أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ699 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.

وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.

في اليوم الـ171 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.

استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.

وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.

ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” واتباع “سياسة تجويع ممنهجة”، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو “احتلال كامل لقطاع غزة”.

وأعلنت الأمم المتحدة، رسميا، المجاعة في غزة، في أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط، وقال خبراؤها إن 500 ألف شخص يواجهون جوعا “كارثيا”. وبعد أشهر من التحذيرات بشأن الوضع الإنساني واستشراء الجوع في القطاع الفلسطيني، أكّد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي ومقره في روما، اليوم، أن محافظة غزة التي تغطي نحو 20% من قطاع غزة، تشهد مجاعة.

استشهد 77 شخصا على الأقلّ، جرّاء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، الأربعاء، 43 منهم استشهدوا في مدينة غزة، كما أن من بينهم 16 من منتظري المساعدات، الذين استشهد 10 منهم، جرّاء إطلاق الاحتلال النار عليهم في منطقة “موراغ” شمال رفح، جنوبيّ القطاع.

ارتفاع حصيلة الضحايا

 أعلنت الصحة يوم الأربعاء، ارتفاع  ضحايا الحرب العدوانية على قطاع غزة إلى 63746 شهيد منذ السابع من أكتوبر 2024.

وقال الصحة في تقريرها اليومي انه وصلت  جثامين 113 شخصا إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الأربعاء، أن مستشفيات قطاع غزة استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 113 شهيدا و304 إصابات، لترتفعت حصيلة العدوان الإسرائيليّ إلى 63,746 شهيدًا و161,245 إصابة، فيما بلغ عدد الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس 2025، حتى اليوم، 11,615 شهيدا و49,204 إصابات.

وارتفع إجمالي الضحايا من منتظري المساعدات إلى 2,339 شهيدا وأكثر من 17,070 إصابة؛ كما سجلت المستشفيات وفاة 6 أشخاص، بينهم طفل واحد، بسبب التجويع وسوء التغذية خلال الساعات الماضية، ليرتفع عدد ضحايا الجوع إلى 367 حالة وفاة، من بينهم 131 طفلا.

مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى

استشهد 14 مواطنا، وأصيب آخرون بجروح، يوم الأربعاء، إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا وخياما للنازحين في مدينتي غزة ورفح.

وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال المسيرة، قصفت خيمة تؤوي نازحين مقابل كافتيريا الأكواخ في مواصي مدينة رفح جنوب القطاع، ما أسفر عن استشهاد مواطنين اثنين وإصابة العشرات.

كما استشهد 4 مواطنين، إثر استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي خيمة نازحين لعائلة قنديل، في منطقة السكة بمخيم المغازي وسط قطاع غزة، نقلا على إثرها إلى مستشفى شهداء الأقصى.

والشهداء هم: عمر زعيتر، ومحمد ريان، ومحمد خريس، وجهاد خريس.

كما استشهد الشاب حمزة أبو عيطة، وأصيب عدد من المواطنين، بقصف الاحتلال منزل عائلة أبو عيطة في حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة.

وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 7 مواطنين، تمكنت خلالها الطواقم الطبية والدفاع المدني من انتشال 4 منهم.

وفي السياق، أصيب عدد من المواطنين بجروح، غالبيتهم خطيرة، باستهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين في منطقة عسقولة بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.

وأفادت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة، باستشهاد 77 مواطنا إثر المجازر والقصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ فجر اليوم، بينهم 16 من منتظري المساعدات.

 استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، يوم الأربعاء، جراء إطلاق الاحتلال النار على منتظري المساعدات شمال رفح

وأفاد مصدر طبي، بانتشال 3 شهداء وأكثر من 50 إصابة جراء استهدافهم برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز المساعدات في منطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

استشهد 8 مواطنين وأصيب آخرون فجر يوم الأربعاء، بعد قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي مدينة غزة.

وأفاد مصدر طبي في مجمع الشفاء الطبي في غزة، بوصول 5 شهداء وعدد من المصابين في قصف للاحتلال على شقة سكنية غرب مدينة غزة.

