أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ714 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.
في اليوم الـ186 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.
وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.
ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” واتباع “سياسة تجويع ممنهجة”، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو “احتلال كامل لقطاع غزة”.
وأعلنت الأمم المتحدة، رسميا، المجاعة في غزة، في أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط، وقال خبراؤها إن 500 ألف شخص يواجهون جوعا “كارثيا”. وبعد أشهر من التحذيرات بشأن الوضع الإنساني واستشراء الجوع في القطاع الفلسطيني، أكّد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي ومقره في روما، اليوم، أن محافظة غزة التي تغطي نحو 20% من قطاع غزة، تشهد مجاعة.
تصعيد واسع للقصف الجوي الإسرائيلي الذي استهدف عمارات سكنية غربي مدينة غزة، وأسفر عن سقوط المزيد من الشهداء بين المدنيين والنازحين.
جيش الاحتلال بدأ سلسلة هجمات واسعة على مدينة غزة، فيما قال مسؤول أمني إسرائيلي إنها ستشتدّ تباعا، وذلك ضمن عمليّته الوشيكة في المدينة، والذي يهدف من خلالها إلى احتلالها، فيما استشهد وأُصيب العشرات من الأهالي، بالغارات المتواصلة.
قُتل 4 ضبّاط إسرائيليين، جرّاء انفجار عبوة ناسفة في رفح، جنوبيّ قطاع غزة، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الخميس، فيما أقرّ بسقوط مسيّرة “أُطلقت من الشرق” في مدينة إيلات.
واصل الجيش الإسرائيلي تصعيد عدوانه على أحياء مدينة غزة، حيث كثف القصف الجوي والمدفعي، وفجّر مدرعات مفخخة لتدمير منازل وتهجير سكان، مستهدفا تجمعات من النازحين قرب مستشفيي الشفاء والمعمداني، وسط انقطاع الاتصالات والإنترنت عن مناطق واسعة شمالي القطاع.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 65,141 شهيدا، و165,925 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضحت مصادر طبية، يوم الخميس، أن من بين الحصيلة 12,590 شهيدًا، و 53,884 مصابا، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشارت إلى أن 9 شهداء وأكثر و33 إصابة من منتظري المساعدات وصلوا إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش إلى 1,060 شهيدا، وأكثر من 7,207 إصابة.
وبينت، أنه وصل إلى المستشفيات 79 شهيدا ) بينهم 13 شهيدا جرى انتشالهم)، و282 مصابا خلال الساعات الـ 24 الماضية.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد مواطنان، وأصيب آخرون، مساء يوم الخميس، في القصف المكثف والمتواصل الذي تشنه طائرات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة.
وقالت مصادر محلية إن شهيدين ارتقيا عقي قصف طيران الاحتلال مجموعة مواطنين في حي النصر بمدينة غزة.
واستشهد مواطن في قصف مسيرة تابعة لطيران الاحتلال على حي الرمال غرب مدينة غزة، ومواطنان آخران في سلسلة غارات على مناطق شمال المدينة، و3 آخرون في قصف مجموعة مواطنين قرب بوابة الميناء غرب المدينة.
كما استشهد 9 مواطنين في قصف بالطيران والمدفعية شرق حي التفاح وقرب أبراج المقوسي شرق مدينة غزة.
كما استشهد مواطن في قصف لطيران الاحتلال على مخيم الشاطئ غرب المدينة.
وأصيب عدد من المواطنين عقب إطلاق قوات الاحتلال الرصاص تجاه خيام النازحين في منطقة المواصي بمدينة خان يونس جنوب القطاع.
وفجرت قوات الاحتلال عدة آليات مدرعة في منازل لمواطنين في عدة أحياء بمدينة غزة.
استشهد 4 مواطنين، بينهم أطفال، وجرح آخرون، إثر قصف شنته مدفعية الاحتلال الإسرائيلي، على حي التفاح شمال شرق مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن جيش الاحتلال قصف بالمدفعية الثقيلة منطقة الزرقا في حي التفاح، حيث أسفر عن استشهاد 4 مواطنين، مضيفا أن الطواقم الطبية والدفاع المدني والأهالي تمكنوا من انتشال جثمان طفلة، ولم يتمكنوا من الوصول إلى باقي الجثامين بسبب القصف المستمر.
كما استشهد الشاب محمد سعيد الريفي، باستهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مجموعة من المواطنين قرب مفترق السنافور بالحي المذكور.
وفي السياق، أكد مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أنه استقبل 5 إصابات جراء إلقاء طائرة “كواد كابتر”، قنبلة بالقرب من بنك فلسطين في مدينة غزة.
أعلنت مصادر طبية، أن حصيلة الشهداء الذين وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة منذ فجر يوم الخميس، ارتفعت إلى 30 شهيدا.
ووصل إلى مستشفى الشفاء 20 شهيدا، وإلى مستشفى الأهلي العربي “المعمداني” شهيدان، وإلى مستشفى القدس شهيد، ومستشفى العودة 4 شهداء، ومستشفى شهداء الأقصى شهيد.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت 65,141 شهيدا، و 165,925 مصابا، معظمهم أطفال ونساء.
