أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ655 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.
في اليوم الـ127 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
استشهد 134 شخصا وأصيب 1155 آخرون بنيران الاحتلال في آخر 24 ساعة، لترتفع حصيلة ضحايا حرب الإبادة المتواصلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 59,029 شهيدا و142,135 إصابة بينهم 1021 شهيدا وأكثر من 6511 إصابة من المجوّعين بعد وصول 99 شهيدا وأكثر من 650 مصابا منهم إلى المستشفيات في القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية؛ بحسب آخر حصيلة أعلنت عنها وزارة الصحة في القطاع اليوم الإثنين.
وتوغلت قوات من لواء “غولاني” القتالية من ضمنها قوات هندسة ومدرعات، إلى جنوب دير البلح وسط القطاع للمرة الأولى منذ بدء الحرب على غزة؛ حسبما أوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي. وأفادت بأنه سبق التوغل غارات جوية وقصف مدفعي.
واعتقل جيش الاحتلال مدير المستشفيات الميدانية في غزة، د. مروان الهمص، أثناء زيارته لمستشفى الصليب الأحمر غربي خانيونس، وهو ما اعتبرته وزارة الصحة “سابقة خطيرة تمثل استهدافا مباشرا لصوت المرضى والجوعى والمعذبين في قطاع غزة”، وحملت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامته، وطالبت بالإفراج الفوري عنه دون قيد أو شرط.
في غضون ذلك، تستمر في الدوحة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، لمحاولة التوصل إلى هدنة مدتها 60 يوما تشمل تبادلًا للأسرى. وبينما تحدثت تقارير إسرائيلية عن تقدم نسبي، لا تلوح حتى الآن أي انفراجة حقيقية في الأفق.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 59,029 شهيدا، و142,135 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضحت مصادر طبية، يوم الاثنين، أن من بين الحصيلة 8,196 شهيدًا، و30,094 مصابا، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
وبينت، أنه وصل إلى المستشفيات 99 شهيدا و650 مصابا خلال الساعات الـ 24 الماضية، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 1,021 شهيدًا وأكثر من 6,511 إصابة، مشيرة إلى أن عددا من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد ثلاثة مواطنين، وأصيب آخرون، مساء يوم الإثنين، جراء سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة في قطاع غزة، ضمن العدوان المستمر على أبناء شعبنا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد مواطنين اثنين وإصابة عدد آخر بجروح، إثر قصف طائرات الاحتلال لخيمة تأوي نازحين في منطقة القادسية غربي مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
وفي مدينة دير البلح وسط القطاع، ارتقت المواطنة ابتسام خالد دواس بعد استهدافها برصاص قناصة الاحتلال داخل منزلها في حي بشارة.
كما أفادت المصادر بوقوع شهداء ومصابين من عائلة شعت، إثر استهداف منزلهم قرب كراج رفح وسط مدينة خان يونس، فيما لا تزال طواقم الإسعاف تواجه صعوبات بالغة في الوصول إلى الموقع بسبب استمرار القصف.
استشهد مواطن وأصيب آخرون، يوم الاثنين، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن القصف استهدف بناية سكنية جنوب متنزه البلدية في حي الرمال، غرب مدينة غزة.
استشهد خمسة مواطنين، وأصيب آخرون، في قصف طائرات الاحتلال الحربية مدينة غزة، ووسط القطاع.
وأعلنت المصادر الطبية، باستشهاد مواطنين اثنين، وإصابة آخرين، جراء قصف طائرة مسيرة تابعة للاحتلال تجمعا للمواطنين في منطقة الصحابة بحي الدرج شرق مدينة غزة.
وأضافت المصادر ذاتها، أن شهيدين ارتقيا في استهداف الاحتلال مركبة نقل في منطقة البركة جنوب مدينة دير البلح.
وأشارت إلى استشهاد مواطن من منتظري المساعدات جراء قصف الاحتلال تجمعا للمواطنين قرب نقطة توزيع مساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة.
استشهد خمسة مواطنين، بينهم سيدة، وأصيب عدد آخر بجروح متفاوتة، جراء قصف الاحتلال استهدف محطة تحلية المياه وسط حي الرمال بمدينة غزة، ظهر اليوم الاثنين، في استمرار لسياسة استهداف البنية التحتية الحيوية والمدنيين في القطاع.
وأفادت مصادر طبية، بأن طواقم الإسعاف نقلت الشهداء والمصابين إلى المستشفى، وسط صعوبات بالغة نتيجة الدمار الواسع وخطورة الأوضاع الميدانية.
