مجازر متواصلة.. شهداء في غارات على مناطق متفرقة وانهيار تامّ وشيك للاستجابة الإنسانية

أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي هجماته الجوية والبرية المكثفة على مختلف مناطق قطاع غزة، وسط ارتكاب مجازر بحق المدنيين والنازحين، واستمرار سياسة التجويع التي تصفها جهات حقوقية بأنها ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
استشهد أكثر من 35 شخصا، بينهم أطفال، بغارات إسرائيلية وقصف على قطاع غزة، الجمعة، فيما أعلن الحوثيون في اليمن، استهداف قاعدة جوية شرق مدينة حيفا، بينما تتزايد التحذيرات من تفاقم أزمة الجوع إلى مستويات خطيرة، في اليوم الـ46 من استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تشير فيه تقارير عسكرية إسرائيلية إلى استعداد الجيش لتوسيع عملياته البرية في عدة مناطق من القطاع، بهدف إحكام السيطرة على أراضٍ جديدة، فيما تقول مصادر إسرائيلية إن الهدف من هذا التصعيد هو “الضغط على حركة حماس ودفعها للعودة إلى طاولة المفاوضات”.
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلنت مصادر طبية، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 52,418، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 118,091، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد طفل وشاب، مساء يوم الجمعة، إثر قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيي الزيتون والشجاعية بمدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية، باستشهاد الطفل عون نزار الديب، وإصابة جده عون الديب، إثر قصف الاحتلال على شارع السكة في حي الشجاعية شرق غزة.
كما استشهد مواطن، وأصيب آخرون بجروح، إثر قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي “بركسا” بحي الزيتون جنوب مدينة غزة.
استشهد 11 مواطنا بينهم طفلان وشقيقان، وأصيب العشرات بجروح، غالبيتهم خطيرة، إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلا، ومركز خدمات بقطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن 8 مواطنين استشهدوا، وأصيب العشرات بينهم نساء وأطفال، إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا مأهولا في جباليا البلد شمال قطاع غزة.
وأكد استشهاد 3 أطفال بينهم شقيقان، وإصابة عدد من المواطنين، في غارة من مسيرة إسرائيلية استهدفت مجموعة من المواطنين داخل خيمةً في نادي خدمات البريج وسط القطاع.
استشهد تسعة مواطنين وأصيب آخرون، يوم الجمعة، في قصف الاحتلال خيام النازحين في مواصي خان يونس، وتكية شمال مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرة مسيرة للاحتلال استهدفت خيام النازحين قرب مدينة أصداء الترفيهية شمال مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين.
وأضافت أن طائرة مسيرة قصفت تكية في محيط مفترق عبد العال بشارع الجلاء شمال مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد ستة مواطنين وإصابة آخرين.
استشهد سبعة مواطنين وأصيب آخرون، يوم الجمعة، في قصف الاحتلال بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرة مسيرة للاحتلال قصفت بيت عزاء قرب منطقة النادي في بيت لاهيا، ما أدى لاستشهاد سبعة مواطنين.
وقصفت مدفعية الاحتلال منطقتي الفراحين والسناطي شرق عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، بالتزامن مع إطلاق وابل من الرصاص الحي.
كما استشهد الطفل مراد علاء أبو مغصيب 5 سنوات جراء إصابته في قصف الاحتلال أمس منطقة البركة بدير البلح.
استشهد أربعة مواطنين، بينهم طفل، يوم الجمعة، في قصف الاحتلال خان يونس.
وأفادت مصادر محلية، باستشهاد مواطن في قصف استهدف مجموعة من المواطنين في شارع الطينة جنوب شرق خان يونس.
وأضافت أن طائرة مسيرة للاحتلال قصفت منطقة قيزان النجار جنوب شرق خان يونس، ما أدى لاستشهد ثلاثة مواطنين بينهم الطفل رشيد محمد رشيد النجار.
وفي قيزان النجار أيضا، استشهد الشاب محمد سليمان مصطفى النجار، متأثرًا بجروح أُصيب بها في قصف استهدف منزل عائلته قبل أيام، ليلتحق بوالدته وشقيقه اللذين ارتقيا في القصف ذاته.
وفي رفح، أعلن عن استشهاد الشاب محمد أحمد أبو غالي، متأثرًا بجروح أُصيب بها في وقت سابق خلال قصف الاحتلال منطقة المواصي غرب خان يونس.
استشهد 9 مواطنين بينهم أطفال ونساء وأصيب آخرون، فجر يوم الجمعة، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلين وسط وشمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، باستشهاد مواطنين وإصابة آخرين جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا في محيط النادي الأهلي بحي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة.