استشهد 12 مواطنا بينهم 9 في مدينة غزة منذ فجر يوم الخميس، في قصف ونيران الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد مواطن وإصابة آخرين في غارة مسيرة للاحتلال على حي الرمال غربي مدينة غزة، كما أصيب عدد من المواطنين في استهداف طيران الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب مطعم بالميرا غرب مدينة غزة.
وفي مخيم البريج وسط قطاع غزة، استشهد 4 مواطنين وأصيب 10 آخرين في استهداف الاحتلال منزلا في منطقة بلوك 7 بالمخيم.
وفي مدينة خان يونس، استشهدت مواطنة نازحة من بلدة بيت لاهيا برصاص الاحتلال في مدينة حمد شمال المدينة.
سجّلت مستشفيات قطاع غزة، يوم الخميس، 4 حالات وفاة، بينهم طفل، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، خلال الساعات الـ24 الماضية.
وبذلك، ارتفع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 435، من بينها 147 طفلا.
ومنذ إعلان (IPC)، سجلت 157 حالة وفاة، من بينهم 32 طفلا.
يشار إلى أنه في كل لحظة تصل حالات سوء تغذية ومجاعة إلى المستشفيات في غزة، حيث يعاني 900 ألف طفل في غزة الجوع، 70 ألفا منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية.
يُذكر، أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كانت قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين آذار/ مارس وحزيران/ يونيو، نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
الاتصالات تعيد خدمة الإنترنت والاتصالات شمال غزة
أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية، أن طواقمها تمكنت من استعادة خدمات الإنترنت الثابت والاتصالات الأرضية في محافظتي غزة وشمال غزة، بالرغم من خطورة الظروف الميدانية.
وكانت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، أعلنت أمس الأربعاء، انقطاع خدمات الانترنت والاتصالات الأرضية في محافظتي غزة وشمال غزة، جاء جراء استمرار العدوان الإسرائيلي واستهداف مسارات رئيسية للشبكة.
الإحصاء: 740 ألف مواطن من أصل 2.1 مليون يتواجدون في شمال قطاع غزة
قال الجهاز المركزي للإحصاء، إن عدد المواطنين المقيمين في شمال قطاع غزة حتى 2025/09/16، يبلغ نحو 740 ألف فرد من أصل 2.1 مليون فرد يعيشون في القطاع؛ أي ما نسبته 35% من سكانه.
وأضاف “الإحصاء” في بيان صادر عنه اليوم الخميس، أنه هذا الرقم قابل للانخفاض في أي وقت نتيجة استمرار الهجمة الشرسة والدفع القسري للنزوح.
وأشار إلى أن هذه الأرقام تعكس أيضا صورة مأساوية للتغيرات الهيكلية التي أصابت التوزيع السكاني داخل القطاع، حيث تحولت مناطق الشمال من كونها أحد المراكز السكانية الرئيسية، إلى بؤرة نزوح متجدد، في ظل غياب الأمن وانعدام الخدمات الإنسانية الأساسية.
ولفت “الإحصاء” إلى أن المحافظات الشمالية كانت حتى السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تضم ما يقارب 749 ألف فرد في مدينة غزة، وحوالي 444 ألف فرد في بيت حانون وبيت لاهيا، وبعد كانون الثاني 2025، وعودة بعض النازحين إلى مساكنهم تزامناً مع الوقف المؤقت لإطلاق النار، أشارت التقديرات إلى وجود أكثر من مليون ساكن/نازح في مناطق خيم مكتظة بكثافة سكانية عالية، وفيما تبقى من المباني الصالحة للسكن في شمال القطاع.
وتابع: أظهرت الصور الجوية بين 4 و15 أيلول/سبتمبر 2025، أن آلاف الخيام التي أُقيمت في أراضٍ فارغة بين أنقاض مدينة غزة، على طول الساحل، وفي مناطق أقل تحضّراً في الشمال، قد اختفت، أو انخفض عددها بشكل كبير. كما اختفت تقريباً المخيمات الكبيرة في أحياء الشيخ رضوان، والشاطئ، وحي الرمال، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية، ويزيد من حدة أزمة النزوح، وعلى الرغم من محاولات بعض الأسر العودة إلى مساكنها الأصلية، فإن شدة الهجمات وتهديدات الاجتياح المتواصلة تدفع السكان إلى النزوح مجدداً، ما يجعل الاستقرار السكاني في المنطقة هشاً للغاية، ومتغيراً بشكل مستمر.
وأوضح “الإحصاء” إلى أن هذه التقديرات استندت إلى بيانات فعلية رُصدت قبل العدوان وأثناءه، إضافة إلى مصادر مساندة ضمن النظام الإحصائي الوطني، وبشكل أساسي شركات الاتصالات الخلوية الفلسطينية، مع الأخذ بعين الاعتبار حالة عدم الاستقرار الشديد التي تشهدها حركة السكان.