استشهد 22 مواطنا بينهم 5 من منتظري المساعدات، منذ فجر الاثنين، جراء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي بغارات جوية وقصف مدفعي وبالرصاص، خيام نازحين ومنازل ومنتظري مساعدات شمال ووسط وجنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، باستشهاد خمسة مواطنين، منهم 4 من عائلة واحدة، في قصف لقوات الاحتلال استهدف خيمة نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس.
وأضاف أن مواطنين أحدهما طفل استشهدا وأصيب عدد آخر في قصف للاحتلال استهدف خيمة تؤوي نازحين قرب كافتيريا الأصدقاء بمواصي خان يونس.
وفي وسط القطاع، أفادت مصادر طبية باستشهاد مواطنين وإصابة آخرين جراء غارات جوية متواصلة وقصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق نار على المناطق الجنوبية الشرقية لمدينة دير البلح.
وكانت قوات الاحتلال، قد أصدرت أمس الأحد، أمر إخلاء جديد لمناطق واسعة من دير البلح، أعقبه حركة نزوح للمواطنين تواصلت الليلة الماضية باتجاه مناطق أخرى.
واستشهد، خمسة مواطنين وأصيب آخرون، جراء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي، في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، منتظري المساعدات قرب “محور نتساريم” جنوب مدينة غزة.
وبحسب مصادر طبية في قطاع غزة، استشهد الأحد، 94 مواطنا من منتظري المساعدات الإنسانية، ما رفع عدد ضحايا “مصائد الموت” منذ 27 أيار/مايو 2025 إلى 995 شهيدًا و6,011 إصابة، إلى جانب 45 مفقودًا.
وفي شمال القطاع، أكدت مصادر طبية وصول 5 شهداء وعدد من المصابين إلى مستشفى الشفاء إثر استهدافين من مسيرات للاحتلال على دوار النزلة في جباليا النزلة وفي جباليا البلد.
كما استشهد مواطن وأصيب آخرون باستهداف طائرات الاحتلال مبنى سكنيا في شارع النصر غربي مدينة غزة، كما استشهد طفل جراء استهداف طائرات الاحتلال روضة أطفال قرب مخيم للنازحين في محيط متنزه البلدية بحي الرمال غربي مدينة غزة.
وفي وقت لاحق، استشهد مواطن وأصيب آخران، جراء قصف طائرة مروحية استهدف شقة في عمارة الزايغ في محيط متنزه البلدية وسط مدينة غزة.
ومنذ الثاني من آذار/ مارس 2025، تغلق قوات الاحتلال جميع المعابر مع قطاع غزة وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
وقال برنامج الأغذية العالمي، إن الوضع الإنساني في غزة بلغ مرحلة “غير مسبوقة من التدهور”، حيث يموت الناس بسبب نقص الغذاء، وإن نحو 90 ألف طفل وامرأة يعانون من سوء تغذية حاد، فيما يُحرم نحو ثلث المواطنين من الطعام لأيام متتالية.
ويوم الأحد، ارتقى 18 مواطنا جراء الجوع وسوء التغذية، في مؤشر خطير على تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها المواطنون نتيجة الحصار والعدوان المتواصل، ما رفع إجمالي الوفيات جراء الجوع إلى 86 شخصا، بينهم 76 طفلًا، معظمهم في شمال القطاع.
أعلن مدير مستشفى العيون في غزة عبد السلام صباح، عن تسجيل ما يقارب الـ1200 حالة جديدة فقدت البصر بشكل كلي أو جزئي، خلال الأسبوعين الماضيين في حي النصر ومدينة غزة وحدهما.
وأشار صباح في حديث لـ”صوت فلسطين”، إلى أنه كان قد تم تسجيل نحو 1500 حالة فقدان للبصر بشكل كلي او جزئي نتيجة إصابات مباشرة بالعيون إضافة الى حالات فقدان تدريجي للبصر بسبب الأمراض المزمنة التي تفاقمت نتيجة انعدام العلاج المناسب.
وأوضح صباح أن ما بين 4000 إلى 5000 مريض كانوا يترددون بانتظام على مستشفى العيون قبل الحرب باتوا دون متابعة طبية أو علاج ويتهددهم فقدان البصر، مؤكدا أن نقص التغذية الحاد يؤدي الى نقص الفيتامينات والمعادن ما يضعف الاعصاب البصرية ويزيد من احتمال ضعف وفقدان الرؤية تدريجيا، خاصة لمرضى السكري.
