مجازر متواصلة.. عشرات الشهداء والجرحى في قطاع غزة وجيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء جديدة

أمد/ غزة: استُشهد عدد من الأهالي في قصف إسرائيليّ على حيّ الشجاعيّة شرقيّ مدينة غزة، مساء الأحد، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، أن صاروخا بالستيًّا أُطلق من اليمن صوب البلاد، مشيرا إلى أنه “يبدو أنه اعتُرض بنجاح”، وذلك بعد وقت وجيز مكن إعلانه أنه يجري التحقق من نتيجة محاولة اعتراض صاروخين، فيما عُلّق هبوط الطائرات في مطار بن غوريون بشكل مؤقت، قبل أن يعود للعمل كالمعتاد لاحقا.
وأكّدت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن 19 صاروخا باليستيا قد أطلقها الحوثيون صوب إسرائيل، منذ استئناف تل أبيب الحرب على غزة.
وذكرت أنه لأوّل مرة منذ أكثر من أسبوعين، دوت صافرات الإنذار بالبلاد، بعد إطلاق صاروخ باليستيّ من اليمنـ لافتة إلى أنه “خلال الأسبوعين الماضيين، أطلق الحوثيون 5 صواريخ سقطت في طريقها للبلاد، ولم تتسبب في إطلاق إنذارات”.
يأتي ذلك فيما يواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة لليوم الـ29 على التوالي، وذلك منذ تنصله من اتفاق وقف إطلاق النار في 18 آذار/ مارس الماضي. وتأتي هذه الهجمات في وقت تتواصل فيه المساعي الدبلوماسية والجهود الوسيطة للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، وإبرام صفقة تبادل أسرى.
واستهدف الجيش الإسرائيلي، الأحد، مبنى الاستقبال والطوارئ في المستشفى المعمداني بمدينة غزة، ما تسبب في وضع مأساوي داخل المستشفى المكتظ بالجرحى والمرضى. وأُجبرت الطواقم الطبية والنازحون على إخلاء المبنى، ونقل المرضى على أسرتهم إلى مناطق أكثر أمانا، وسط حالة من الفوضى والذعر.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 50,944، والإصابات إلى 116,156 منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأفادت مصادر طبية، بأن من بين الحصيلة 1,574 شهيدا، و4,115 مصابين منذ 18 آذار/ مارس.
وقالت، إن 11 شهيدا، و111 مصابا وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأوضحت أن عددا من الشهداء ما زالوا تحت أنقاض المنازل والمنشآت المدمرة، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والطواقم المختصة الوصول إليهم، بسبب قلة الإمكانيات.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد أربعة مواطنين وأصيب آخرون، مساء يوم الأحد، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على خان يونس وبيت لاهيا ومدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن مواطنين استشهدا وأصيب آخرون إثر غارة إسرائيلية استهدفت خيمة تؤوي نازحين في منطقة أصداء شمال غربي مدينة خان يونس جنوب القطاع، فيما استشهد شاب جراء انفجار جسم من مخلفات الاحتلال في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع،
وشرق مدينة غزة، استشهد المواطن وسيم نافذ العجلة جراء قصف إسرائيلي استهدف حي الشجاعية.
استُشهد مواطنان وأُصيب آخرون، مساء يوم الأحد، جراء قصف شنّته طائرات الاحتلال استهدف منتجعًا في منطقة المواصي غرب خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
كما أفادت مصادر محلية بإصابة خمسة مواطنين جرّاء قصف نفذته قوات الاحتلال على ورشة في منطقة عسقولة جنوب شرق مدينة غزة.
استشهد مواطن وأصيب آخرون، مساء اليوم الأحد، في استهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين بحي السلاطين في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
استشهد 14 مواطنا، وأصيب آخرون، مساء يوم الأحد، بعد قصف طيران الاحتلال مناطق في جباليا وخان يونس في قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 5 مواطنين، وإصابة آخرين بجروح مختلفة، بعد قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة منون في منطقة الجرن بجباليا البلد شمال قطاع غزة.
كما استشهد 3 مواطنين بينهم امرأة في قصف طيران الاحتلال خيمة في منطقة المواصي في خان يونس جنوب القطاع، واستشهد 3 آخرين، وأصيب عدد آخر جراء قصف مسيرة إسرائيلية مجموعة من المواطنين في منطقة المنارة جنوب شرق مدينة خان يونس.