وقصفت طائرات الاحتلال أراضٍ زراعية غرب بلدة بيت لاهيا، كما استهدفت طائرات استطلاع من نوع “كواد كابتر” مناطق في حي الزيتون وحي التركمان شرقي مدينة غزة.
وأضافت أن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزل المواطن خليل أبو زينة في مخيم البريج وسط قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد 7 مواطنين هم: خليل أبو زينة، وزوجته نعمة، وأحمد أبو زينة، وإسلام دهبش، والمسنة هدى فايد، إلى جانب شهيدين آخرين لم تُعرف هويتهما بعد.
واستهدفت مدفعية الاحتلال مناطق شرق مخيم البريج والمنطقة الشمالية من مخيم النصيرات.
وفي خان يونس، شنت طائرة مروحية للاحتلال غارة استهدفت شقة سكنية في حي الشيخ ناصر، ما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين، بينهم سيدة ورضيع. كما أصيبت أم وطفلان جراء غارة استهدفت منزلا في منطقة الشحايدة شرق بلدة عبسان الكبيرة،
وقصف طيران الاحتلال الحربي منزلا آخر في أطراف حي المنارة جنوب خان يونس.
وفي رفح، فجّرت قوات الاحتلال مربعات سكنية في منطقة مصبح شمال المدينة، في إطار عدوان متواصل يستهدف تدمير البنية التحتية وتشريد السكان.
مفاوضات وقف إطلاق النار
أفادت مصادر مصرية لقناة العربية مساء الجمعة بفشل التوصل إلى هدنة مؤقتة في غزة وإسرائيل تُصرّ على توسيع عملياتها العسكرية.
وأكدت المصادر أن إسرائيل أبلغت الوسطاء برفضها لمقترح وقف إطلاق النار في غزة وتراجعها عن الشروط التي تم التوافق عليها في الأيام الأخيرة.
وتابعت أن إسرائيل أبدت رغبتها في الإبقاء على وجود قواتها داخل القطاع حتى نهاية العام الجاري وتوسيع نطاق عمليتها العسكرية.
وأصدر مكتب نتنياهو بيانا مختصر نفى فيه رفض المقترح قائلا أن لا صحة للتقارير حول رفض إسرائيل للمقترح المصري مشيرا إلى أن حماس كانت ولا تزال تشكل العقبة أمام الاتفاق.
من جهة اخرى، ذكرت صحيفة إسرائيل اليوم أن محادثات التوصل إلى هدنة مؤقتة في قطاع غزة قد فشلت، في ظل إصرار إسرائيل على مواصلة عملياتها العسكرية وتوسيع نطاقها.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل أبلغت الوسطاء برفضها المقترح الأخير لوقف إطلاق النار، كما تراجعت عن الشروط التي تم التوافق عليها في وقت سابق خلال جولات التفاوض.
الموقف الإسرائيلي
وأضافت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية عبّرت عن رغبتها في الإبقاء على وجود قواتها داخل قطاع غزة حتى نهاية العام الجاري، ضمن خطة لتكثيف العمليات العسكرية.
وأشارت يسرائيل هيوم في موضع آخر، إلى أن «أعمال بناء كبيرة وغامضة للجيش الإسرائيلي تجري غربي رفح». موضحة أن هناك أعمال بناء منشأة ومد طرق وتغييرات على الأرض استنادًا على صور رصدتها الأقمار الاصطناعية.
ولم تعلن مصر وقطر اللتان تتوسطان في المحادثات عن أي تطورات بشأن أحدث جولة من المحادثات.
كان المسؤول الإعلامي بحماس طاهر النونو قد قال لرويترز يوم السبت إن الحركة منفتحة على هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل في غزة، مضيفا أن الحركة تأمل في حشد الدعم لهذا العرض بين الوسطاء.
واستأنفت إسرائيل هجومها على غزة في 18 مارس/آذار بعد انهيار اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم في يناير/كانون الثاني، قائلة إنها ستواصل الضغط على حماس حتى تُطلق سراح باقي المحتجزين في القطاع.
تحذيرات أممية
في تلك الأثناء، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، اليوم الجمعة، من أن حصار الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة سيقتل بصمت مزيداً من الأطفال والنساء يومياً.
جاء ذلك في منشور المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني على منصة إكس، قال فيه إن الأطفال والنساء والمسنين في غزة يعاقبون جماعياً، مع مرور شهرين من الحصار الخانق ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
كما حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الجمعة، من أنّ العمليات الإنسانية في قطاع غزة «على وشك الانهيار التام»، بعد شهرين من قرار إسرائيل منع دخول جميع إمدادات المساعدات إلى القطاع.
