احتلال قطاع غزة”، في خطوة يُدفَع نحوها من قبل وزراء في اليمين المتطرف.
ونقلت القناة 12 عن “جهات رفيعة في مكتب رئيس الحكومة” أن “القرار قد اتخذ إسرائيل تتجه نحو احتلال قطاع غزة”. وأضافت المصادر ذاتها: “حماس لن تفرج عن مزيد من الرهائن دون استسلام كامل، ونحن لن نستسلم”.
وقالت المصادر “إذا لم نتحرك الآن، سيموت الرهائن من الجوع، وستبقى غزة تحت سيطرة حماس”. وبموجب القرار، فإن الجيش الإسرائيلي سيُقاتل في مناطق امتنع عن دخولها خلال الأشهر الماضية، بما يشمل المخيمات في وسط القطاع، التي يُعتقد بوجود أسرى فيها.
وذكرت هيئة البث العبرية أن رئيس الوزراء سيعقد الثلاثاء، جلسة أمنية لبحث توسيع الحرب نحو المناطق التي يُخشى وجود أسرى فيها.
وذكرت أن “المؤسسة الأمنية تعارض التوغل برا في الأماكن التي يُحتجز فيها رهائن، خشية المس بحياتهم”.
ونقلت القناة عن مصدر أمني مطلع على تفاصيل المفاوضات قوله: “إسرائيل تدير ظهرها لجهودها وتتنازل أسرع مما ينبغي، فصفقة جزئية مع حماس كانت قريبة جدًا، لكن الحكومة تراجعت بسرعة، حماس وضعت العراقيل، لكن الفجوات كانت قابلة للجسر”.
وأضافت القناة أن “وزراء تحدثوا مع نتنياهو قالوا إنه اتخذ قرارا بتوسيع العملية العسكرية” في إطار حرب الإبادة على غزة، وذلك رغم تباين المواقف مع الجيش الإسرائيلي. واستخدم عبارة ‘احتلال القطاع’ حرفيا خلال حديثه مع بعض الوزراء”.
وأشارت هيئة البث العبرية إلى أن القرار إذا أُقر رسميا، فسيكون “مخالفا لموقف الجيش ورئيس الأركان إيال زامير”، وقد يدفعه، وفق تقديرات بعض الوزراء، إلى الاستقالة من منصبه. إذ يرى زامير أن “التوغل في المناطق التي يُحتجز فيها رهائن يعرض حياتهم للخطر بشكل كبير”.
وعلى صلة، ألغى زامير زيارة إلى الولايات المتحدة، والتي كان من المقرر أن يلتقي خلالها مسؤولين كبارا في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، ويشارك في مراسم تسليم قيادة القيادة المركزية الأمريكية من الجنرال مايكل كوريلا.
وبحسب “كان 11″، فإن إلغاء الزيارة جاء على خلفية انهيار مفاوضات تبادل الأسرى، والتسريبات الإعلامية من أوساط نتنياهو، والتي تفيد بأنه قرر المضي نحو احتلال قطاع غزة، خلافا لموقف الجيش والأجهزة الأمنية.
وذكر موقع “واينت” أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح نتنياهو “ضوءا أخضر” لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة. وبحسب التقرير، فإن القناعة السائدة في كل من واشنطن وتل أبيب هي أن “حماس لا تريد التوصل إلى صفقة”.
وأشار الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن رغم عدم دعوة الكابينيت للانعقاد خلال الأيام الماضية، إلا أن نتنياهو يعقد مشاورات ومداولات أمنية لبحث حول سُبل مواصلة الحرب على قطاع غزة بعد تعثر المفاوضات.
ونقل عن “مسؤولين بارزين في محيط رئيس الحكومة” أن “القرار قد اتخذ”، وأن إسرائيل تتجه نحو “احتلال كامل لقطاع غزة وحسم المعركة ضد حماس”. وأضاف هؤلاء المسؤولون أن “الخطة تشمل تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق يُحتجز فيها رهائن”.
وأشارت المصادر إلى أنه “إذا لم يكن هذا القرار ملائما لرئيس الأركان فليقدم استقالته”، في إشارة إلى تصاعد التوتر بين المستويين السياسي والعسكري، وإلى ما نُشر حول احتمال أن يفكر زامير، في إنهاء ولايته.
وبحسب التقرير، فإن نتنياهو سيطرح خلال جلسة الكابينيت المرتقبة اقتراحا بتكليف الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملية شاملة لاحتلال القطاع، بهدف “القضاء على حماس واستعادة الأسرى”، وذلك في ظل قناعة راسخة في إسرائيل بأنه لم يعد من الممكن التوصل إلى صفقة، سواء جزئية أو شاملة، للإفراج عنهم.
