أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ700 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.

وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.

في اليوم الـ172 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.

استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.

وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.

ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” واتباع “سياسة تجويع ممنهجة”، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو “احتلال كامل لقطاع غزة”.

وأعلنت الأمم المتحدة، رسميا، المجاعة في غزة، في أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط، وقال خبراؤها إن 500 ألف شخص يواجهون جوعا “كارثيا”. وبعد أشهر من التحذيرات بشأن الوضع الإنساني واستشراء الجوع في القطاع الفلسطيني، أكّد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي ومقره في روما، اليوم، أن محافظة غزة التي تغطي نحو 20% من قطاع غزة، تشهد مجاعة.

في مدينة غزة، يتزايد عدد الشهداء بسبب الجوع وسوء التغذية. وأكد مدير مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فلسطين أن المجاعة “تخنق القطاع” وأن آثارها امتدت إلى مناطق أخرى. هذا في وقت تصاعدت الهجمات في الشيخ رضوان وشارع النفق والمناطق الشمالية الشرقية، حيث شنت الطائرات غارات مكثفة ونُفّذت تفجيرات بروبوتات، ما أدى إلى نزوح واسع نحو غرب المدينة.

كما قصفت المدفعية الإسرائيلية منطقتي الصفطاوي وأبو إسكندر شمال غزة، وفُجّر روبوت مفخخ بين منازل شرق الشيخ رضوان. وفي غرب المدينة، استهدفت القذائف خيام النازحين قرب مستشفى القدس في تل الهوا، بالتزامن مع غارات على الحي الياباني بخانيونس وإطلاق نار كثيف من الدبابات شمال غرب غزة. كذلك شنت الطائرات المسيرة غارة غرب النصيرات وأخرى على معسكر غرب خانيونس.

وأعلنت وزارة الصحة عن عشرات الشهداء والمصابين، معظمهم من الأطفال، جراء الغارات المتلاحقة على خيام النازحين في أحياء النصر وتل الهوا فجر الخميس. في المقابل، أعلنت كتائب القسام عن إطلاق عمليات “عصا موسى”، بعد إعلان جيش الاحتلال بدء “عربات جدعون 2” لاحتلال كامل غزة.

ارتفاع حصيلة الضحايا

 أعلنت مصادر طبية، يوم الخميس، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 64,231، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأضافت المصادر الطبية أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 161,583، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 84 شهيدا و338 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 11,699 شهيدا، و49,542 مصابا.

وأوضحت أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية 17 شهيدا، والإصابات 174، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 2,356، والإصابات إلى 17,244.

وسجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، 3 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 370 حالة وفاة، من ضمنها 131 طفلا.

مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى

استشهد 3 مواطنين على الأقل، وأصيب آخرون، يوم الخميس، إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، منزلا بمدينة غزة.

وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال استهدفت بالصواريخ منزلا يعود للمواطن جميل المتربيعي، في محيط ساحة الشوا بمدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 3 مواطنين، وجرح العشرات، إضافة إلى مفقودين تحت الركام.

استشهد ما لا يقل عن 10 مواطنين، مساء يوم الخميس، بقصف ورصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في معظم مناطق قطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 3 مواطنين في قصف منزل بجوار مدرسة الفلاح بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، و4 آخرين، بينهم أطفال، في قصف الاحتلال مركبة بمحيط مفرق الطيران غرب المدينة.

كما ارتقى عدد من الشهداء، بقصف طيران الاحتلال مجموعة مواطنين قرب برج الظافر في منطقة السرايا بمدينة غزة، في وقت استشهدت فيه مواطنة برصاص أطلقت مسيرة تابعة لطيران الاحتلال جنوب حي البركة بدير البلح وسط القطاع.

وأفادت مصادر محلية بإصابة المصور الصحفي بلال النبيه برصاص الاحتلال خلال تغطيته القصف ونسف المنازل في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.

يأتي ذلك في وقت نسفت فيه قوات الاحتلال الكلية الجامعية للعلوم والتكنولوجيا في منطقة “قيزان النجار” جنوب خان يونس، جنوب القطاع.

 أفادت مصادر طبية، باستشهاد 31 مواطنا منذ فجر يوم الخميس، في قصف ونيران الاحتلال الإسرائيلي في عدة مناطق بقطاع غزة.

وأشارت المصادر، إلى أنه من بين الشهداء ثلاثة مواطنين من منتظري المساعدات إثر استهداف قوات الاحتلال مجموعة من المواطنين جنوب خانيونس.

وفي مدينة غزة، استشهد 7 مواطنين من عائلة أبو العيش جراء قصف الاحتلال خيمتهم في مخيم النصيرات وسط القطاع.

