أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ698 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.

وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.

في اليوم الـ170 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.

استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.

وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.

ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” واتباع “سياسة تجويع ممنهجة”، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو “احتلال كامل لقطاع غزة”.

وأعلنت الأمم المتحدة، رسميا، المجاعة في غزة، في أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط، وقال خبراؤها إن 500 ألف شخص يواجهون جوعا “كارثيا”. وبعد أشهر من التحذيرات بشأن الوضع الإنساني واستشراء الجوع في القطاع الفلسطيني، أكّد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي ومقره في روما، اليوم، أن محافظة غزة التي تغطي نحو 20% من قطاع غزة، تشهد مجاعة.

استشهد أكثر من 110 أشخاص بينهم أطفال ومنتظرو مساعدات، جرّاء قصف وغارات شنّها جيش الاحتلال الإسرائيليّ على قطاع غزة، يوم الثلاثاء، فيما كثّفت قوات الاحتلال استهداف مدينة غزة، بما في ذلك قصف بنايات سكنيّة على رؤوس أصحابها.

ارتفاع حصيلة الضحايا

 أعلنت مصادر طبية، يوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 63,633، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأضافت المصادر الطبية أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 160,914، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 76 شهيدا، و281 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 11,502 شهيد، و48,900 مصاب.

وأوضحت أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية 12 شهيدا، والإصابات 90، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 2,306، والإصابات إلى 16,929.

وسجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، 13 حالة وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، بينها 3 أطفال ليرتفع العدد الإجمالي إلى 361 حالة وفاة، من ضمنها 130 طفلا.

مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى

 أفادت مصادر طبية بارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة، منذ فجر يوم الثلاثاء، إلى 112 شهيدا، من بينهم 24 شهيدا من منتظري المساعدات.

وذكرت المصادر أن 36 شهيدا وصلوا إلى مستشفى الشفاء، و5 شهداء إلى عيادة الشيخ رضون، و13 شهيدا إلى مستشفى الأهلي العربي “المعمداني”، و12 شهيدا إلى مستشفى العودة، و6 شهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى، و40 شهيدا إلى مستشفى ناصر.

وفي آخر المجازر، استشهد 7 مواطنين برصاص الاحتلال الإسرائيلي أثناء انتظارهم المساعدة جنوب مدينة خان يونس، جنوب القطاع.

كما استشهد مواطنان وأصيب آخرون باستهداف طائرات الاحتلال تجمعا للمواطنين قرب المستشفى الأردني بحي تل الهوا، جنوب غرب مدينة غزة.

واستشهد مواطن وأصيب آخرون في استهداف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة الطبش في منطقة أبو اسكندر بحي الشيخ رضوان، كما استشهد مواطن وأصيب آخرون جراء غارتين من طائرات الاحتلال المسيّرة على حي الصبرة جنوب مدينة غزة، بالتزامن مع قصف من مدفعية الاحتلال استهدف الحي.

وأعلن مستشفى السرايا التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وصول 5 إصابات جراء استهداف الاحتلال للمواطنين في شارع المغربي بحي الصبرة.

واستشهد مواطن وأصيب آخرون، باستهداف طائرات الاحتلال شقة سكنية جنوب الجامعة الإسلامية، جنوب غرب مدينة غزة. كما استشهد مواطن بنيران الاحتلال شرق دير البلح وسط القطاع.

 سجّلت مصادر طبية في قطاع غزة، 13 حالة وفاة، بينها 3 أطفال، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، خلال الساعات الـ24 الماضية.

وبذلك، يرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 361 شهيدًا، من بينهم 130 طفلًا.

ومنذ إعلان تصنيف المجاعة في قطاع غزة من (IPC) بتاريخ 22 أغسطس 2025، سُجّلت 83 حالة وفاة، من بينها 15 أطفال.

وترتكب إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة 63 ألفا و633 شهيدا، و160 ألفا و914 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 361 فلسطينيا بينهم 130 طفلا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شاركها.