كما أعلن مستشفى المعمداني، وصول 3 شهداء إضافة إلى مصابين في قصف لطيران الاحتلال على منزل بحي الدرج شرق مدينة غزة.

وأصيب 5 مواطنين صباح الأربعاء بعد قصف مسيرة للاحتلال منطقة السوارحة غرب مخيم النصيرات وسط القطاع.

سجّلت مصادر طبية في قطاع غزة، يوم الأربعاء، 6 وفيات، بينها طفل، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، خلال الساعات الـ24 الماضية.

وبذلك، يرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 367 شهيدًا، من بينهم 131 طفلًا.

ومنذ إعلان تصنيف المجاعة في قطاع غزة من (IPC) بتاريخ 22 أغسطس 2025، سُجّلت 89 حالة وفاة، من بينها 16 أطفال.

حماس تعلن شروط خمسة من أجل الصفقة الشاملة في قطاع غزة

أعلنت  حركة حماس شروط خمسة مقابل رنهاء الحرب والذهاب نحو صفقة شاملة.

وقالت في بيان ولها مساء يوم الأربعاء، أنها تنتظر رد حكومة نتنياهو على المقترح الذي قدمه الوسطاء في 18 أغسطس الماضي والذي وافقت عليه الحركة والفصائل الفلسطينية.

وأضافت زنها تجدد التأكيد على استعدادها الذهاب إلى صفقة شاملة يتم بموجبها:

* إنهاء الحرب

* إطلاق سراح جميع الرهائن، مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين.

* انسحاب كافة قوات الاحتلال من كامل القطاع.

* فتح المعابر لإدخال احتياجات القطاع كافة.

* بدء عملية الإعمار.

وتعلن موافقتها على تشكيل إدارة وطنية مستقلة من التكنوقراط لإدارة شؤون قطاع غزه كافة وتحمل مسؤولياتها فوراً في كل المجالات.

ترامب: “أخبروا حماس بإطلاق سراح جميع الرهائن وسينتهي هذا!”

في رسالة موجهة إلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن معارضته لأي اتفاق مرحلي لإطلاق سراح الرهائن.

وكتب ترامب في تغريدة نشرها مساء الأربعاء: “أخبروا حماس بإطلاق سراح جميع الرهائن العشرين (وليس اثنين أو خمسة أو سبعة)، وعندها ستتغير الأمور بسرعة. سينتهي هذا!”

ولم يتطرق ترامب في تغريدته إلى مصير الرهائن القتلى، مركزاً فقط على الرهائن الأحياء.

قناة عبرية: نتنياهو عقد لقاء سريا مع كبار قادة الموساد بشأن خطة التهجير في غزة

كشفت القناة 13 العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماعا مطلع الأسبوع الجاري بمشاركة مسؤولين كبار في الموساد بشأن خطة التهجير من غزة.

وحسب القناة نفسها فإن النقاش تركز على سبل دفع خطة التهجير من غزة والوسائل الدبلوماسية الممكنة لتنفيذها.

وذكرت أن نتنياهو كلف الموساد بتحديد الدول التي ستوافق على استيعاب الذين سيغادرون قطاع غزة.

إلى ذلك، وفي تسريب يُعد الأخطر من نوعه منذ اندلاع الحرب على غزة، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن خطة صادمة تم تداولها داخل أروقة البيت الأبيض، تهدف إلى تفريغ القطاع بالكامل من سكانه وتحويله إلى “ريفييرا” سياحية فائقة التقنية تحت وصاية أمريكية.

 وبينما وصفت إدارة ترامب الخطة بأنها “مجنونة”، يرى حقوقيون أنها ليست سوى غطاء ناعم لجرائم تطهير عرقي وإبادة جماعية تُخطط على الطاولة وبدمٍ بارد.

الخطة، التي جاءت في وثيقة من 38 صفحة، تقترح “إعادة توطين مؤقتة” لأكثر من مليوني فلسطيني، وتُقدم كـ”مشروع تنموي” بقيمة 100 مليار دولار، مستعينة بالذكاء الاصطناعي ورؤى استثمارية تُحاكي طموحات نيوم السعودية، لكن خلف هذه المصطلحات اللامعة، تقبع معالم مشروعٍ استيطاني جديد، لا يعترف بالسيادة الفلسطينية، ويهدف إلى هندسة ديموغرافية شاملة تحت مسميات اقتصادية براقة.

