أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ675 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.

وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.

في اليوم الـ147 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.

استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.

وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.

ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” واتباع “سياسة تجويع ممنهجة”، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو “احتلال كامل لقطاع غزة”.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن مستشفيات قطاع غزة سجّلت خلال الـ24 ساعة الماضية خمس حالات وفاة جديدة ناجمة عن التجويع وسوء التغذية، من بينهم طفلان.

وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للضحايا الذين لقوا حتفهم بسبب هذه الأوضاع الصعبة إلى 217 شهيدًا، بينهم 100 طفل، في ظل استمرار الحصار والتدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية في القطاع.

وأعلن المكتب الحكومي في غزة ارتفاع حصيلة ضحايا عمليات الإنزال الجوي الخاطئة للمساعدات إلى 23 شهيدا و124 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

يأتي ذلك، في وقت يتصاعد الرفض الدولي إزاء إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، نيته احتلال مدينة غزة وتهجير سكانها إلى مخيمات، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية التي تشمل القتل والتجويع في قطاع محاصر يتعرض لحرب غير مسبوقة منذ نحو عامين.

أما على صعيد المفاوضات، فأفادت وسائل إعلام عبرية بأن واشنطن والوسطاء يضغطون على كل من حركة حماس وإسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات.

ارتفاع حصيلة الضحايا

 أعلنت مصادر طبية، يوم الأحد، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 61,430، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 153,213، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 61 شهيدا منهم اثنان انتُشل جثمانهما، و363 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 9,921 شهيدا، و41,172 مصابين.

وأوضحت أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية 35 شهيدا، والإصابات 304، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 1,778، والإصابات إلى 12,894.

مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى

استشهد خمسة مواطنين بينهم أربعة صحفيين، مساء اليوم الأحد، جراء قصف للاحتلال الإسرائيلي غرب مدينة غزة.

وأفادت مصادر محلية بأن جيش الاحتلال استهدف خيمة الصحفيين أمام مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد الزملاء الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع، مراسلا قناة الجزيرة الفضائية، والمصورين في القناة إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، وسائق الطاقم محمد نوفل، إضافة لإصابة مراسل قناة الكوفية، الصحفي محمد صبح.

 استشهد خمسة مواطنين، مساء يوم الأحد، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة.

وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال استهدفت بسطة فلافل في حي الصبرة جنوب غرب مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد خمسة مواطنين وإصابة عدد آخر.

 استُشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، مساء يوم الأحد، بعد استهداف جيش الاحتلال منتظري المساعدات.

وأفاد مصدر طبي في مجمع ناصر الطبي، بوصول 5 شهداء وعدد من المصابين من منتظري المساعدات بنيران الاحتلال قرب محور موراغ جنوب خان يونس جنوب قطاع غزة.

كما استُشهد مواطن وأصيب آخر في قصف مسيرة للاحتلال خيمة نازحين في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة.

وأعلنت مصادر في مستشفيات غزة، استشهاد أكثر من 70 مواطنا بنيران جيش الاحتلال في مناطق عدة بالقطاع منذ فجر الأحد، مشيرة إلى أنه من بين شهداء اليوم 26 من منتظري المساعدات وسط وجنوب قطاع غزة.

استُشهد ثلاثة مواطنين، يوم الأحد، جراء قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من الفلسطينيين في محيط دوار أبو صرار بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

كما استُشهدت المواطنة سلسبيل أبو مراحيل بعد إصابتها بطلق ناري في الوجه، في محيط منطقة معصرة أبو عودة شمال النصيرات وسط القطاع.

استُشهد 10 مواطنين وأصيب آخرون، يوم الأحد، بعد قصف الاحتلال تجمعا للمواطنين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 10 مواطنين بعد قصف طيران الاحتلال مجموعة من المواطنين في حي الشجاعية، مشيرة إلى أنه لم يتم انتشال جثامين 3 شهداء من المكان لشدة القصف.

وأصيب عدد آخر من المواطنين بجروح مختلفة، بعد قصف مسيرة للاحتلال خيمة قرب منطقة طبريا غربي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

 استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، يوم الأحد، بعد استهداف جيش الاحتلال منتظري المساعدات.

وأفاد مصدر طبي في مستشفى العودة، باستقبال 5 شهداء و3 إصابات جراء استهداف الاحتلال “الإسرائيلي” تجمعات المواطنين بالقرب من نقطة توزيع المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع.

كما استشهد مواطن وأصيب عدد آخر من منتظري المساعدات من منطقة الشاكوش شمال غرب رفح جنوب قطاع غزة.

استشهد وأصيب عدد من المواطنين، اليوم الأحد، برصاص وقصف الاحتلال أنحاء متفرقة في قطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 4 مواطنين في قصف طائرة مسيرة تابعة للاحتلال تجمعا وسط خان يونس وسط قطاع غزة.

وأضافت المصادر ذاتها، أن شهيدين ارتقيا وأصيب آخرون، برصاص الاحتلال صوب منتظري المساعدات قرب محور نتساريم.

كما استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون من منتظري المساعدات بنيران الاحتلال في جنوب مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.

وتطلق طائرات الاحتلال المروحية “أباتشي” النار شرق مدينة غزة.

سجلت مستشفيات قطاع غزة، 5 حالات وفاة جديدة بينهم طفلان، خلال الساعات الـ24 الماضية، نتيجة التجويع وسوء التغذية.

وبهذا يرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 217 شهيدًا، من بينهم 100 طفل.

يشار إلى أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة في التفاقم، في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وتغلق سلطات الاحتلال منذ 2 آذار/ مارس 2025 جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.

وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين آذار/مارس وحزيران/يونيو، نتيجة لاستمرار الحصار.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية في غزة وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، وأن الحصار المتعمد وتأخير المساعدات تسببا في فقدان أرواح كثيرة، وأن ما يقارب واحدا من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني سوء تغذية حادا.

شاركها.