أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ658 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.

وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.

وتحوّلت مناطق توزيع المساعدات إلى أهداف مباشرة، حيث قُتل مزيد من المدنيين الباحثين عن الغذاء والماء، في وقت بلغ فيه عدد ضحايا الجوع 114 شهيدًا، بحسب وزارة الصحة، فيما حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن 90% من السكان يعانون من انعدام الوصول إلى مياه الشرب.

في اليوم الـ130 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.

ميدانيًا، تتواصل الاشتباكات العنيفة في دير البلح وجباليا وخانيونس، وقد نشرت كتائب القسام مشاهد لاستهداف قوات الاحتلال، بينما أُصيب جندي من الكتيبة 71 التابعة للواء “باراك” بجروح خطيرة خلال المواجهات.

سياسيًا، أعلنت حركة حماس أنها سلّمت ردها الرسمي إلى الوسيطين القطري والمصري، مطالبة بتعديلات على بندَي إعادة انتشار قوات الاحتلال خلال الهدنة، وآلية إدخال المساعدات الإنسانية، مع رفض إشراك “مؤسسة غزة الإنسانية” في عملية التوزيع.

وأعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إعادة الفريق المفاوض من الدوحة. وجاء عنه أنه “تقرر إعادة الفريق المفاوض لإجراء مشاورات في إسرائيل في ضوء رد حماس الذي قدمته صباحا”، مضيفا “نقدر مساعي الوسطاء مصر وقطر والمبعوث (الأميركي) ويتكوف من أجل تحقيق اختراق في المحادثات”.

وقال مصدر إسرائيلي مطلع على المفاوضات، إن “المفاوضات لم تنهر، والحديث يدور عن إجراء منسق بين كافة الأطراف. هناك قرارات مصيرية يجب اتخاذها وبموجب ذلك جرى إعادة الوفد لإكمال المشاورات، فيما أن الزخم لا يزال إيجابيا”؛ حسبما أوردت هيئة البث العبرية “كان 11”.

ارتفاع حصيلة الضحايا

أفادت مصادر طبية، بارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 59,587 شهيدا، و143,498 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وقالت في بيان، يوم الخميس، إن من بين الحصيلة 8,447 شهيدًا، و31,457 مصابا، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.

وأشارت إلى أن عدد ما وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات بلغ 23 شهيدًا وأكثر من 68 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 1,083 شهيدًا وأكثر من 7,275 إصابة.

وبينت، أنه وصل إلى المستشفيات 89 شهيدا ) بينهم 10 شهداء جرى انتشالهم)، و453 مصابا خلال الساعات الـ 24 الماضية.

مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى

 ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، أسفرت عن عدد من الشهداء وعشرات الجرحى بينهم أطفال.

وأفادت مصادر محلية، بأن جيش الاحتلال شن عدة غارات من الطائرات المسيرة، استهدفت مجموعة من المواطنين في حي الشيخ رضوان، أسفرت عن عدد كبير من الشهداء والجرحى، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن.

ويأتي هذا الاستهداف بعد وقت قصير على استشهاد 4 مواطنين، وجرح العشرات، إثر قصف إسرائيلي لمركبة مدنية في الشارع الأول بمحيط مطبخ مهران في الحي.

كما استشهد 4 مواطنين وأصيب آخرون، إثر قصف جيش الاحتلال منزلا يعود لعائلة غراب في منطقة المشاعلة جنوب مدينة دير البلح، فيما أدى قصف مجموعة من المواطنين قرب رمزون السنافور شرق حي التفاح بمدينة غزة إلى استشهاد 3 منهم.

وقالت مصادر محلية، إن طفلا استشهد وأصيب عدد من المواطنين، في قصف الاحتلال نقطة شحن في منطقة ترانس البابا في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة.

ونقلت عن مصادر طبية في مستشفى الشفاء، بمدينة غزة، أن الطفلة نور رياض اخزيق استشهد نتيجة التجويع وسوء التغذية.

أعلنت مصادر طبية، ظهر يوم الخميس، استشهاد مواطنين بسبب المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة، خلال 24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات الى 113.