واستشهد ثلاثة مواطنين وأصيب عدد آخر جراء استهداف ارض زراعية في بلدة عبسان شرق خان يونس.
ونفذ جيش الاحتلال عمليات نسف في المناطق الشرقية لحي الشجاعية شرق غزة.
استشهد ثلاثة مواطنين، وأصيب آخرون، ظهر يوم الأحد، في قصف طائرات الاحتلال الحربية مدينة دير البلح، وجباليا وسط، وشمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد المواطنين الثلاثة، وإصابة آخرين، في قصف طائرات الاحتلال مبنى في دير البلح.
وأضافت المصادر ذاتها، أن عددا من المواطنين أصيبوا بجروح مختلفة، جراء قصف الاحتلال منزلا في منطقة الجرن بجباليا البلد شمال قطاع غزة.
استشهد وأصيب عدد من المواطنين، منذ فجر اليوم الأحد، جراء قصف الاحتلال المتواصل على أنحاء متفرقة في قطاع غزة.
وأفادتمصادر طبية، باستشهاد سيدة في إطلاق نار من مسيّرة في جباليا البلد شمال القطاع.
ونقلا عن المصادر ذاتها، استشهد سبعة مواطنين، في قصف الاحتلال مركبة مدنية على شارع الرشيد في محيط محطة التحلية في مدينة دير البلح وسط القطاع.
كما استشهد مواطنون، وأصيب آخرون، في قصف طائرات الاحـتلال مدرستي سعد بن معاذ شرق التفاح، والدحيان في الشيخ رضوان، اللتان تؤويان نازحين.
وبذلك يرتفع عدد الشهداء، بحسب مصادر طبية، الى أكثر من 40 شهيدا في غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة منذ فجر اليوم.
قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، فجر يوم الأحد، مبنى المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في مدينة غزة، وأخرجته عن الخدمة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طيران الاحتلال قصف بصاروخين مبنى الاستقبال، ما أدى إلى تدميره وإلحاق أضرار بالغة، واشتعال النيران في أقسام الاستقبال والطوارئ والمختبر والصيدلية.
ووفق شهود عيان، فإن جيش الاحتلال كان قد هدد بقصف المستشفى قبل استهدافها، وأمهل الموجودين فيه من مرضى وجرحى وطواقم طبية بإخلائه قسرا خلال 18 دقيقة، ما حال دون توفير أي رعاية طبية لمن تستدعي حالتهم ذلك، حيث أجبر عشرات الجرحى والمرضى على مغادرته، وافتراش الشوارع المحيطة به، في ظل أجواء البرد القارس.
وقد تسبب هذا القصف بإخراج المستشفى عن الخدمة بالوقت الحالي، ولم يعد قادرا على استقبال المصابين جراء غارات الاحتلال المتواصلة على القطاع.
ويُقدّم المستشفى خدماته الصحية لأكثر من مليون مواطن في محافظتي غزة وشمالها، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية بفعل الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتعمد استهداف المستشفيات، والمراكز الصحية.
تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال سبق ودمّر عمدًا 34 مستشفى، وأخرجها عن الخدمة في إطار خطة ممنهجة للقضاء على ما تبقى من القطاع الصحي في قطاع غزة، وكذلك استهدف العشرات من المراكز الطبية والمؤسسات الصحية في انتهاك فاضح لكل المواثيق الدولية واتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المنشآت الطبية”.
وكان مستشفى المعمداني قد شهد واحدة من أبشع مجازر الجيش الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على القطاع، بعد قصفه لها في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلال تواجد المئات من النازحين والمرضى والجرحى بداخله، ما أسفر عن استشهاد 471 مواطنا، وإصابة المئات.
والمستشفى المعمداني في غزة يقع على الأطراف الشمالية لحي الزيتون جنوب مدينة غزة، وتُديره الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، ويُعد من أقدم مستشفيات المدينة حيث تأسس عام 1882.
وتحول المعمداني إلى أهم مستشفى في مناطق شمال قطاع غزة، بعد الدمار الكبير الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي بمجمع الشفاء الطبي والمستشفيين الإندونيسي وكمال عدوان، خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من 18 شهرا.