ومنذ الثاني من آذار/ مارس 2025، تغلق قوات الاحتلال جميع المعابر مع قطاع غزة وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
“أوتشا”: 88% من مساحة غزة تخضع لأوامر إخلاء عسكرية
قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا”، اليوم الاثنين، إن 88 بالمئة من مناطق قطاع غزة، تخضع لأوامر إخلاء عسكرية، تنطوي على تهجير قسري للمواطنين.
وأوضح “أوتشا” في بيان، أن ما يسمى “أوامر الإخلاء” ستؤثر على ما بين 50 و80 ألف فلسطيني يعيشون في المناطق المعنية بقطاع غزة.
وأضاف أن 88 بالمئة من مساحة قطاع غزة البالغة حوالي 360 كيلومترا مربعا ويسكنها حوالي 2.3 مليون مواطن تخضع لما يسمى “أوامر الإخلاء” الإسرائيلية.
وكانت قوات الاحتلال، قد أصدرت أمس الأحد، أمر إخلاء جديد لمناطق واسعة من دير البلح، أعقبه حركة نزوح للمواطنين تواصلت الليلة الماضية باتجاه مناطق أخرى.
ومنذ الثاني من آذار/ مارس 2025، تغلق قوات الاحتلال جميع المعابر مع قطاع غزة وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
يذكر أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أسفر حتى الآن عن استشهاد 58,895 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 140,980 آخرين، في حصيلة غير نهائية، حيث ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
مقتل جندي إسرائيلي
أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب، مقتل جندي ” وهو عنصر في الكتيبة 13 من لواء ’غولاني’، في معركة جنوبيّ قطاع غزة”.
وأضاف أنه “في الحدث ذاته، أصيب ضابط قتالي في الكتيبة 13 من لواء غولاني، بجروح خطيرة”، فيما لفتت تقارير إسرائيلية إلى أن القتيل، قُتل إثر “حادث عمليّاتيّ”.
مفاوضات وقف إطلاق النار
أكدت حركة حماس، مساء الإثنين، أنها تبذل “كل الجهود والطاقات على مدار الساعة لإنهاء المعاناة المتفاقمة” في قطاع غزة، معتبرة أن ذلك “يشكّل أولوية قصوى لقيادة الحركة في تحرّكها المتواصل مع الوسطاء، والدول، وكافة الجهات المعنية”.
وشددت الحركة، في بيان صدر عنها، أن جهودها تهدف إلى “وقف المجاعة ووقف هذه الحرب الإجرامية”، على حدّ وصفها. وأضافت الحركة أن الاحتلال “يمارس الابتزاز من خلال ارتكاب المجازر بحق أبناء شعبنا”.
وقال إن جرائم الاحتلال تأتي ضمن “محاولة يائسة لانتزاع مواقف لم يتمكّن من فرضها على طاولة المفاوضات”، وشددت على أنها “ماضية بمسؤولية وعقلانية، وبأقصى سرعة ممكنة، في استكمال المشاورات والاتصالات مع القوى والفصائل الفلسطينية”.
وقالت حما إن الهدف من هذه الجهود هو “الوصول إلى اتفاق مشرّف يفضي إلى وقف العدوان، وإنهاء الإبادة الجماعية، وتحقيق أهداف شعبنا في الإعمار، ورفع الحصار، وضمان حياة كريمة لأهلنا في قطاع غزة”.
إسرائيل تصعّد للضغط على حماس وتتمسك بخرائط الانسحاب
وعلى صلة، أشارت التقارير الإسرائيلية، مساء الإثنين، إلى أن المفاوضات في الدوحة بشأن صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، تشهد جمودًا في ظل “مماطلة” الحركة في الرد على المقترَح المعروض، فيما تسعى إسرائيل إلى تعزيز الضغط العسكري لدفع المفاوضات قدمًا.
ونقلت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”) عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن إسرائيل “لن تتنازل أكثر في ما يتعلق بخريطة الانسحاب العسكري المقترحة خلال فترة التهدئة، وعلى حماس أن تقبل بها كي يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار”.
وأضافت القناة أن الوسطاء يبذلون جهودًا لإقناع حماس بالرد الإيجابي، “لكن دون جدوى حتى الآن”، على حد تعبير القناة، في حين تعمل إسرائيل على “زيادة الضغط الميداني لدفع الأمور نحو تقدم”، فيما أشارت القناة إلى أن إسرائيل لم تقدم ردا رسميا كذلك على مقترح الوسطاء.