وكانت المصادر ذاتها، أعلنت الأربعاء استشهاد 10 أشخاص بسبب المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة، خلال 24 ساعة.

وأشارت إلى أنه في كل لحظة تصل حالات سوء تغذية ومجاعة للمستشفيات في غزة، حيث يعاني 900 ألف طفل في غزة من الجوع، 70 ألفا منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية

يذكر، ان وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كانت قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين آذار/مارس وحزيران/يونيو، نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأوضحت أن المراكز الصحية والنقاط الطبية التابعة للأونروا قد أجرت في هذه الفترة ما يقرب من 74 ألف فحص للأطفال للكشف عن سوء التغذية، وحددت ما يقرب من 5,500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل وأكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم.

 أفادت مصادر طبية، بأن 17 مواطنا استشهدوا بينهم 3 من منتظري المساعدات، في قصف ونيران الاحتلال الإسرائيلي على عدة مناطق في قطاع غزة منذ فجر اليوم الخميس.

وقالت مصادر محلية، إن 3 مواطنين استشهدوا وأصيب آخرون، بنيران الاحتلال على منتظري المساعدات جنوب غرب مدينة خان يونس.

كما استشهد طفلان وأصيب آخرون بجروح في قصف مدفعية الاحتلال مدرسة الحناوي شمال غرب مدينة خان يونس.

وفي مدينة غزة، استشهد مواطن إثر قصف مسيرة للاحتلال قرب مدرسة مسقط شرق شارع النفق بمدينة غزة، فيما أصيب وفقد آخرون، إثر قصف منزل يعود لعائلة الدحدوح قرب دوار أبو حبيب في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة.

وتشن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

استشهد 8 مواطنين وأصيب آخرون بجروح، فجر يوم الخميس، في قصف الاحتلال الإسرائيلي وسط قطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية، باستشهاد ثلاثة مواطنين بينهم طفل ورضيعة جراء قصف الاحتلال منزلا في منطقة النادي الأهلي بالنصيرات، كما استشهد مواطن إثر قصف منزل في مخيم البريج وسط القطاع.

وأضافت المصادر، أن طائرات الاحتلال شنت غارة على خيمة تؤوي نازحين بحي الرمال في مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 3 مواطنين وإصابة آخرين بجروح.

وفي مدينة دير البلح، استشهد 3 مواطنين وأصيب آخرون بجروح في قصف مدفعي للاحتلال على مجموعة من المواطنين قرب أبراج القسطل شرق المدينة، كما استشهدت مواطنة وأصيب آخرون إثر قصف من طائرة مروحية على منزل لعائلة الغول في بلوك 3 في مخيم البريج وسط قطاع غزة .

أما في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، استشهد مواطنان وأصيب آخرون في قصف الاحتلال خيام النازحين بمواصي خان يونس.

الأونروا: واحد من كل خمسة أطفال في غزة يعاني سوء التغذية

قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين “أونروا”، إن طفلًا من كل خمسة أطفال في غزة يعاني سوء التغذية، مع تزايد الحالات يومًا بعد يوم.

وأفاد المفوض العام لوكالة “الأونروا” فيليب لازاريني، يوم الخميس، أن معظم الأطفال الذين تستقبلهم فرق الوكالة الأممية يعانون الهزال والضعف، وهم معرضون بشدة لخطر الموت إذا لم يحصلوا على العلاج الذي يحتاجون إليه بشكل عاجل، مشيرًا إلى وفاة أكثر من مئة شخص جوعًا، غالبيتهم العظمى من الأطفال.

وأوضح أن الآباء والأمهات يعانون الجوع الشديد لدرجة أنهم لا يستطيعون رعاية أطفالهم، وأولئك الذين يصلون إلى عيادات “الأونروا” ليس لديهم الطاقة أو الطعام أو الوسائل لاتباع النصائح الطبية، وأن الأزمة المتفاقمة في غزة تؤثر في الجميع، بمن فيهم العاملون الصحيون في القطاع الذي مزقته الحرب.

 ودعا لازاريني إلى السماح للعاملين في المجال الإنساني، بتقديم المساعدات بشكل غير مقيد ودون انقطاع إلى غزة وشعبها، مبينًا أن لدى “الأونروا” ما يعادل ستة آلاف شاحنة محملة بالمواد الغذائية والإمدادات الطبية في الأردن ومصر، تنتظر السماح لها بالدخول إلى القطاع.

