أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ692 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.
في اليوم الـ164 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.
وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.
ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” واتباع “سياسة تجويع ممنهجة”، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو “احتلال كامل لقطاع غزة”.
وأعلنت الأمم المتحدة، رسميا، المجاعة في غزة، في أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط، وقال خبراؤها إن 500 ألف شخص يواجهون جوعا “كارثيا”. وبعد أشهر من التحذيرات بشأن الوضع الإنساني واستشراء الجوع في القطاع الفلسطيني، أكّد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي ومقره في روما، اليوم، أن محافظة غزة التي تغطي نحو 20% من قطاع غزة، تشهد مجاعة.
واصلت الطائرات المسيّرة والمقاتلات شن غارات على مناطق متفرقة، أبرزها خانيونس ومدينة غزة، إلى جانب عمليات نسف للمنازل وتفجير روبوتات مفخخة. كما استهدف القصف المدفعي جنوب مواصي رفح، ونُفذت عمليات هدم في جباليا النزلة، فيما طاولت الغارات مناطق شرقي مدينة غزة.
في السياق نفسه، تعرض عناصر تأمين المساعدات في منطقة كسوفيم شرق دير البلح لقصف مدفعي، بينما شهد شمال خانيونس إطلاق نار من آليات عسكرية إسرائيلية، ما يعكس تصعيدًا ميدانيًا متواصلًا ضد المدنيين والنازحين.
وعلى الصعيد الإنساني، أظهرت المعطيات الرسمية دخول 467 شاحنة مساعدات فقط خلال خمسة أيام، من أصل ثلاثة آلاف متوقعة، فيما بلغ إجمالي ما دخل خلال شهر كامل 2654 شاحنة، أي أقل من 14% من الاحتياجات الفعلية لسكان القطاع.
جاء ذلك فيما قال الجيش الإسرائيلي إن إخلاء مدينة غزة من سكانها “لا مفر منه”، وذلك في ظل استعداده للسيطرة على كبرى مدن القطاع المدمّر والمحاصر، بموجب خطة أقرتها الحكومة الإسرائيلية، مضيفا أن على السكان “الانتقال” إلى “مناطق شاسعة فارغة في جنوب القطاع كما هو الحال في مخيمات الوسطى وفي المواصي”.
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلنت الصحة يوم الأربعاء، ارتفاع ضحايا الحرب العدوانية على قطاع غزة إلى 62,895 شهيدًا و 158,927 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023.
وقالت الصحة في تقريرها اليومي، بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم 11,050 شهيدًا و 46,886 إصابة ضمن شهداء لقمة العيش، بلغ عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات 18 شهيدًا و 106 إصابة.
ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 2,158 شهيدًا وأكثر من 15,843 إصابة سجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، 10 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية بينهم طفلين، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 313 حالة وفاة، من ضمنهم 119 طفلًا.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
أفادت مصادر صحفية في قطاع غزة بسقوط شهيد وعدد من المصابين في محيط منطقة أبو اسكندر، جراء شظايا تفجير روبوت مفخخ.
وذكرت المصادر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نسفت عدداً من منازل المواطنين القريبة من بركة الشيخ رضوان شمال غربي مدينة غزة، باستخدام الروبوت المفخخ.
أعلن مجمع ناصر الطبي عن انتشال جثامين 14 فلسطينياً، كانوا قد استشهدوا في قصف إسرائيلي سابق استهدف مناطق وسط وشرقي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
استشهد، مساء يوم الأربعاء، 4 مواطنين من منتظري المساعدات برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص صوب مواطنين من منتظري المساعدات شمال غزة، ما أدى لاستشهاد 4 منهم وإصابة آخرين.
وفي وقت لاحق، قالت مصادر طبية إن شهيدا وصل إلى مستشفى العودة عقب استهداف قوات الاحتلال تجمعات مواطنين قرب نقطة توزيع مساعدات على شارع صلاح الدين وسط القطاع.
استشهد أربعة مواطنين من منتظري المساعدات وأصيب آخرون، قبل قليل، برصاص جيش الاحتلال قرب مركز مساعدات الطينة جنوب غرب مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.
ويتواصل قصف الاحتلال المدفعي صوب الأحياء الجنوبية لجباليا النزلة شمال غزة.
وشن طيران الاحتلال غارتين على أرض زراعية في منطقة السوارحة غربي مخيم النصيرات وسط القطاع.
وحسب المصادر الطبية، استشهد 11 مواطنا وأصيب 30 آخرين، خلال الـ24 ساعة الماضية، جراء قصف قوات الاحتلال تجمعات المواطنين عند نقطة توزيع المساعدات الإنسانية وسط القطاع، إضافة إلى استهدافات أخرى.
ومن بين الشهداء اثنان ارتقيا جنوب وادي غزة في “نتساريم”، فيما سُجلت باقي الإصابات جراء القصف الذي طال مناطق متفرقة وسط القطاع، وقد جرى تحويل 9 إصابات خطيرة إلى مستشفى شهداء الأقصى، لاستكمال تلقي العلاج.
