أمد/  غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ683 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.

وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.

في اليوم الـ155 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.

استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.

وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.

ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” واتباع “سياسة تجويع ممنهجة”، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو “احتلال كامل لقطاع غزة”.

وأحصت وزارة الصحة في غزة 5 حالات وفاة بينها لطفلين في آخر 24 ساعة بسبب التجويع وسوء التغذية، لترتفع حصيلة الشهداء إلى 263 شهيدا بينهم 112 طفلا، كما أعلنت عن 27 شهيدا و281 إصابة من منتظري المساعدات في آخر 24 ساعة، لترتفع الحصيلة إلى 1965 شهيدا مجوعا وأكثر من 14,701 إصابة.

وتشهد مدينة غزة تصعيدا خطيرا على وقع قصف عنيف استهدف مناطق واسعة، وسط استمرار تنفيذ الخطط العسكرية التي أقرتها هيئة الأركان الإسرائيلية لاحتلال المدينة على مراحل تمتد لأشهر.

سلّمت حركة حماس ردّا “إيجابيًّا” على المقترح الأخير الذي تلقّته، إلى الوسيطين القطري والمصري، يوم الإثنين، وفق ما أفادت تقارير صحافية، فيما استشهد وأُصيب العشرات من أهالي قطاع غزّة، جرّاء غارات استهدفت مناطق متفرّقة بالقطاع.

وقال مصدر في حماس بتصريحات صحافية، إن الحركة قد أبلغت الوسطاء، “بالموافقه على مقترحهم الذي قّدِم، الأحد”؛ كما نقل “التلفزيون العربي” عن مصادر أنّ “حركة حماس سلمت إلى الوسطاء ردا إيجابيا على المقترح الأخير”، مضيفة أن “الرد الذي قدمته حركة حماس للوسطاء جاء بعد التشاور مع الفصائل الفلسطينية”.

ويتضمّن المقترح المعدل هدنة لمدة 60 يومًا على أساس مبادرة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، تشمل إطلاق سراح 10 من الأسرى الإسرائيليين الأحياء ونحو 19 جثمانًا، مقابل إدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية عبر الآلية الأممية، مع تجنّب الخوض في الخلافات الكبرى حول ترتيبات “اليوم التالي”.

ارتفاع حصيلة الضحايا

أعلنت مصادر طبية، يوم الإثنين، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 62,004، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 156,230، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 60 شهيدا، و344 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 10,460 شهيدا، و44,189 مصابا.

وأوضحت أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية 27 شهيدا، والإصابات 281، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 1,965، والإصابات إلى 14,701.

وسجلت مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، 5 حالات وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية بينهم طفلان، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 263 حالة من ضمنها 112 طفلا.

مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى

 استشهد مواطن وأصيب 20 آخرون، مساء يوم الاثنين، جراء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من المواطنين أثناء انتظارهم المساعدات الإنسانية شمال قطاع غزة.

وفي مدينة غزة، أفادت مصادر طبية بوصول شهداء وعدد من الجرحى إلى مستشفى القدس، عقب قصف إسرائيلي استهدف حي الصبرة شرق المدينة، بالتزامن مع تقدم آليات الاحتلال في عدة مناطق بالحي ومحاصرة مدرسة الصبرة وعيادة وكالة الغوث، وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع.

 استشهد 3 مواطنين وأصيب آخرون يوم الإثنين، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوب قطاع غزة.

وأعلن مجمع ناصر الطبي في خان يونس، وصول 3 شهداء من منتظري المساعدات برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي جنوب قطاع غزة.

بدوره، أعلن مستشفى العودة، استقباله 10 إصابات جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي تجمعات المواطنين بالقرب من نقطة توزيع المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع.

استشهد 4 مواطنين وأصيب آخرون، فجر يوم الإثنين، في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي على حي الدرج في مدينة غزة.

وأفادت مصادر محلية، بأن ثلاثة مواطنين بينهم طفلة استشهدوا جراء قصف طيران الاحتلال استهدف نازحين في مديرية التربية والتعليم بحي الدرج بمدينة غزة.

وأعلن مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وصول شهيدة وإصابات إلى مستشفى العودة جراء قصف الاحتلال منزلاً في محيط مسجد الشقاقي بمخيم 2 بالنصيرات وسط القطاع.

كما أصيب عدد من المواطنين باستهداف طائرات الاحتلال شقة سكنية في محيط مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة

وقصفت مدفعية الاحتلال حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.

أعلنت مصادر طبية، يوم الإثنين، وفاة 5 مواطنين بينهم طفلان خلال الساعات الـ24 الماضية بسبب سوء التغذية والمجاعة في قطاع غزة.

وأشارت المصادر، إلى أن العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية في القطاع ارتفع إلى 263 شهيدا، من بينهم 112 طفلا.

يشار إلى أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة في التفاقم، في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وتغلق سلطات الاحتلال منذ 2 آذار/ مارس 2025 جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.

وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين آذار/ مارس وحزيران/ يونيو، نتيجة لاستمرار الحصار.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية في غزة وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، وأن الحصار المتعمد وتأخير المساعدات تسببا في فقدان أرواح كثيرة، وأن ما يقارب واحدا من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني من سوء تغذية حاد.

مفاوضات وقف إطلاق النار

ذكر مصدر مطلع لـ “أمد للإعلام”، أن حركة حماس ابلغت موافقتها على المقترح المصري حول صفقة التهدئة وتبادل  الرهائن.