ويستقبل المستشفى يوميا عشرات الإصابات جراء الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي يتعرض لها القطاع منذ خرق وقف إطلاق النار في 18 مارس/ آذار الماضي.
اعتقال المسعف أسعد النصاصرة عقب استهدافه وزملاءه في رفح
أعلنت جمعية الهلال الأحمر، يوم الأحد، أنه تم ابلاغها عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن المسعف أسعد النصاصرة، معتقل لدى سلطات الاحتلال، حيث كان مصيره مجهولا عقب استهدافه برفقة مسعفي الجمعية في رفح.
وطالبت في بيان، المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال للإفراج الفوري عن الزميل المسعف النصاصرة، الذي اختطف قسرا أثناء تأدية مهامه الإنسانية، بعد أن تعرض وزملاءه لإطلاق نار كثيف، أدى الى استشهاد ثمانية منهم في انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني.
وقد أعلنت جميعة الهلال الأحمر بتاريخ 30/3/2025 استشهاد ثمانية من مسعفيها، استهدفهم جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني عند توجههم إلى منطقة الحشاشين في رفح جنوب قطاع غزة، لتقديم خدمات الإسعاف الأولي لعدد من المصابين جراء قصف قوات الاحتلال المنطقة، بتاريخ 23/3، حيث كان مصير المسعف التاسع وهو النصاصرة مجهولا، كما تم انتشال ستة من طواقم الإنقاذ وأحد الموظفين التابعين للأمم المتحدة.
والشهداء المسعفون، هم: مصطفى خفاجة، وعز الدين شعت، وصالح معمر، ورفعت رضوان، ومحمد بهلول، وأشرف أبو لبدة، ومحمد الحيلة، ورائد الشريف، ما يرفع عدد شهداء الجمعية في القطاع إلى 27 شهيدا استهدفهم الاحتلال أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
أوامر إخلاء جديدة
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، إجبار آلاف المواطنين في عديد المناطق من قطاع غزة على النزوح قسرا إلى مناطق أخرى، وهذه المرة جدد أوامر النزوح لعدد من الأحياء في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وطالب جيش الاحتلال عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد، “الموجودين في مناطق خان يونس وفي الأحياء: قيزان النجار، قيزان ابو رشوان، السلام، المنارة، القرين، معن، البطن السمين، جورت اللوت، الفخاري وأحياء بني سهيلا الجنوبية” مطالبا إياهم بالانتقال بشكل فوري غرباً إلى مراكز الإيواء المعروفة في المواصي على حد زعمه.
وتفتقر أغلبية مساحة “المنطقة الإنسانية” إلى البنية التحتية، ولا تتوفر فيها مياه، ولا مرافق خدماتية، نظرا لكونها مناطق غير مأهولة، وتشهد أزمات صحية وبيئية، وتنتشر فيها الأمراض، والأوبئة.
وتجد العائلات النازحة صعوبات جمة في نقل كبار السن والمرضى، واحتياجاتهم الأساسية، خاصة أن الاحتلال يمنع التحرك بالمركبات.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي عصر يوم الأحد، أن سلاح الجو اعترض صاروخا أطلق من قطاع غزة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، ما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في رعيم .
استراتيجية جيش الاحتلال لإجبار الفلسطينيين على مغادرة غزة
يعمل جيش الاحتلال الإسرائيلي على توسيع عملياته البرية إلى عمق غزة، مستهدفًا إنشاء منطقة عازلة كبيرة بين القطاع والمستوطنات، ودفع مئات الآلاف من المدنيين إلى منطقة أصغر حجمًا على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وبحسب إحصاء CNN، أصدر الجيش الإسرائيلي 20 أمراً بالإجلاء منذ 18 مارس/آذار، شملت أجزاء كبيرة من غزة، بما في ذلك رفح بأكملها في الجنوب، وإجمالاً، ووفقاً للأمم المتحدة، فقد طُلب من حوالي 400 ألف شخص الانتقال خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، حيث يكثف الجيش الإسرائيلي جهوده لإجبار حماس على تحرير الرهائن الإسرائيليين.
