أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ660 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.
وتحوّلت مناطق توزيع المساعدات إلى أهداف مباشرة، حيث قُتل مزيد من المدنيين الباحثين عن الغذاء والماء، في وقت بلغ فيه عدد ضحايا الجوع 114 شهيدًا، بحسب وزارة الصحة، فيما حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن 90% من السكان يعانون من انعدام الوصول إلى مياه الشرب.
في اليوم الـ132 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
سجلت مستشفيات قطاع غزة 5 حالات وفاة جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية في آخر 24 ساعة، لترتفع حصيلة ضحايا التجويع إلى 127 شهيدا بينهم 85 طفلا؛ بحسب ما أعلنت وزارة الصحة مساء السبت.
واستشهد أكثر من 70 شخصا بينهم أكثر من 30 من منتظري المساعدات بنيران الاحتلال منذ فجر السبت، مع استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة وسط تصاعد أعداد الشهداء والجرحى بشكل يومي، في ظل حصار خانق وتجويع ممنهج يعاني منه أكثر من مليوني فلسطيني.
وسُجلت خلال الأيام والساعات الماضية عشرات حالات الاستشهاد نتيجة سوء التغذية، خاصة بين الأطفال وكبار السن، في مشهد يفاقم المأساة الإنسانية المتصاعدة منذ بدء العدوان.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 59,733 شهيدا، و144,477 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضحت مصادر طبية، يوم السبت، أن من بين الحصيلة 8,581 شهيدا، و32,436 مصابا، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشارت إلى أن 29 شهيدا وأكثر من 165 إصابة من شهداء “المساعدات” وصلوا إلى المستشفيات خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش إلى 1,121 شهيدا، وأكثر من 7,485 إصابة.
وبينت، أنه وصل إلى المستشفيات 57 شهيدا (بينهم 3 شهداء جرى انتشال جثامينهم)، و512 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد 10 مواطنين، مساء يوم السبت، بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال غرب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أطلقت النار صوب منتظري المساعدات الإنسانية شمال غرب غزة، ما أدى لاستشهاد 10 مواطنين وإصابة آخرين.
استُشهد 6 مواطنين، بينهم طفلان، وأصيب آخرون بجروح، يوم السبت، جراء قصف شنته طائرة مسيّرة للاحتلال الإسرائيلي على خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وأكدت مصادر طبية في مجمع ناصر الطبي، وصول جثامين ستة شهداء بينهم طفلان، وعدد من الجرحى إلى المستشفى، مشيرة إلى أن القصف استهدف بشكل مباشر خيمة للنازحين في المنطقة التي كانت تُعد “آمنة” وفق ادعاءات الاحتلال.
توفي الرضيع هود عرفات، صباح يوم السبت، نتيجة سوء التغذية ونقص الحليب، ما يرفع عدد الوفيات نتيجة التجويع إلى 5 بينهم طفلان، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وحسب المصادر الطبية، ارتفع عدد شهداء التجويع في قطاع غزة إلى 127.
وقالت مصادر طبية، إن من بين شهداء سياسة التجويع التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة 85 طفلا، بعد أن أُعلنت أمس وفاة رضيعين بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع.
يشار إلى أنه في كل لحظة تصل حالات سوء تغذية ومجاعة إلى المستشفيات في غزة، حيث يعاني 900 ألف طفل في غزة الجوع، 70 ألفا منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية.
يُذكر، أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كانت قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين آذار/مارس وحزيران/يونيو، نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
استشهد ثلاثة مواطنين، وأصيب آخرون بجروح بينهم حالات خطيرة، في قصف طائرات الاحتلال الحربية حي تل الهوا جنوب مدينة غزة.
وأعلنت طواقم الانقاذ، انتشال جثامين 12 شهيدا من منتظري المساعدات بمدينة خان يونس.
استشهد مواطن، وأصيب آخرون، صباح يوم السبت، في قصف طائرات الاحتلال الحربية مخيم البريج، ومدينة خان يونس، وسط وجنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد المواطن تامر أبو دقة وإصابة آخر، جراء استهداف مدفعية الاحتلال منزلا في منطقة بلوك 3 بمخيم البريج.
وحسب المصادر ذاتها، أصيب عدد من المواطنين بجروح، في قصف الاحتلال تجمعا للمواطنين قرب دوار بني سهيلا شرق مدينة خان يونس.
استشهد ستة مواطنين، وأصيب آخرون، فجر يوم السبت، في قصف طائرات الاحتلال غرب مدينة غزة.
وأفاد مراسلونا نقلا عن مصادر طبية، باستشهاد أربعة مواطنين، وإصابة آخرين، جراء قصف الاحتلال شقة سكنية في حي الرمال.
وأعلنت المصادر ذاتها، باستشهاد الشاب محمد رياض فورة، وزوجته جمانة عارف فورة، إثر سقوط ردم أحد المباني على خيمتهم بعد استهدافها في غزة.
وأشارت إلى أن عددا من المصابين من منتظري المساعدات وصلوا إلى مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، عقب تعرضهم للرصاص بشكل مباشر في منطقة الواحة.
وشنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة من حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
الأونروا: لا أحد آمن في غزة والناس يعانون
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم السبت، إن الفلسطينيين في قطاع غزة يجبرون على النزوح مجددا بأوامر الاحتلال الإسرائيلي، ولا مكان لديهم يذهبون إليه.
وأضافت الأونروا في بيان عبر منصة “إكس”، أنه “لا يوجد مكان آمن في غزة، فالناس يعانون، ولا أحد آمن في غزة، ولا عمال إغاثة أو صحة ولا موظف في الأمم المتحدة”.
وأكدت مجددا أن الناس خضعوا لأكثر من 650 يوما من القتل بلا هوادة وبلا نهاية، وعرفوا الدمار واليأس.
وأعلنت مصادر طبية في قطاع غزة أن 6 شاحنات تحمل مستلزمات طبية عاجلة ستدخل القطاع اليوم في طريقها إلى المستشفيات، عن طريق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).
وأوضحت أن الشاحنات لا تحتوي على أي أصناف غذائية، ولكن الأصناف المتوقع وصولها على درجة كبيرة من الأهمية والاحتياج العاجل لاستمرار تقديم الرعاية الطبية للجرحى والمرضى وإنقاذ الحياة.
مفاوضات وقف إطلاق النار
ذكرت مصادر مطلعة على المفاوضات، أن هناك محاولات حثيثة لاستئناف المفاوضات خلال الأسبوع الوشيك، مشيرة إلى أن هناك جمود بالمحادثات بالوقت الحالي، في وقت يقوم الوسطاء بالضغط على حماس من أجل إبداء مرونة في مواقفها؛ حسبما أوردت هيئة البث العبرية “كان 11”.
وقالت المصادر، إن الوسطاء أبلغوا إسرائيل حول خشيتهم من خروج الأوضاع عن السيطرة في غزة ما سيعصب التوصل إلى صفقة في حال لم تستأنف المفاوضات قريبا.