التعذيب بالماء الساخن والإجبار على شرب الخمر: شهادات مروعة لتعذيب الاحتلال معتقلي غزة

نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، شهادات جديدة لمجموعة من معتقلي قطاع غزة، الذين تمت زيارتهم خلال شهر تموز/ يوليو الجاري، عكست مجددًا مستوى الجرائم غير المسبوقة التي تعرضوا لها خلال اعتقالهم والتحقيق معهم.

واستعرض التقرير الذي نشر اليوم الخميس، ظروف احتجاز المعتقلين الحالية، وما يواجهونه من جرائم طبية، وتجويع ممنهج داخل المعتقلات والمعسكرات، بعد أن حصلت الطواقم القانونية التابعة للهيئة والنادي على هذه الشهادات خلال زيارات معتقلات ومعسكرات: النقب، وعوفر، وسديه تيمان، والمسكوبية.

واستعرض التقرير إحدى الشهادات التي تضمنت قيام السجانين بسكب الماء الساخن على جسد أحد المعتقلين، وأخرى تحدثت عن إجبار معتقلين على خلع ملابسهم، والاعتداء عليهم بالضرب المبرح.

كما أجبر السجانون معتقلا آخر على شرب الخمر، فيما أفاد أحد المعتقلين بتعرضه لتعذيب نفسي دفعه لمحاولة الانتحار، بعد أن أبلغه المحقق باستشهاد أفراد عائلته، وتبين خلال زيارته أن العائلة بخير.

ونشر تقرير الهيئة والنادي، شهادة أفاد بها المعتقل (م.ي) الذي قال: “اعتُقلت في شباط/ فبراير 2024، وتعرضت لتحقيق ميداني، ثم نُقلت إلى معسكر سديه تيمان لمدة 25 يومًا، ومن ثم إلى معسكر قرب القدس، ولاحقًا إلى معتقل “عوفر”، ومنه إلى “النقب”.

وأضاف: “طوال هذه الفترة، تعرضت لجميع صنوف التعذيب، وعند نقلي إلى “النقب”، سُكب الماء الساخن على جسدي. اليوم أُحتجز في قسم الخيام داخل المعتقل، حيث يُحتجز 27 معتقلًا في كل خيمة في ظروف غاية في القسوة. نعاني من اعتداءات مستمرة، وتجويع وإذلال يومي. فالطعام غير صالح للأكل، ونضطر إلى الصوم لجمع الوجبات في وجبة واحدة مساء، كما نُحرم من العلاج، حتى من مرض الجرب الذي أصيب به المعتقلون، وتفاقم بسبب انعدام النظافة، وعدم توفر سبل الوقاية والعلاج.”

“عُريت بالكامل وأُجبرت على شرب الخمر”

وقال المعتقل (م.ي): “اعتُقلت في شباط/ فبراير 2024، من الممر الآمن، ثم نُقلت إلى أحد المعسكرات قرب غزة لمدة 25 يوما، وبعدها إلى معسكر قرب القدس، ومنه إلى معسكر عوفر، حيث بقيت 60 يوما، ثم إلى معتقل “النقب”.

وأضاف “في معسكر غزة، ضُربت بأداة حادة، واحتاج جرحي إلى غرز معدنية بقيت في رأسي 119 يوما، ما تسبب لي بالتهاب في فروة الرأس، وفي المعسكر قرب القدس، عُريت بالكامل وأُجبرت على شرب الخمر.”

“حاولت الانتحار بعد أن أبلغني المحقق بمقتل عائلتي”

وفي شهادته، أفاد المعتقل (ح.ن) بما يلي: “اعتُقلت في كانون الأول/ ديسمبر 2024، عبر حاجز لقوات الاحتلال، وتعرضت للضرب المبرح، وتم تجريدي من ملابسي، وأخبرني المحقق أن جميع أفراد عائلتي استشهدوا، ما سبب لي أزمة نفسية حادة، دفعتني لمحاولة الانتحار داخل الزنزانة، لولا تدخل زملائي. وخلال زيارتي، أخبرني المحامي أن عائلتي بخير، فأصابني انهيار واجهشت بالبكاء ولم أصدق ما سمعته.”

