أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ724 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.

وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.

في اليوم الـ196 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.

استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.

وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.

ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” واتباع “سياسة تجويع ممنهجة”، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو “احتلال كامل لقطاع غزة”.

وأعلنت الأمم المتحدة، رسميا، المجاعة في غزة، في أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط، وقال خبراؤها إن 500 ألف شخص يواجهون جوعا “كارثيا”. وبعد أشهر من التحذيرات بشأن الوضع الإنساني واستشراء الجوع في القطاع الفلسطيني، أكّد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي ومقره في روما، اليوم، أن محافظة غزة التي تغطي نحو 20% من قطاع غزة، تشهد مجاعة.

تصعيد واسع للقصف الجوي الإسرائيلي الذي استهدف عمارات سكنية غربي مدينة غزة، وأسفر عن سقوط المزيد من الشهداء بين المدنيين والنازحين.

جيش الاحتلال بدأ سلسلة هجمات واسعة على مدينة غزة، فيما قال مسؤول أمني إسرائيلي إنها ستشتدّ تباعا، وذلك ضمن عمليّته الوشيكة في المدينة، والذي يهدف من خلالها إلى احتلالها، فيما استشهد وأُصيب العشرات من الأهالي، بالغارات المتواصلة.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه الجوي والمدفعي العنيف لمختلف أنحاء القطاع، ما يوقع عشرات الشهداء والجرحى يوميًّا.

وترافق القصف مع تحذيرات جديدة لسكان مدينة غزة لإجبارهم على النزوح القسري جنوبًا، حيث شوهدت أعداد كبيرة من الفلسطينيين وهم يفرّون إما سيرًا على الأقدام وإما عبر المركبات والعربات التي تجرها الدواب.

وتشهد أحياء مدينة غزة قصفًا مكثفًا، إذ أفاد الدفاع المدني أن الفلسطينيين محاصرون داخل أبراج حي تل الهوا تحت غارات جوية ومدفعية متواصلة وعمليات تفجير تنفذها المدرعات المفخخة.

ونفذ سلاح الجو الإسرائيلي نحو عشرات الغارات على الحي شملت محيط مستشفى القدس، بالتزامن مع تفجيرات في الشيخ رضوان وشارعي النفق والجلاء، فيما طاول القصف أيضًا أحياء الزيتون والصبرة والشجاعية والتفاح والدرج.

وتتركز الضربات الإسرائيلية على أحياء مدينة غزة، حيث دُمّرت مبانٍ سكنية في حيي الشيخ رضوان والجلاء، كما شملت الغارات محيط بركة الشيخ رضوان، إلى جانب استهدافات جوية لمناطق في خانيونس، وشمال النصيرات، ومفترق الغفري وحي الصبرة، فيما استخدم الطيران المروحي لإطلاق النيران شمال شرقي المدينة.

في ظل هذا التصعيد، يتواصل نزوح العائلات من شمال القطاع نحو غرب مدينة غزة، حيث يعيش نحو 900 ألف فلسطيني في ظروف إنسانية قاسية تفتقر لأبسط مقومات الحياة، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.

القصف الجوي والمدفعي المكثف أسفر عن مجازر جديدة في مدينة غزة ومخيمات الوسط، بينها استهداف منازل لعائلات كاملة في حي الدرج ومخيم النصيرات.

كما نفذ الطيران غارات على منطقة بطن السمين جنوب خانيونس، فيما فجرت قوات الاحتلال عربة مفخخة في حي تل الهوى جنوب غرب المدينة، وقصفت المدفعية مخيم الشاطئ غرب غزة ومنازل في حارة دغمش.

من جهتها، اعتبرت حركة حماس أن هذا التصعيد “رسالة تحد سافرة من رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، في ظل حالة العجز غير المبررة”.

بينما صرّح وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن الحرب لن تتوقف “حتى تحقيق جميع أهدافها”، مع إبداء الاستعداد لتصعيد العمليات العسكرية في القطاع.