وبحسب القناة، بدأت قوات الاحتلال خلال الساعات الماضية تنفيذ توغل بري في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، للمرة الأولى منذ بدء الحرب، وذلك رغم التقديرات الإسرائيلية السابقة التي امتنعت عن التوغل في محيط المخيمات خشية وجود أسرى.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن القوات الإسرائيلية “تعمّق التوغل البري وتخوض اشتباكات داخل دير البلح”، مضيفة أن “مقاتلي حماس يرزحون تحت ضغط متزايد ويُدفعون إلى خارج المناطق التي يسيطرون عليها”.
في السياق نفسه، أفادت القناة 13 العبرية بأن أعضاء الوفد الإسرائيلي أجروا، اليوم الإثنين، محادثات مع الوسطاء في الدوحة دون عقد أي “لقاءات تقارب” مع الجانب الفلسطيني. وبحسب مصادر مطلعة، فإن حماس لم تقدّم بعد ردها على المقترح.
وأشارت إلى ما وصفته بـ”خلافات داخلية” في صفوف الحركة، على حد تقدير القناة، رغم ما وصفته بـ”تنازلات إسرائيلية جوهرية” تتصل بخريطة الانسحاب خلال التهدئة المقترحة والتي قد تصل إلى 60 يوما.
ونقلت القناة عن مصدر إسرائيلي أن “المفاوضات تمر بمرحلة صعبة، ولا نشهد أي تقدم فعلي”، لافتًا إلى أن إسرائيل باتت تشك في إمكانية إبرام الصفقة خلال الأسبوع الجاري.
واعتبر التقرير أن أحد المؤشرات على ذلك هو عدم انضمام المبعوث الأميركي، ستيف وِيتكوف، إلى المباحثات حتى الآن، في حين يُرجّح أن يتم ذلك فقط في حال حدوث “اختراق ملموس”.
في المقابل، ذكرت مصادر فلسطينية أن “أي مرونة إضافية من جانب إسرائيل في ما يخص الخرائط يمكن أن تسرّع الوصول إلى اتفاق”. وأشارت إلى وجود “ضغط أميركي على إسرائيل لإبداء ليونة في مسألة الانسحاب من غزة”، من دون تقديم تفاصيل إضافية.
وأفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” (واينت) بأن إسرائيل والوسطاء لا يزالون ينتظرون الرد الرسمي من حماس، في حين اتهمت مصادر إسرائيلية الحركة بـ”المماطلة ومحاولة تعظيم شروط الصفقة، ما يعيق إحراز تقدم”، بحسبها.
وأضاف مصدر مطلع: “نحن في نفس النقطة، لم يتحقق أي تقدم”، مشيرًا إلى أن “استمرار التأخير” من جانب حماس يزيد الشكوك الإسرائيلية في إمكانية التوصل إلى اتفاق قريبًا.
وفي ظل هذه الأجواء، نقلت القناة 13 عن مصدر إسرائيلي قوله إنه طرأ “تقدم ما” في قضية قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم ضمن الصفقة، وإن تمّ التوصل إلى اختراق أكبر فقد يُكلَّف الوزير رون ديرمر، المقرّب من رئيس الحكومة، بالتوجه إلى الدوحة للمشاركة في الجولة النهائية، رغم أن القرار لم يُتخذ بعد.
من جهتها، عبّرت مصادر مصرية عن “إحباط متزايد” من مسار المفاوضات، ووصفت العملية بأنها “حلقة مفرغة”، في ظل أزمة ثقة بين الأطراف. وذكرت المصادر أن الوضع في غزة “كارثي”، محذّرة من أن “كل يوم إضافي من دون تهدئة يزيد من حجم الكارثة”، وطالبت واشنطن بالتدخل العاجل للضغط على إسرائيل من أجل تسهيل دخول المساعدات.
وفي موازاة ذلك، علّقت 25 دولة على الأوضاع في القطاع برسالة مشتركة طالبت بوقف فوري للحرب وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية، متهمة إسرائيل بتجويع السكان ومنع وصول الغذاء والماء، ومحذّرة من أن “نقل السكان إلى مناطق إنسانية بديلة” يعد “خرقًا للقانون الدولي”.
وفي تل أبيب، علّق نشطاء مطالبون بعودة الأسرى لافتات ضخمة على مدخل مكتب نتنياهو، كتبوا عليها: “نُنهي الحرب الآن! نعيد الجميع إلى البيت!”، مؤكدين أن “غالبية الشعب تريد إنهاء الحرب وعودة الأسرى، وعلى رئيس الحكومة أن يقود عملية التعافي بدلًا من التحريض”.