وأكد المصدر، ان موافقة حماس جاءت بعد لقاء مشترك مصر قطري مع قيادة وفدها في مصر.

وكانت مصادر، ذكرت إن المقترح يتضمن تهدئة لمدة 60 يومًا مقابل إفراج حماس عن 10 أسرى إسرائيليين، وإدخال المساعدات بشكل مكثف لقطاع غزة للحد من الأزمة الإنسانية التي يعيشها الغزيون.

 وفقًا للتقارير، هذا هو العرض المقدم لحماس:

1 إطلاق سراح 10 أسرى أحياء و18 جثة.

2 إدخال المساعدات إلى غزة عبر المؤسسات الإنسانية، الهلال الأحمر والأمم المتحدة.

3 وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا.

4 ستبدأ المفاوضات لإنهاء الحرب مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

5 انسحاب إسرائيلي إلى عمق حوالي 1000 متر في شمال وشرق القطاع باستثناء حي الشجاعية وبيت لاهيا.

6 مقابل إطلاق سراح 10 أسرى أحياء، من المفترض أن تطلق إسرائيل سراح 140 من الأسرى الفلسطينيين المحكوم عليهم بالسجن المؤبد و60 أسيرًا حكم عليهم بأكثر من 15 سنة.

7 مقابل كل جثة سيتم تسليم 10 جثث فلسطينية.

8 إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين القاصرين والنساء.

 كشفت مصادر فلسطينية مطلعة يوم الإثنين، أن مصر صاغت مقترحًا جديدًا بناء على الملاحظات السابقة التي قدمتها حماس وإسرائيل على الصيغ السابقة من مسودات اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقالت المصادر لـ”إرم نيوز” الإماراتي، إن “المقترح قدمته مصر إلى حركة حماس والفصائل الفلسطينية خلال اجتماع عقد في مصر”، لافتة إلى أن المسؤولين المصريين طلبوا من حركة حماس تقديم رد سريع على المقترح قبل نقله للجانب الإسرائيلي.

وأضافت المصادر أن “مصر تعمل بشكل حثيث لصياغة اتفاق ومنع قرار الجيش الإسرائيلي باجتياح مدينة غزة بشكل كامل الذي يهدد بتنفيذه الجيش الإسرائيلي”.

 وبحسب المصادر، فإن المقترح يتضمن تهدئة لمدة 60 يومًا مقابل إفراج حماس عن 10 أسرى إسرائيليين، وإدخال المساعدات بشكل مكثف لقطاع غزة للحد من الأزمة الإنسانية التي يعيشها الغزيون.

وأوضحت أن “المقترح يقضي بسماح إسرائيل بفتح مسارات آمنة لدخول شاحنات المساعدات، وكذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض المناطق التي كان قد دخلها بعد انهيار اتفاق التهدئة السابق في الثاني من مارس/آذار الماضي”.

 وبحسب المسؤول المطلع على المفاوضات فإن المقترح في حال موافقة حماس عليه فإنه سيتم نقله للحكومة الإسرائيلية عبر واشنطن، للضغط على إسرائيل للقبول به، ووقف العملية العسكرية في مدينة غزة.

وأشار إلى أن مصر بحسب المقترح، ستعمل على تقديم ضمانات لحماس بالاشتراك مع قطر والولايات المتحدة، إلا أن فترة الهدنة سيتخللها مفاوضات جادة، وضغط أمريكي على إسرائيل للتوصل لاتفاق نهائي يوقف الحرب في قطاع غزة، بما في ذلك ترتيبات اليوم التالي للحرب.

موقع: خطة احتلال غزة تتضمن مشاركة نحو 80 ألف جندي تنتظر مصادقة كاتس

نشر موقع واللا العبري تقرير صباح يوم الإثنين أشار إلى أن رئيس أركان الجيش إيال زامير قرر أن ما لا يقل عن 80 ألف جندي سيشاركون في تطويق مدينة غزة واحتلالها. وصرح مصدر عسكري مطلع: “هذه خطة واسعة النطاق ستُكلف حماس ثمنًا باهظًا، لكنها تنطوي أيضًا على مخاطر كبيرة لقوات جيش الدفاع الإسرائيلي”.

وقال الموقع، إن الخطة التي ستُعرض على وزير الجيش يسرائيل كاتس يوم الثلاثاء، تقضي بمشاركة ما لا يقل عن 80 ألف جندي ضمن ألوية قتالية برية لتطويق المدينة واحتلالها بهدف تدمير البنية التحتية المركزية لحركة حماس ورموز سلطتها المتبقية.

مصادر عسكرية ذكرت إن الجيش الإسرائيلي لن ينتظر أسابيع، وسيبدأ خلال الأيام القريبة مناورات برية جديدة، بمرافقة سلاح الجو ستبدأ في الأيام المقبلة بمناورات نحو مناطق جديدة لزيادة الضغط على حماس.

في هذه الأثناء، أعرب كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي عن قلقهم البالغ من أن يؤدي احتلال المنطقة في قلب مدينة غزة وغيرها من المواقع إلى تحمل الجيش المسؤولية المباشرة عن توزيع المساعدات الإنسانية على السكان الفلسطينيين حتى يتم إجلاء معظمهم إلى جنوب قطاع غزة.

وأضاف الموقع العبري، أن رئيس الأركان وجّه القادة إلى رفع جاهزية المدرعات بما فيها دبابات “الميركافا” وناقلات الجند المدرعة من طراز “النمر” و”النمر” و”الإيتان”، لتكون مستعدة لمناورة هجومية قوية.

شاركها.