سياسيًا، يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لبحث خطة الإدارة الأميركية لإنهاء الحرب، فيما أكدت حركة حماس أنها لم تتسلم هذه الخطة بعد، وجددت دعوتها للدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي للضغط على إسرائيل من أجل وقف الجرائم ومحاسبة قادتها.

وفي موازاة ذلك، أوضح المبعوث الأميركي إلى سورية، توم براك، أن ترامب “أدرك بعد لقائه قادة عرب ومسلمين في نيويورك أهمية التحرك لإنجاز وقف لإطلاق النار في غزة”، مؤكدًا أن الحرب يجب أن تنتهي.

ارتفاع حصيلة الضحايا

أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، يوم الأحد، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 66,005 شهداء و168,162 مصابا، منذ الســــابع من تشـــرين الأول/ أكتوبر عام 2023.

وأوضحت المصادر ذاتها، أن 79 شهيدا و379 مصابا، وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وبلغ عدد من وصل إلى المستشفيات خلال الساعات الـ24 الماضية من شهداء المساعدات 6، والإصابات 66، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 2,566، وأكثر من 18,769 مصابا.

كما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس 2025 حتى اليوم 13,137 شهيدا و56,121 مصابا.

وأشارت إلى أن عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.

مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى

أعلنت مصادر طبية ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ فجر يوم الأحد إلى 50 شهيدًا.

وتوزعت الحصيلة على المستشفيات على النحو التالي: مستشفى الشفاء 8 شهداء، ومستشفى المعمداني 6 شهداء، ومستشفى العودة 18 شهيدًا، ومستشفى الأقصى 6 شهداء، ومستشفى ناصر 12 شهيدًا.

أفادت مصادر طبية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف مساء يوم الأحد، مستشفى الحلو في مدينة غزة بقذيفتين مدفعيتين.

وأوضحت المصادر أن المستشفى يضم عدة أقسام من بينها قسم مرضى السرطان، بالإضافة إلى حضانة تحتوي على 12 حالة من الأطفال الخُدَج.

وأشارت إلى أن أكثر من 90 شخصًا، ما بين طواقم طبية ومرضى، يتواجدون داخل المستشفى في ظل حصاره  ومنع الدخول إليه أو الخروج منه

أصيب عدد من المواطنين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء يوم الأحد، في مدينة غزة ووسط القطاع.

وأفادت مصادر محلية بإصابة عدد من المواطنين في حي الرمال غرب مدينة غزة، فيما أصيب ثلاثة آخرون بينهم طفلة، جراء استهداف الاحتلال المواطنين أثناء نزوحهم عبر شارع الرشيد غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، وقد جرى نقلهم إلى مستشفى العودة.

وفي السياق، شهد محيط مستشفى الشفاء قصفا عنيفا من قوات الاحتلال، في حين استهدفت الطائرات الحربية عمارة سكنية في حارة الريس بحيّ الصبرة جنوب مدينة غزة، وبنايات قرب مخبز اليازجي في شارع النصر بالمدينة.

ودمر جيش الاحتلال برج مكلة بشكل كامل بعد أن هدد المتحدث باسم جيش الاحتلال بقصف برج مكة قرب مفرق “أبو مازن”، امتداد شارع بيروت غرب غزة، بزعم وجود “بنى تحتية إرهابية” داخله أو بجواره.

كما طالب سكان مدينة غزة، خصوصاً في أحياء الرمال والصبرة ومنطقة المرفأ والمناطق المحيطة بالبرج والخيام المجاورة له في شارع بيروت، بإخلاء منازلهم “في أقرب وقت”.

استشهد 8 مواطنين بينهم أطفال ونساء وأصيب آخرون في قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية، بأن 8 مواطنين استشهدوا بينهم أطفال ونساء بينهم 6 في قصف الاحتلال منزلا لعائلة أبو عامر في مخيم(2) بالنصيرات وسط القطاع.