كما استشهد 3 مواطنين وأصيب آخرون إثر قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة حبيب في حي الصبرة بمدينة غزة، فيما استشهد 4 مواطنين بينهم 3 أطفال وأصيب آخرون في قصف طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة.

أمام في مدينة دير البلح، استشهد مواطن وأصيب آخرون برصاص جيش جنوب شرق مدينة دير البلح.

 سجّلت مصادر طبية في قطاع غزة، 3 وفيات، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، خلال الساعات الـ24 الماضية.

وبذلك، يرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 370 شهيدا، من بينهم 131 طفلا.

ومنذ إعلان تصنيف المجاعة في قطاع غزة من (IPC) بتاريخ 22 أغسطس 2025، سُجّلت 92 حالة وفاة، من بينها 16 أطفال.

نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية: حرب إسرائيل على غزة إبادة جماعية

قالت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية تيريزا ريبيرا يوم الخميس، إن حرب إسرائيل في غزة تمثل إبادة جماعية.

وقالت ريبيرا في حفل افتتاح العام الدراسي بجامعة العلوم السياسية في باريس “الإبادة الجماعية في غزة تكشف تقاعس أوروبا عن التحرك والتحدث بصوت واحد، حتى في الوقت الذي تنتشر فيه الاحتجاجات في أنحاء المدن الأوروبية ويدعو فيه 14 عضوا في مجلس الأمن الدولي إلى وقف إطلاق النار على الفور”.

وباتت ريبيرا بهذا التصريح أول مسؤول بالمفوضية يقول إن ما تقوم بهد دولة الاحتلال الإسرائيلي هو إبادة جماعية.

خبراء أمميون: على الدول إيقاف إسرائيل قبل إسكات جميع الصحفيين في غزة

أعرب خبراء في الأمم المتحدة، من بينهم المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، والمقررة الخاصة المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير إيرين خان، عن قلقهم الشديد إزاء استمرار استهداف الصحفيين الفلسطينيين، والذي أدى إلى استشهاد عدد منهم خلال الأيام الماضية بينهم صحفيتان، في غارات إسرائيلية.

وقال اء في بيان، اليوم الخميس، إن “ما لا يقل عن 248 صحفيا في غزة قتلوا حتى الآن، وهو عدد يفوق أي نزاع آخر في العصر الحديث، بينهم مريم أبو دقة، الصحفية البصرية المستقلة لوكالة أسوشيتد برس، وصحفي الجزيرة محمد سلامة، والصحفي المستقل معاذ أبو طه، والمصور الصحفي في رويترز حسام المصري، وأحمد أبو عزيز الذي عمل في العديد من وسائل الإعلام، بما في ذلك ميدل إيست آي وإسلام عابد التي قتلت في غارة على شقة سكنية في مدينة غزة”.

وأضافوا “تواصل إسرائيل منع وصول أي وسيلة إعلام دولية، وتقتل دون عقاب الصحفيين الفلسطينيين المحليين، وهم العدسة المهنية الوحيدة في العالم التي تُغطي معاناة الإبادة الجماعية والمجاعة التي تتكشف في غزة”.

وأكدوا “حتى في الوقت الذي يتضور فيه الصحفيون جوعًا، ويفقدون أفراد عائلاتهم، وينامون في الخيام، ويستهدفهم الجيش الإسرائيلي مثل بقية سكان غزة، فقد واصلوا بشجاعة الشهادة على الفظائع التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي”.

وشدد اء على أن “عمليات القتل هذه تأتي في الوقت الذي تُصعّد فيه إسرائيل سيطرتها العسكرية على مدينة غزة، وبعد أسبوعين فقط من استهداف ستة صحفيين، ومقتلهم جميعا، بينهم مراسلا الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، في غارة جوية قرب مستشفى الشفاء”.

وطالبوا “بتحقيقات مستقلة في عمليات القتل والاعتداءات على الصحفيين في غزة، وفي جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية، وتعويض عائلاتهم ومنحهم العدالة بشكل كامل، ووضع حد للإفلات غير المسبوق من العقاب الذي تتمتع به إسرائيل”.

كما طالبوا “إسرائيل بمنح وسائل الإعلام الدولية حرية الوصول الكاملة والمجانية، فوجودهم سيوفر قدرًا من الأمان للصحفيين الفلسطينيين المحليين، وسيضمن استمرار تدفق التقارير إلى العالم”.

وحث اء “المجتمع الدولي، وكذلك الأجهزة الرئيسية في الأمم المتحدة، على التحرك دون تأخير قبل أن تُسكت إسرائيل آخر الأصوات في غزة”.

شاركها.