وخلال هذه العملية، أصبح جزء كبير من غزة غير صالح للسكن أو خارج الحدود، حيث اكتظت شوارع مدينة غزة بموجات من المدنيين الفارين يوم الجمعة، حاملين ما استطاعوا حمله أثناء مغادرتهم لأجزاء أخرى من وسط وشمال غزة.
وشاهد أحد النازحين، رائد رضوان، مئات الأشخاص الآخرين يدخلون حي الشيخ رضوان واصفاً إياه بأنه “امتلأ بالكامل بالخيام والعائلات النازحة.” وقال لشبكة CNN: “أرى الخيام والناس يصطفون على جانبي الطريق في ظروف مفجعة، والجرافات تزيل أنقاض المنازل التي قصفت لإفساح المجال لمزيد من الخيام.”
وقال حاتم عبد السلام، من مدينة غزة أيضاً، لـCNN إنه لا يستطيع وصف ما نعانيه بسبب القمامة والذباب والبعوض والحشرات الغريبة، فهي في كل مكان بسبب النفايات المتراكمة في الشوارع، وأضاف: “ترى خيام النازحين في كل مكان، حتى بين أكوام القمامة، بسبب ضيق المكان”.” قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يوم الجمعة أن أكثر من ثلثي قطاع غزة الآن إما تحت أوامر النزوح الفعلية أو تم تصنيفها كمناطق “محظورة” وهي مناطق يُطلب فيها من فرق العمل الإنساني تنسيق تحركاتها مع السلطات الإسرائيلية.
وفي المجمل، ووفقًا للأمم المتحدة، أمر الاحتلال نحو 400 ألف فلسطيني من مغادرة القطاع، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وأصبح جزء كبير من غزة غير صالح للسكن أو محظورًا.
واكتظت شوارع مدينة غزة بموجات من المدنيين الفارين، أمس الأول الجمعة، حاملين ما استطاعوا من مؤن في أثناء مغادرتهم أجزاء أخرى من وسط وشمال القطاع.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، أمس الأول الجمعة، إن أكثر من ثلثي قطاع غزة أصبح الآن، إما تحت أوامر النزوح النشطة، أومصنفًا كمناطق “محظورة” وهي مناطق يتعين على الفرق الإنسانية تنسيق تحركاتها فيها مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وتتمثل الاستراتيجية الإسرائيلية، التي وضعها وزير الدفاع إسرائيل كاتس، في إخلاء أجزاء كبيرة من غزة ومعاملة كل من يبقى فيها كمقاتل.
وقال “كاتس” خلال زيارة إلى غزة، الأسبوع الماضي: “يتم الاستيلاء على العديد من المناطق وإضافتها إلى المناطق الأمنية، ما يجعل غزة أصغر وأكثر عُزلة”.
وتحدث “كاتس” عن تقسيم غزة إلى أجزاء، والسيطرة على ممر موراج، بين رفح الفلسطينية وخان يونس.
ويشير ممر موراج إلى مستوطنة موراج اليهودية المُفككة جنوب غزة، التي كانت قائمة بين خان يونس ورفح.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأول الجمعة، أنه باحتلال الممر، اكتمل تطويق رفح الفلسطينية.
ونقلت “سي إن إن” عن مصدر مطلع، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط للسيطرة على جزء كبير من غزة لفترة “غير محددة”.
ولفتت الشبكة إلى أن جيش الاحتلال يستهدف جعل الحياة لا تُطاق بالنسبة لسكان غزة، الذين يتكدسون في جيب من الأرض يصغر حجمه باستمرار دون مأوى مناسب، ما يجبرهم على مغادرة القطاع.
وأشار “كاتس” إلى ذلك عندما قال: “نحن نعمل على المضي قدمًا في خطة الهجرة الطوعية لسكان غزة، وفقًا لرؤية الرئيس الأمريكي”.
وفي البيت الأبيض، الاثنين الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل “تمكن شعب غزة من الاختيار بحرية للذهاب إلى أي مكان يريدونه”.
وبالنسبة للمدنيين، تفاقمت معاناة البؤس المتواصلة على مدى الشهور الـ18 الماضية، لا سيما مع انقطاع المساعدات عن غزة لمدة 6 أسابيع.
وقالت “أوتشا”، أمس الأول الجمعة، إن “الملاجئ المكتظة في حالة مزرية، ومقدمو الخدمات يكافحون من أجل العمل، والموارد تستنزف”.
