أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ648 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.
في اليوم الـ120 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
سياسيا ورغم استمرار الغارات اليومية التي توقع عشرات الشهداء والجرحى، تعيش المفاوضات غير المباشرة في الدوحة حالة من الجمود منذ أواخر الأسبوع الماضي، في ظل تبادل الاتهامات بين الجانبين حول المسؤولية عن عرقلة اتفاق هدنة مدتها 60 يومًا تتضمن الإفراج عن رهائن.
واتهمت حركة حماس رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بتعمد إفشال جهود الوسطاء، مؤكدة أنه لا يرغب في التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
في المقابل، نقلت وكالة رويترز عن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. كما أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أمله في التوصل إلى “تسوية” خلال الأسبوع الحالي، قائلًا: “نجري محادثات ونأمل أن نصل إلى تسوية خلال الأسبوع المقبل”.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 58,479 شهيدا، و139,355 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضحت مصادر طبية، مساء يوم الثلاثاء، أن من بين الحصيلة 7,656 شهيدا، و27,314 مصابا، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشارت إلى أن حصيلة شهداء “المساعدات” الذين وصلوا إلى المستشفيات خلال الساعات الـ 24 الماضية بلغت 6 شهداء، وأكثر من 29 مصابا، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 844 شهيدا، وأكثر من 5,604 مصابين.
وبينت أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 93 شهيدا منهم (5 شهداء انتشال) و278 مصابا خلال الساعات الـ 24 الماضية، مشيرة إلى أن عددا من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد 70 مواطنا وأصيب آخرون، يوم الثلاثاء، بنيران وغارات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 70 مواطنا في قطاع غزة منذ فجر اليوم، بينهم 49 شهيدا في مدينة غزة، وذلك في غارات الاحتلال على منازل وخيام نازحين وتجمعات لمواطنين ومنتظري “المساعدات”.
وفي أحدث الغارات، استشهد 6 مواطنين بينهم طفل، جراء استهداف طائرات الاحتلال لشقتين سكنيتين في مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة 6 آخرين في قصف طائرات الاحتلال شقة في بناية سكنية لعائلة البحطيطي بالقرب من مفترق طموس غرب مدينة غزة.
كما استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب آخرون في قصف طائرات الاحتلال شقة سكنية في شارع عيدية جنوب مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وقبلها بوقت قصير، ارتكب الاحتلال مجزرة مروعة بمخيم الشاطئ، أسفرت عن استشهاد 11 مواطنا بينهم 5 أطفال وإصابة 20 آخرين، إثر استهداف طائرة مسيرة مجموعة من المواطنين.
كما استشهد ثلاثة مواطنين في غارة للاحتلال شرق بركة الشيخ رضوان شمال المدينة، فيما أسفر قصف آخر نفذته طائرة مسيرة في محيط مدرسة شعبان الريس بحي التفاح شرقي غزة عن استشهاد ثلاثة آخرين.
وفي حي الدرج شرقي غزة، أسفرت غارة للاحتلال استهدفت بناية سكنية إلى استشهاد مواطن وإصابة آخرين.
وشرق المدينة، استشهد مواطنان جراء غارة للاحتلال قرب مفترق “السنافور” في حي التفاح، بينما استشهد 5 مواطنين في وقت سابق بقصف استهدف منزلا في حي الزرقاء شمال شرقي غزة.
وفي حي الزيتون جنوب شرقي المدينة، استشهد مواطن بقصف منزل.
وشهد مخيم الشاطئ أيضًا استشهاد 5 مواطنين وإصابة آخرين إثر غارة للاحتلال استهدفت منزلاً مأهولاً لعائلة نصار، ما أدى إلى تدميره واندلاع حريق في المكان، وسط أنباء عن وجود مفقودين تحت الأنقاض، وفق شهود عيان.
إلى ذلك، استشهدت مواطنة وأصيب آخرون جراء غارة للاحتلال استهدفت خيمة تؤوي نازحين في شارع اللبابيدي بحي الشيخ رضوان شمالي غزة. بينما أصيب عدد من المواطنين في قصف طال خيمة أخرى للنازحين في حي الرمال غربي المدينة.
وفي شرق جباليا شمالي القطاع، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات نسف وتدمير للمنازل والمنشآت، ما تسبب في وقوع انفجارات ضخمة في المنطقة.
كما استشهد مواطن من منتظري المساعدات برصاص الاحتلال الإسرائيلي من منطقة السودانية شمال غرب غزة.
وفي جنوب قطاع غزة، استشهد 7 مواطنين في غارة للاحتلال من مسيّرة استهدفت تجمعا للمواطنين على دوار بني سهيلا شرق مدينة خان يونس.
وخلال ساعات النهار، استشهدت مواطنتان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب نقطة توزيع مساعدات غربي مدينة رفح. كما استشهد مواطن في غارة للاحتلال استهدفت خيمة تؤوي نازحين في محيط مدرسة “جرار القدرة” بمنطقة المواصي غرب مدينة خان يونس.
أفادت مصادر طبية، باستشهاد 11 مواطنا، منذ فجر يوم الثلاثاء، جراء غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق عدة في مدينة غزة.
وأضافت أن ثلاثة مواطنين استشهدوا وأصيب آخرون، في استهداف منزل لعائلة الصباغ في منطقة الزرقا بحي التفاح شمال شرق مدينة غزة.
واستشهد مواطن وأصيب آخرون بقصف الاحتلال منزلا قرب مسجد حمزة في شارع اللبابيدي غرب غزة.
