أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ679 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.
في اليوم الـ151 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.
وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.
ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” واتباع “سياسة تجويع ممنهجة”، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو “احتلال كامل لقطاع غزة”.
واستشهد 54 شخصا وأصيب 831 آخرون خلال الـ24 ساعة الماضية، في ظل استمرار صعوبة وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إلى بعض الضحايا تحت الركام وفي الطرقات
سجلت المستشفيات 4 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 239 شهيدا بينهم 106 أطفال، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية وندرة المواد الغذائية والطبية.
وفي شمال القطاع، يواصل الجيش الإسرائيلي وضع خطط لاحتلال مدينة غزة، مع استكمال حملة التهجير القسري لمئات الآلاف جنوبا، في حين تستمر الغارات الدموية على مناطق متفرقة، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى يوميا.
وعلى الصعيد السياسي، عقد وفد حركة حماس برئاسة خليل الحية اجتماعات في القاهرة مع رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء حسن رشاد، للاطلاع على تفاصيل مقترح مطور يعمل عليه الوسطاء في مصر وقطر لوقف الحرب.
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلنت مصادر طبية، يوم الخميس، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 61,776، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 154,906، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 54 شهيدا (من بينهم 4 انتشال)، 831 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 10,251 شهيدا، و42,865 مصابا.
وأوضحت أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية 22 شهيدا، والإصابات 269، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 1,881، والإصابات إلى 13,863.
وسجلت مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، 4 حالات وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 239 حالة من ضمنها 106 أطفال.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
أفاد مصدر طبي في مستشفى الأقصى بوصول شهيد في قصف إسرائيلي استهدف عناصر تأمين المساعدات شرقي مدينة دير البلح وسط القطاع. فيما أفاد قسم الإسعاف الأولي والطوارئ في مستشفى حمد باستقباله يوم الخميس 8 شهداء و70 مصابًا من طالبي المساعدات شمالي قطاع غزة.
وقال مصدر في الإسعاف والطوارئ بغزة أن 7 شهداء وعدد من المصابين من منتظري المساعدات بنيران جيش الاحتلال شمالي القطاع وصلوا للمستشفى.
أفادت مصادر طبية في غزة باستشهاد 32 شخصا بينهم 13 من منتظري المساعدات بنيران الاحتلال منذ فجر الخميس.
وقالت إن قوات الاحتلال أطلقت النار على مجموعة من المواطنين قرب مركز مساعدات شمال مدينة رفح جنوب القطاع، ما أدى لاستشهاد خمسة مواطنين وإصابة العشرات.
وأضافت أن شهيدين ارتقيا في قصف استهدف حي التفاح شمال شرق مدينة غزة.
كما استشهدت المواطنة أمل سالم العمور، متأثرة بجروح أصيبت بها في قصف سابق على خيمتها بخان يونس.
استشهد ثمانية مواطنين وأصيب آخرون، فجر يوم الخميس، إثر قصف الاحتلال منزلا في حي الزيتون بمدينة غزة.
وقالت مصادر محلية، إن فرق الإنقاذ والدفاع المدني انتشلت ثمانية مواطنين استشهدوا إثر قصف طائرات الاحتلال المسيرة، منزلا لعائلة كشكو في حي الزيتون.
وأفاد مستشفى العودة بالنصيرات، بأنه استقبل خلال الـ24 ساعة الأخيرة 7 شهداء و26 إصابة جراء قصف الاحتلال تجمعات المواطنين عند نقطة توزيع المساعدات جنوب وادي غزة، ووسط القطاع، وتم تحويل 6 إصابات إلى مستشفى شهداء الأقصى لاستكمال العلاج.
أعلنت مصادر طبية، يوم الخميس، وفاة 4 مواطنين خلال الساعات الـ24 الماضية بسبب سوء التغذية والمجاعة في قطاع غزة.
وأشارت المصادر، إلى أن العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية في القطاع ارتفع إلى 239 شهيدا، من بينهم 106 أطفال.
يشار إلى أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة في التفاقم، في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وتغلق سلطات الاحتلال منذ 2 آذار/ مارس 2025 جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين آذار/ مارس وحزيران/ يونيو، نتيجة لاستمرار الحصار.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية في غزة وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، وأن الحصار المتعمد وتأخير المساعدات تسببا في فقدان أرواح كثيرة، وأن ما يقارب واحدا من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني من سوء تغذية حاد.