ورفضت إدارة ترامب خطة يتم تداولها في البيت الأبيض لتطوير “ريفييرا غزة” كسلسلة من المدن الكبرى ذات التكنولوجيا الفائقة، ووصفتها بأنها محاولة “مجنونة” لتوفير غطاء للتطهير العرقي الواسع النطاق لسكان الأراضي الفلسطينية.

ونشرت صحيفة “واشنطن بوست”، في وقت سابق، نشرة مسربة للخطة التي من شأنها أن تشمل التهجير القسري لسكان غزة بالكامل والبالغ عددهم مليوني نسمة ووضع القطاع تحت الوصاية الأمريكية لمدة لا تقل عن عقد من الزمان.

ويُقال إن الاقتراح الذي أطلق عليه اسم “صندوق إعادة تشكيل غزة وتسريع الاقتصاد والتحول” ــ أو “الصندوق العظيم” ــ تم تطويره من قبل بعض الإسرائيليين أنفسهم الذين أنشأوا وحركوا مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، مع مساهمة مجموعة بوسطن الاستشارية في التخطيط المالي.

والأمر الأكثر إثارة للجدل هو أن الخطة المكونة من 38 صفحة تقترح ما تسميه “إعادة توطين مؤقتة لجميع سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة”، وهو الاقتراح الذي من شأنه أن يرقى إلى مستوى التطهير العرقي، وهو عمل إبادة جماعية محتمل.

وسيتم تشجيع الفلسطينيين على المغادرة “طواعيةً” إلى بلد آخر أو إلى مناطق آمنة ومقيدة خلال إعادة الإعمار.

وسيُقدم الصندوق “رمزا رقميا” لمالكي الأراضي مقابل حقوق إعادة تطوير ممتلكاتهم، لاستخدامها في تمويل حياة جديدة في مكان آخر.

أما من سيبقون فسيتم إيواؤهم في عقارات بمساحة صغيرة تبلغ 323 قدما مربعا، وهي مساحة ضئيلة حتى وفقا لمعايير العديد من منازل المخيمات غير المخصصة للاجئين في غزة.

وتم تسريب النشرة بعد أيام من عقد ترامب اجتماعا في البيت الأبيض لمناقشة التخطيط لليوم التالي في غزة، حضره رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، الذي ساهم بآرائه حول مستقبل غزة لإدارة ترامب وصهر ترامب، جاريد كوشنر.

ورفض المسؤول الكبير في حركة حماس باسم نعيم الخطة المسربة، قائلا: “غزة ليست للبيع.. غزة جزء من الوطن الفلسطيني الكبير”.

“هآرتس”: فرقة مستوطنين تدمر منازل غزة

كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، الأربعاء، عن أن فرقة تعمل تحت إشراف الجيش الإسرائيلي وتسمى “أوريا”، تضم مستوطنين من الضفة الغربية المحتلة وتنشط في تدمير منازل الفلسطينيين بقطاع غزة.

وقالت الصحيفة: إنه “منذ عام، تعمل فرقة غير نظامية تحت إشراف الجيش الإسرائيلي في غزة، وتُعرّض حياة الفلسطينيين العُزل للخطر”.

وأضافت أنها “تُدخل الجنود إلى أنفاق ومبانٍ قد تحتوي على متفجرات ومسلحين، وتستخدم الفلسطينيين دروعا بشرية”.

و”قوة أوريا” هي إحدى فرق تدمير غزة، وترتبط ببتسلئيل زيني، شقيق رئيس جهاز (الشاباك) المُعيّن ديفيد زيني، بحسب الصحيفة.

وتابعت: “يُشاهد هؤلاء في جميع أنحاء غزة وهم يشغلون أدوات هندسية ثقيلة لغرض واحد، وهو التدمير”.

الصحيفة أوضحت أنه “يُجنّد مدنيون، كثير منهم مستوطنون، في قوات الاحتياط من خلال شركات مقاولات، بهدف تدمير المباني والأنفاق، أو كما يُشاع بين المُطّلعين على الموضوع: تدمير غزة”.

شاركها.