وقصفت طائرات الاحتلال المسيرة مجموعة من المواطنين في شارع النديم بحي الزيتون جنوبي مدينة غزة، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين بينهم صحفيون.
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، عدوانها الدموي على قطاع غزة، مستهدفة منازل المدنيين ومناطق لجوء النازحين، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، بينهم أطفال.
وأفاد مسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني باستشهاد خمسة مواطنين، وإصابة آخرين، وفقدان عدد من الأفراد تحت أنقاض منزل لعائلة نصار في محيط ميدان الشهداء بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، بعد استهدافه من قبل طائرات الاحتلال. وقد جرى نقل الشهداء والجرحى إلى مستشفى الشفاء غرب المدينة.
وفي تطور ميداني آخر، قصفت طائرات الاحتلال الحربية برج العودة (2) الواقع قرب مستشفى القدس في حي تل الهوا جنوب غرب المدينة، بعد تهديد مسبق، مما أدى إلى حالة من الهلع بين المرضى والطواقم الطبية والنازحين في المنطقة المحيطة.
كما استشهد عدد من المواطنين وأُصيب آخرون، بينهم أطفال، في قصف استهدف خيامًا للنازحين في حي الرمال غرب غزة، حيث لجأت عشرات العائلات هربًا من الغارات المتواصلة.
الأونروا: إسرائيل تقتل يوميا صفا دراسيا كاملا من الأطفال في غزة
قدرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، يوم الثلاثاء، أن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، تقتل يوميا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما يعادل “صفّا دراسيا كاملا من الأطفال”، حيث يراوح عدد طلبة الصف بين 35 إلى 45.
وقال مدير شؤون أونروا بغزة، سام روز، في بيان: “في كل يوم منذ بداية الحرب في غزة، يُقتل في المتوسط، ما يعادل صفا دراسيا كاملا من الأطفال”.
وقبل اندلاع الإبادة التي حولت غالبية مدارس أونروا إلى مراكز لإيواء النازحين، كان عدد طلاب الصف الدراسي يراوح بين 3545 وذلك وفقا لحالة الاكتظاظ في المدارس.
ودفع الأطفال ثمنا باهظا للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ أكثر من 21 شهرا، والتي قتلت خلالها ما يزيد عن 18 ألف طفل وصل منهم للمستشفيات نحو 16 ألفا و854، وفق المصادر الطبية.
كما يعيش الأطفال في القطاع واقعا مريرا جراء موجات النزوح المتكررة فضلا عن الجوع والعطش الناجمة عن سياسة الاحتلال في تدمير مصادر الغذاء والمياه، وإغلاق المعابر.
وفي 8 تموز/ يوليو الجاري، قالت أونروا إن “الأطفال بغزة يشكلون نصف عدد السكان (يبلغ عددهم 2.4 مليون نسمة)، وحياتهم موسومة بالحرب والدمار”.
وخلّفت الحرب على غزة، أكثر من 197 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
مفاوضات وقف إطلاق النار
أفادت مصادر مطلعة على تفاصيل المفاوضات في قطر للقناة 13 العبرية مساء يوم الثلاثاء، أن “الطريق إلى صفقة التهدئة في غزة أصبح ممهدًا”. ووفقًا للمصادر، وافق بنيامين نتنياهو على مرونة إضافية في انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وبالتالي تقدمت المحادثات.
وتجري محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس منذ أسبوع ونصف في العاصمة القطرية الدوحة. وقد أُحرز تقدم ملحوظ خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، عقب قرار نتنياهو ومجلس الوزراء بتبني موقف أكثر مرونة والاقتراب من موقف حماس في كل ما يتعلق بالوجود الإسرائيلي في قطاع غزة.
وحسب القناة، أوضح المسؤولون الإسرائيليون، أن هذا انسحاب مؤقت فقط خلال الأيام الستين الأولى، مع نية استئناف القتال بعد انتهاء وقف إطلاق النار.
وصرح مصدر إسرائيلي مطلع على التفاصيل بأن الهدنة تمهد الطريق للتوصل إلى اتفاق. إلا أن المصادر قالت إن انطباعهم من المحادثة مع نتنياهن هو أنه يرغب بشدة في التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة، لكنه غير مهتم بإنهاء الحرب.
وتقول القناة العبرية، إن مسؤولين إسرائيليين كبار أوضحوا، أن هذا الموقف الجديد أو هذه المرونة تسري فقط خلال فترة وقف إطلاق النار المحددة بـ60 يوماً، ولا تمتد إلى ما بعد ذلك. هم يقولون إن هذه المرونة تمهد الطريق لإتمام صفقة خلال الأيام المقبلة.
* كما سمعت من جهات مهنية تشارك في إدارة المفاوضات أن الانطباع السائد خلال الحديث مع رئيس الوزراء هو أنه حريص جداً على التوصل إلى صفقة قريباً، لكن ليس لإنهاء الحرب، وإنما لصفقة تمتد لـ60 يوماً، وبعدها تُستأنف الحرب.
وسيناقش نتنياهو المسألة مع وزراء الكابينت المصغّر، وسيتطرق أيضاً إلى المدينة الإنسانية وسيتقدم الجيش الإسرائيلي بموقف أو خطة إضافية بهذا الخصوص..
•• في كل الأحوال، رئيس الوزراء أعطى الضوء الأخضر لطاقم التفاوض لإبداء مرونة أكبر، بما يقترب كثيرًا من موقف حماس، وقد يمهد ذلك لصفقة خلال الأيام القريبة القادمة.