استشهد وأصيب عدد من المواطنين، صباح يوم الأربعاء، في قصف الاحتلال جوا وبرا أنحاء متفرقة في قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد مواطنين اثنين، وإصابة آخرين، في قصف الاحتلال المدفعي لأحد المنازل في حي الدرج بمدينة غزة.
وأضافت المصادر ذاتها، إصابة عدد من المواطنين بجروح، في قصف طائرة مسيرة تابعة للاحتلال خيمة تؤوي نازحين بحي الشيخ رضوان.
كما يواصل الاحتلال تفجير منازل في حيي الزيتون والصبرة جنوب مدينة غزة بالروبوتات المفخخة، بالتزامن مع قصف مدفعي مستمر.
وقبل قليل، أعلن عن استشهاد طفل قرب “كيسوفيم” شرق دير البلح وسط القطاع.
وارتقى ثلاثة مواطنين من عائلة أبو جراد، بينهم طفل وسيدة، في قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة أصداء شمال مدينة خان يونس.
ويتواصل القصف المدفعي وإطلاق النار من آليات الاحتلال شمال خان يونس.
تجدر الإشارة إلى أن 70 مواطنا استشهدوا بنيران وغارات الاحتلال، منذ فجر يوم الثلاثاء.
أعلنت مصادر طبية، ظهر يوم الأربعاء، باستشهاد 10 مواطنين بينهم طفلان، بسبب المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة، خلال 24 ساعة الماضية.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 313 شهيدًا، من بينهم 119 طفلًا.
ونوهت إلى أنه في كل لحظة تصل حالات سوء تغذية ومجاعة للمستشفيات في غزة، حيث يعاني 900 ألف طفل في غزة من الجوع، 70 ألفا منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية
وأكدت أن حياة مرضى السكري والكلى مهددة بسبب سوء التغذية، ويتعرضون لنوبات شديدة جراء التجويع الذي يمارسه الاحتلال ضد أهالي قطاع غزة.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن هناك 17 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، كما أنه يتم التعامل مع مرضى لديهم حالات من الإجهاد وفقدان الذاكرة الناتجة عن الجوع الحاد، والمستشفيات ليس لديها أسرة طبية وأدوية تكفي العدد الهائل من المصابين بسوء التغذية الحاد.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين آذار/مارس وحزيران/يونيو، نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأوضحت أن المراكز الصحية والنقاط الطبية التابعة للأونروا قد أجرت في هذه الفترة ما يقرب من 74 ألف فحص للأطفال للكشف عن سوء التغذية، وحددت ما يقرب من 5,500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل وأكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم.
جيش الاحتلال يخاطب أهلها: إخلاء مدينة غزة لا مفر منه
عرض المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الأربعاء، مناطق خالية من خيام النازحين في وسط وجنوب قطاع غزة، داعيا الغزاويين في الشمال إلى الانتقال إليها ومشددا على أن إخلاء مدينة غزة لا مفر منه.
وقال، إن “إدعاءات حماس بأنه ليس هناك أماكن فارغة جنوب القطاع غير صحيحة”، وعرض خريطة تظهر أماكن شاغرة.
ودعا السكان في الشمال إلى الانتقال إلى هذه المناطق في مخيمات الوسطى والمواصي، مؤكدا أن إخلاء مدينة غزة لا مفر منه، وبالتالي “ستحصل كل عائلة تنتقل إلى الجنوب على أوفر المساعدات الإنسانية التي جاري العمل عليها في هذه الأيام حيث بدأ جيش الدفاع بالعمل على إدخال الخيم وتمهيد مناطق لإنشاء مجمعات توزيع المساعدات الإنسانية ومد خط مياه وغيرها”.
جيش الاحتلال يعلن إقامة مركزين إضافيين لـ”مؤسسة غزة الإنسانية” في جنوب القطاع
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء، أنه سيتم في الأيام القريبة الانتهاء من أعمال إقامة مركزين إضافيين لما تسمى بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة إسرائيليا وأميركيا، في جنوب القطاع، وذلك تمهيدا لإخلاء مدينة غزة ونزوح سكانها قسرا في إطار خطة احتلالها.
وأثارت مراكز توزيع “مؤسسة غزة الإنسانية GHF” انتقادات دولية وأممية بعد إحصاء استشهاد المئات من المجوّعين بنيران الاحتلال أثناء محاولتهم الحصول على طعام في محيط هذه المراكز، في وقت تواصل إسرائيل إغلاق المعابر ومنع إدخال شاحنات المساعدات المكدسة فيها.
حماس ترفض مقترحاً عربياً لإنشاء قوة أمنية دولية في غزة
أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن مصر وقطر قدمتا الأسبوع الماضي خطة إلى حركة حماس، تقضي بإنشاء قوة أمنية دولية في قطاع غزة تتكون في معظمها من عناصر عرب، إضافة إلى قوات أمن تابعة للسلطة الفلسطينية التي بدأت مصر بالفعل في تدريبها.
ووفقاً للتقرير، فإن حماس رفضت هذا المقترح، الذي كان يشترط أن تتخلى الحركة بشكل كامل عن سيطرتها العسكرية والسياسية على قطاع غزة.