مفاوضات وقف إطلاق النار
أفادت قناة كان العبرية الرسمية، بأن طائرة إسرائيلية خاصة هبطت يوم الخميس في الدوحة، تزامنا مع مفاوضات وفد “حماس” في القاهرة.
وكشفت مصادر إسرائيلية للقناة العبرية، أن وفد حركة “حماس” سيغادر مصر يوم الخميس متجها إلى الدوحة، لمواصلة المحادثات بشأن مقترح الوسطاء للتوصل إلى اتفاق شامل.
وذكرت القناة العبرية 12، أن رئيس الموساد ناحوم برنياع التقى برئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن، وبحث معه صفقة تبادل أسرى. | دادي برنيا التقى برئيس وزراء قطر وناقش معه الجهود للتوصل إلى اتفاق شامل للإفراج عن جميع الأسرى مقابل إنهاء الحرب.
مصدر مطلع على التفاصيل، قال إن رئيس الموساد شدد على ضرورة أن يوضح الوسطاء لحماس أن قرار الكابينيت باحتلال غزة ليس حربًا نفسية، بل خطوة جدية، تنوي إسرائيل القيام بها بشكل جدي إذا لم يحدث تقدم في المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن.
ويريد الوسطاء الأربعة محاولة استغلال الوقت المتبقي حتى يبدأ الجيش الإسرائيلي عملية احتلال مدينة غزة للتوصل إلى حل دبلوماسي يوقف الحرب.
وتأتي هذه التطورات في سياق جهود وساطة دولية للتوصل إلى اتفاق شامل بين إسرائيل وحركة “حماس”، يشمل تهدئة الوضع الإنساني والسياسي في قطاع غزة.
وكان رئيس الوزراء القطري قد التقى الأسبوع الماضي في إيبيزا بإسبانيا المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، وناقش معه تعزيز التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب.
زار وفد من كبار مسؤولي حماس إسطنبول آنذاك، والتقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لإجراء محادثات حول الحرب في غزة. وأبلغ فيدان مسؤولي حماس بضرورة العودة إلى المفاوضات والتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، وفقًا لمصادر مطلعة.
وقد سبق للموساد الإسرائيلي استخدام الطائرات الخاصة في مهمات رسمية تتعلق بالمفاوضات الدبلوماسية الحساسة، ما يعكس أهمية التنسيق الأمني والدبلوماسي المرتبط بهذه الرحلات.
كما تمثل الدوحة نقطة محورية في الوساطات الأخيرة، حيث تستضيف اجتماعات وفود فلسطينية وممثلين عن وسطاء دوليين لمناقشة آليات تنفيذ المقترحات المتعلقة بالاتفاق، في حين يغادر وفد حماس مصر للانخراط في هذه المفاوضات المهمة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس، وسط استمرار التوترات الإقليمية وضغوط سياسية ودبلوماسية لإيجاد حلول ملموسة لقضايا الأسرى والمساعدات الإنسانية في غزة.
نتنياهو يحدد 5 مبادئ لإنهاء الحرب في غزة
في إحاطة جديدة، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن خمسة مبادئ أساسية أقرتها الحكومة لإنهاء الحرب وتحقيق ما وصفه بـ”النصر”.
ووفقاً لنتنياهو، فإن هذه المبادئ هي:
- نزع سلاح حماس وإعادة جميع الرهائن، سواء الأحياء منهم أو الأموات، “دون التخلي عن أحد”.
- نزع سلاح القطاع بالكامل، بما يضمن عدم تصنيع الأسلحة فيه أو تهريبها إليه.
- سيطرة أمنية إسرائيلية على قطاع غزة، بما في ذلك المحيط الأمني.
- إقامة حكومة مدنية بديلة ليست حماس ولا السلطة الفلسطينية، وتتكون من أشخاص لا يربون أطفالهم على “الإرهاب” ولا يمولونه.
- العمل على تنفيذ هذه المبادئ الخمسة لضمان أمن إسرائيل.
وأكد نتنياهو أن “هذه المبادئ الخمسة ستضمن أمن إسرائيل.. هذا هو معنى كلمة نصر”.