“نعيش حالة رعب وخوف على مدار الساعة”

بدوره، قال المعتقل (ه.د) في شهادته: “اعتُقلت في تشرين الأول/ أكتوبر 2024، عبر حاجز عسكري لقوات الاحتلال، وتعرضت لتحقيق ميداني، ثم احتُجزت في البركسات قرب غزة لمدة 110 أيام، قبل نقلي إلى معتقل “النقب”.

وأضاف “هنا نعيش ظروفا قاسية للغاية، ونتعرض يوميًا للتفتيش، والاعتداء، والإذلال. يُجبرونا على الجلوس على الركبتين، وأيدينا إلى الخلف خلال ما يسمى “بالعدد الفحص الأمني”، والأمراض منتشرة، والخوف والرعب لا يفارقاننا، إلى جانب حرماننا من العلاج وتجويعنا المتعمد.”

“أُصبت بضرر بالغ في النظر نتيجة الضرب”

وأفاد المعتقل (أ.و): “اعتُقلت في شباط/ فبراير 2024، من مدرسة في خان يونس، حيث اعتقل جيش الاحتلال أكثر من 100 مواطن، ونُقلت إلى البركسات لمدة 23 يومًا، ومن ثم إلى معتقل قرب القدس، ومنه إلى معسكر “عوفر”، ولاحقًا إلى “النقب”.

وقال “خلال عملية نقلي من عوفر إلى النقب، ضُربت بالقيود على رأسي، ما أدى إلى ضعف حاد في نظري بالعين اليسرى، وصداع دائم، وفقدان للتوازن، كما أُصبت بمرض الجرب، وعاد إلي بعد شفائي بسبب الظروف غير الصحية.”

“كُسرت ساقي ولم أتلق أي علاج”

وقال المعتقل (خ.ي): “اعتُقلت في كانون الأول/ ديسمبر 2023، من مدرسة في حي الشجاعية بعد النزوح. ونُقلت إلى البركسات قرب غزة، ثم إلى معتقل “النقب”، مضيفا “خلال الاعتقال، تعرضت للضرب المبرح ما تسبب بكسر في مفصل ساقي الأيمن، ولم أتلق أي علاج رغم الأوجاع الشديدة، حتى المسكنات لم تُعطَ لي. وأعاني من صعوبة بالمشي وألم دائم.”

“هاجمني كلب بوليسي ونهش قدمي”

وأفاد المعتقل (ه.ر): “اعتُقلت في تشرين الأول/ أكتوبر 2024، من رفح، وتعرضت للتحقيق الميداني، ثم تم تجريدي من ملابسي، وهاجمني كلب بوليسي ونهش قدمي، ونُقلت لاحقًا إلى بركسات قرب غزة، وتعرضت لتحقيق “الديسكو” وتحقيقات أخرى من قبل مخابرات الاحتلال، ثم نقلت إلى معسكر عوفر، ثم إلى زنازين “المسكوبية”، حيث تم عزلي انفراديًا لمدة أربعة أشهر، وتعرضت لتحقيقات عسكرية في “عسقلان”، وقبل أسبوع فقط، تعرضت للضرب الوحشي بالهراوات.”

أبرز الحقائق حول معتقلي غزة:

وقالت الهيئة والنادي في التقرير، إنه منذ بدء حرب الإبادة، لم تتمكن المؤسسات الحقوقية من الحصول على رقم دقيق لعدد من تم اعتقالهم في غزة، نتيجة لجريمة الإخفاء القسري، إلا أن العدد يُقدر بالآلاف، وأن شهادات معتقلي غزة تُعد من الشهادات الأشد قسوة، نظرا لحجم الجرائم المرتكبة بحقهم.

وأضافتا أن الاحتلال أقام معسكرات جديدة خصيصا لاحتجاز معتقلي غزة، أبرزها: سديه تيمان، وعناتوت، ومعسكر عوفر، ونفتالي، وقسم ركيفت تحت سجن الرملة، حيث يُحتجز الجزء الأكبر منهم في معتقلي “النقب” وسجن/معسكر “عوفر”.