وأضاف المكتب الأممي، أن “كل شيء أصبح على مستوى منخفض للغاية، فقد أغلقت المخابز أبوابها، ونفدت الأدوية المنقذة للحياة، وانخفض إنتاج المياه بشكل كبير”.
وتابع: “العديد من جهوده لتوزيع ما تبقى من المساعدات داخل غزة تتعرض لعرقلة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي”.
وتقول وزارة الصحة في غزة، إن 37% من الأدوية الأساسية نفدت تمامًا من المخزون، إضافة إلى أكثر من 50% من أدوية السرطان.
وتقول الأمم المتحدة وعدد من المنظمات غير الحكومية، فضلًا عن المدنيين في غزة الذين تحدثوا لـ”سي إن إن”، إن الجوع ينتشر.
وفرض جيش الاحتلال الحصار، مارس الماضي، للضغط على حماس لقبول شروط جديدة لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار المبرم يناير 2025.
وتحدثت “سي إن إن” مع عدد قليل من عشرات الآلاف من النازحين، الذين قالوا إنهم “منهكون ومشوشون، محتارون بين الامتثال لأوامر الإخلاء أو البقاء في منازلهم”.
ووصل فيصل جمال فيصل 30 عامًا من حي الشجاعية وسط قطاع غزة، إلى مدينة غزة حاملًا القليل من الأمتعة.
وقال “فيصل”: “بينما كانت مسيّرات الاحتلال تُحلق في السماء، بقي في منزله رغم صدور أمر واحد بالمغادرة، ثم تم قصف مبنى مجاور، واستشهد العديد من الأشخاص، ثم صدر أمر إخلاء آخر، فغادر”.
وأضاف محاطًا بثمانية من أفراد عائلته، خمسة منهم أطفال: “لا نعرف إلى أين نحن ذاهبون، ولا إلى أين تأخذنا أقدامنا. لقد تركنا كل شيء خلفنا”. وأشار إلى أطفاله وسأل: “ماذا رأوا من الحياة، لا تعليم، ولا لعب، ولا إحساس بالطفولة؟”.
وتقول مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن الضربات الإسرائيلية أدت إلى تقليص المأوى المتاح، إذ تشير الحسابات إلى أنه في الأسابيع الثلاثة منذ 18 مارس، “وقعت نحو 224 حادثة من الضربات الإسرائيلية على المباني السكنية والخيام للنازحين داخليًا”.
وأضاف مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في بيان: “نحو 36 ضربة جوية، كانت الوفيات المسجلة من النساء والأطفال فقط”.
“الصحة العالمية”: يجب حماية المرضى والعاملين في المجال الصحي ورفع الحصار عن المساعدات لغزة
أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، أنه يجب حماية المرضى والعاملين في المجال الصحي ورفع الحصار عن المساعدات لقطاع غزة.
وأضاف جيبريسوس، في تصريح صحفي، مساء اليوم الأحد، أن المستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة توقف عن العمل بعد الهجوم الإسرائيلي عليه فجر اليوم.
وقال إن “مدير المستشفى الأهلي بغزة أبلغنا بوفاة طفل بسبب انقطاع الرعاية”، مشددا على أن المستشفيات محمية بموجب القانون الدولي، وأنه يجب وقف الهجمات على المنشآت الصحية.
وكانت طائرات الاحتلال الإسرائيلي قد قصفت فجر اليوم مبنى الاستقبال في المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) بمدينة غزة، بصاروخين، ما أدى إلى تدميره وإلحاق أضرار بالغة واشتعال النيران في أقسام الاستقبال والطوارئ والمختبر والصيدلية.
مفاوضات وقف إطلاق النار
أعلنت حركة حماس، توجَّه وفدها المفاوض، برئاسة الدكتور خليل الحية، يوم السبت إلى العاصمة المصرية القاهرة، تلبيةً لدعوة مصر ، حيث سيتم الاجتماع والمتابعة مع الوسطاء من قطر ومصر، في إطار مواصلة الجهود والمساعي الهادفة إلى التوصّل لاتفاق ووقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
ونؤكد في حركة حماس أننا نتعامل بإيجابية مع أيّ مقترحات تضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، والتوصّل إلى صفقة تبادل جادّة.