ضوء أخضر من ترامب؟
بدورها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إنها علمت، مساء الاثنين، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعطى “الضوء الأخضر” لنتنياهو لـ”الشروع في عملية عسكرية ضد حماس”.
وقالت الصحيفة إن هناك اتفاقاً في إسرائيل، وكذلك في واشنطن، على أن “حماس لا تريد اتفاقاً”.
كشفت تقارير يوم الاثنين، نقلا عن مسؤول إسرائيلي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يدرس خيارًا عسكريًا لتحرير الرهائن الإسرائيليين المتبقين في قطاع غزة.
وقالت، في ظل عجزه عن إيجاد حل دبلوماسي لأزمة الرهائن، يدفع نتنياهو باتجاه “حل عسكري” لتحرير الرهائن المتبقين لدى حماس، وفقًا لما صرح به مسؤول إسرائيلي لشبكة ABC News يوم الأحد.
واقترح نتنياهو توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة واستخدام القوة العسكرية لتحرير آخر الرهائن الذين ما زالوا في الأسر منذ اختطافهم في الهجوم المفاجئ الذي شنه إرهابيو حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
صرح المسؤول الإسرائيلي لشبكة ABC News أن المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين في حوار مستمر. وأضاف المسؤول أن هناك تفاهمًا متزايدًا لدى الجانب الإسرائيلي على أن حماس غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن. وقال المسؤول الإسرائيلي: “لذلك، يسعى رئيس الوزراء نتنياهو لتوسيع العمليات العسكرية لإطلاق سراح الرهائن من خلال حل عسكري”
. يوم السبت، ملأ آلاف المتظاهرين شوارع تل أبيب، مطالبين حكومتهم بإنهاء الحرب وإعادة آخر الرهائن إلى ديارهم. وقال إيلاي ديفيد، الذي يُعتقد أن شقيقه، إيفياتار ديفيد، من بين الرهائن الإسرائيليين المتبقين لدى حماس، للمتظاهرين المتجمعين في تل أبيب: “إنهم على شفا الموت. في ظل هذه الظروف التي لا يمكن تصورها، قد لا يتبقى لهم سوى أيام قليلة للعيش”.
أكد وزير خارجية دولة الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر يوم الإثنين، على ضرورة إعادة جميع المختطفين من قطاع غزة دون شروط، مشددا على أن إسرائيل لن تقبل بأي تسوية تُمليها حركة حماس “.
وأوضح ساعر، خلال مؤتمر صحفي، أن حماس تسعى لفرض شروط تهدف إلى ضمان بقائها في الحكم داخل قطاع غزة، وهو أمر ترفضه إسرائيل بشكل قاطع، وأنه لا مكان لحماس في مستقبل قطاع غزة، ما لم تسلم أسلحتها وتتخلى عن نهجها المسلح، مشددا في الوقت ذاته على إدانة الإرهاب في كل مكان.
وكشف ساعر عن جهود أمريكية جارية لوضع تصور لليوم التالي للحرب في غزة، موضحاً أن تل أبيب تناقش هذه التصورات بشكل مكثف مع الإدارة الأمريكية، وخصوصاً ما يتصل بـ”الوضع الأمني في القطاع بعد انتهاء العمليات العسكرية”.
وأكد ساعر أن إسرائيل تسعى إلى إنهاء الحرب وإطلاق جميع المختطفين بأسرع وقت، لكنه أشار إلى أن هذا الهدف يتطلب ضغوطاً على حركة حماس، لا مكافأتها.
وانتقد ساعر مواقف بعض الدول الغربية، قائلاً إن “الخطوات التي اتخذتها فرنسا وبريطانيا وكندا ودول أخرى، تمثل هدية مجانية لحماس”، محذراً من أن هذه الإجراءات “ستطيل أمد الحرب بدل أن تساهم في إنهائها”.
وختم ساعر بالقول إن “على هذه الدول أن تدرك عواقب قراراتها”، مضيفاً أن دعم إسرائيل في معركتها ضد الإرهاب يجب أن يكون واضحاً وغير ملتبس، حسب تعبيره.
و اشار الي ضرورة وضع حد لظاهرة خطف المدنيين، متهما حركة حماس بترهيب المدنيين الفلسطينيين واستخدامهم كدروع بشرية لخدمة مصالحها.