قناة عبرية تنشر وثيقة لزامير يحذر من استمرار العملية العسكرية في غزة

قالت القناه العبرية 13 مساء يوم الأحد، إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أيال زمير نقل قبل عدة أسابيع، عشية العملية الإسرائيلية في غزة، وثيقة سرية تحذر من الخطوات العسكرية المرتقبة (التي بدأت بالفعل منذ ذلك الحين)، و نُقلت بشكل استثنائي يدويًا إلى رئيس الوزراء ووزير الجيش،

وحسب القناة، تضمنت الإشارة إلى عدة قضايا، من بينها التحذيرات التالية: 1. مقاتلو الجيش الإسرائيلي يعودون إلى نفس الأماكن من دون هدف سياسي.

2. إسرائيل مطالَبة بإيجاد بديل لحماس في قطاع غزة، لكنها ترفض القيام بذلك.

3. كل عملية عسكرية تتطلب استكمالًا سياسيًا، وهذا غير موجود.

4. العمليات الميدانية تعرض الأسرى للخطر، ووضعهم يتدهور.

مصدر عسكري إسرائيلي قال في تعقيبه: “رئيس الأركان يتحمل المسؤولية، فمن واجبه أن ينقل هذه التحذيرات بشكل واضح ومكتوب إلى رئيس الوزراء”.

وجاء تعقيب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “الوثيقة حساسة وسرية للغاية، وقد سُلّمت يدويًا لرئيس الوزراء ووزير الجيش. وبطبيعة الحال، ونظرًا لحساسيتها، لن نتطرق إلى مضمونها”.

مفاوضات وقف إطلاق النار

نشر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تغريدة عبر منصته “تروث سوشيال” قال فيها إن هناك “فرصة حقيقية لتحقيق العظمة في الشرق الأوسط”، مشيرا إلى أن “الجميع على استعداد لشيء استثنائي، ولأول مرة على الإطلاق”.

وأضاف ترامب في رسالته القصيرة والمكتوبة بأحرف كبيرة للتأكيد: “سننجز الأمر”.

ومن المقرّر أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض يوم الاثنين.

وكان ترامب قد صرح الجمعة أمام صحافيين في واشنطن “أظن أن لدينا اتفاق” بشأن غزة.

وفي اليوم نفسه جدد نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رفضه قيام دولة فلسطينية، متعهدا في الوقت نفسه “إنجاز المهمة” ضد حركة حماس، بعد أيام على اعتراف المملكة المتحدة وفرنسا وبلدان غربية أخرى، بدولة فلسطين.

ويلتقي نتنياهو ترامب في البيت الأبيض، الإثنين.

أكد نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس أن بلاده تسعى لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية مرتبطة بالصراع الحالي في المنطقة، مشيرًا إلى أن هذه الأهداف هي محور المحادثات الجارية.

وقال نائب الرئيس إن الإدارة الأميركية “تريد إطلاق سراح كل المحتجزين” الذين تحتجزهم الفصائل.

أما الهدف الثاني الذي شدد عليه، فهو ضمان “أن لا تشكل حماس تهديدًا إرهابيًا لإسرائيل”، في إشارة إلى ضرورة نزع قدرة الحركة على شن هجمات.

وثالثًا، أكد المسؤول الأميركي على ضرورة “إدخال المساعدات” الإنسانية إلى السكان المتضررين.

وأضاف نائب الرئيس أن “محادثات معقدة تدور الآن بيننا وبين العرب والإسرائيليين”، في إشارة إلى الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبذلها واشنطن مع شركائها الإقليميين والأطراف المعنية للتوصل إلى حلول تحقق هذه الأهداف.

صرّح رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، أن إنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن لديهما هو السبيل الوحيد الذي قد يفتح الباب أمام قادة حركة حماس للحصول على “خروج آمن” من القطاع.

وأكد نتنياهو أن إشراك السلطة الفلسطينية في مستقبل قطاع غزة ما زال يمثل “خطاً أحمر” بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، مشدداً على رفضه لهذا الدور في الوقت الراهن.

وفي سياق آخر، أشار نتنياهو إلى أن الحكومة الإسرائيلية “لم تتفق بعد على تفاصيل الصفقة” التي يقترحها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.

كما تطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى ملف إيران النووي، مؤكداً أنه “يعلم أين يقع مخزون إيران من اليورانيوم المخصب”.

شاركها.