وفقا لما أعلنت عنه إدارة معتقلات الاحتلال حتى مطلع تموز/ يوليو الجاري، فقد بلغ عدد معتقلي غزة المصنفين “مقاتلين غير شرعيين” (2454) معتقلا، وهو أعلى رقم سُجل منذ بدء الإبادة، وهذا الرقم لا يشمل المعتقلين المحتجزين في معسكرات جيش الاحتلال، بل فقط من هم تحت إدارة المعتقلات.

وقالت الهيئة والنادي إن “قانون المقاتل غير الشرعي” يشكل أداة رئيسية في شرعنة جريمة الإخفاء القسري، إضافة إلى كونه ينتهك القانون الدولي من حيث الجوهر والبنية، ويعزز استخدام التعذيب على نطاق واسع بحق معتقلي غزة.

وشددتا على أن الاحتلال ماضٍ في إبادته وجرائمه على مرأى ومسمع العالم، دون أي تغيير حقيقي يسهم في وقف الإبادة، والعدوان الشامل على شعبنا، وأحد أشكاله الجرائم المستمرة بحق الأسرى والمعتقلين، بل إن مرور المزيد من الوقت على استمرار الإبادة، يعني أن حالة العجز التي تعاني منها المنظمات الحقوقية قد تجاوز هذا التعبير، وأصبح التساؤل عن جدوى وجود منظومة حقوقية واجب علينا، مع اتساع مفهوم حالة الاستثناء التي يتمتع بها الاحتلال الإسرائيلي على الصعيد الدولي.

مفاوضات وقف إطلاق النار

قال رئيس وزراء حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء يوم الخميس، إنه لن يقبل أن تفرض حركة حماس شروط استسلام على إسرائيل.

وقال، خلال كلمته في مراسم التأبين الرسمية لزئيف جابوتنسكي، إن حكومته تعمل على التوصل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة، لكنه حذر حركة حماس من استغلال هذه الجهود باعتبارها “علامة ضعف”.

وأكد نتنياهو: “إذا اعتبرت حماس رغبتنا في التوصل إلى اتفاق ضعفا وفرصة لفرض شروط استسلام تعرض أمن إسرائيل للخطر، فإنها ترتكب خطأ فادحا”، مضيفًا: “نحن عازمون على إعادة الجميع، وهذا ما سنفعله”.

وأقر نتنياهو بإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين في قطاع غزة إثر استهدافهم بسلاح مضاد للدروع اليوم الخميس، دون الخوض في تفاصيل إضافية، في حدث خضع لحظر النشر بعد وصفه بـ”حدث أمني خطير” شرق مدينة غزة.

كما وصف نتنياهو الحملة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران بأنها “الأكثر نجاحا في تاريخ إسرائيل”.

ووجه نتنياهو رسالة إلى الدروز في السويداء جنوب سوريا، قائلا: “لن نقف متفرجين أمام ما يحدث لإخواننا في السويداء”، داعيا إلى “نزع السلاح في المنطقة الواقعة جنوب دمشق”، ومؤكدا أن إسرائيل “ملتزمة بحماية الدروز”.

وأعلنت حركة “حماس” أنها سلمت الوسطاء ردها ورد الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار.

وفي وقت سابق من يوم الخميس، أعلن مكتب نتنياهو عن عودة فريق التفاوض في قطر حول وقف النار في غزة إلى إسرائيل للتشاور.

أعلن المبعوث الأمريكي لعملية السلام ويتكوف، أنه تقرر ” إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الرد الأخير من حماس، والذي يُظهر بوضوح عدم رغبتها في التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة.”

وأضاف٫ “ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء، لا يبدو أن حماس منسقة أو حسنة النية. سندرس الآن خيارات بديلة لإعادة الرهائن إلى ديارهم، ومحاولة تهيئة بيئة أكثر استقرارًا لسكان غزة. من المؤسف أن تتصرف حماس بهذه الطريقة الأنانية. نحن مصممون على السعي لإنهاء هذا الصراع وتحقيق سلام دائم في غزة”.

 

شاركها.