وقالت اللجنة في بيان «إذا لم تُستأنف إمدادات الإغاثة على الفور، لن تتمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الحصول على الغذاء والأدوية والإمدادات الأساسية التي تحتاج إليها لمواصلة الكثير من البرامج التي تديرها في غزة».
ومنذ الثاني من مارس/آذار، تمنع إسرائيل بشكل تام إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المنكوب، متهمةً حركة حماس بالاستيلاء على هذه الإمدادات التي كانت تصل أثناء الهدنة المبرمة في 19 يناير/كانون الثاني.
وتحذر الأمم المتحدة من أزمة إنسانية متفاقمة في القطاع الذي يقطنه 2.4 مليون نسمة، بينما تفتقر المنظمات الإنسانية العاملة في غزة إلى السلع الأساسية من غذاء ودواء.
حماس: الحركة قدمت رؤية تقوم على اتفاق شامل..وتقبل بحكومة مستقلين في غزة
أكدت حركة “حماس”، أنَّها تبذل جهودًا واتصالات مكثفة للضغط من أجل فتح المعابر ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة.
وفي بيان صادر عنها، جددت الحركة اتهامها إسرائيل بعرقلة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، مشددة على أنها قدمت “رؤية واضحة ومسؤولة تقوم على اتفاق شامل ومتزامن”.
وأعلنت “حماس” عن تأييدها لتشكيل حكومة من المستقلين في غزة لإدارة القطاع.
وفي سياق الأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع، أكدت الحركة أن “ما يجري في غزة هو جريمة إبادة جماعية وتجويع ممنهج”، محمّلة الإدارة الأمريكية والدول الداعمة لإسرائيل مسؤولية “المشاركة في هذه الجرائم”.
ووجهت “حماس” نداءً إلى الدول العربية بتفعيل قرارات القمم العربية.
وحذرت الحركة من أن غزة “تدخل مرحلة المجاعة الكاملة وسوء التغذية الحاد”، مؤكدة أن “الاحتلال يستخدم التجويع سلاح حرب ممنهج لإخضاع شعبنا”.
واستندت “حماس” بشأن ذلك إلى “تقارير ميدانية” تشير إلى أن “أكثر من مليون طفل في غزة يعانون الجوع”، مشيرة إلى أن “الأطفال يقتلون بنفاد الحليب لا بالقذائف فقط”، بينما يكتفي المجتمع الدولي بالإدانة.
واتهمت “حماس” حكومة الاحتلال بمواصلة “انقلابها الدموي على اتفاق وقف إطلاق النار”.
لا عملية عسكرية شاملة في قطاع غزة
أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن العملية العسكرية “القوة والسيف” ستتوسع لزيادة الضغط من أجل عودة الرهائن وانهيار حكم حماس، ومن المقرر أن يحشد الجيش قوات احتياط إضافية قريبًا.
وعلى الرغم من المناقشات الواسعة النطاق في إسرائيل حول الهدف الأساسي للحرب في هذه المرحلة، ومع إشارة رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى أن هزيمة حماس تأتي قبل إعادة الرهائن، فإن وجهة نظر رئيس أركان جيش الاحتلال زامير هي أن إعادة الرهائن هي الهدف الأساسي، وهزيمة حماس تأتي في المرتبة الثانية.
ويأتي بيان جيش الاحتلال ليكذب تصريح رئيس حكومة دولة الكيان، حول أن الرهائن ليسوا أولوية بل اسقاط حكم حماس.
وأوضح مصدر في جيش الاحتلال، أن عام 2025 سيكون أيضاً عام القتال، مع تركيز القتال في قطاع غزة ضد حماس، وضد إيران، رغم أنه لم يوضح ذلك. وأكد أن مهمات الجيش الإسرائيلي الأساسية هي إعادة المختطفين والقضاء على حماس.
وتتصدر قائمة الأولويات اثنتان من أهداف الحرب التي لم تتحقق بعد: إعادة الرهائن وإسقاط نظام حماس. وأكد المصدر أن “عودة المختطفين تتصدر القائمة”، رغم الأصوات المسموعة في الساحة السياسية.
المساعدات الإنسانية
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه سوف يسهل توزيع المساعدات، لكنه لن يقوم بتوزيعها بنفسه، وأضاف المصدر أن الجيش لن يسمح بحالة المجاعة في قطاع غزة، ولن نقبل بمحاولات حماس للسيطرة على المساعدات، وقد يتم استئناف تقديم المساعدات الغذائية في الوقت الذي تزيد فيه قوات الاحتلال عملياتها في غزة بشكل كبير.
وبناء على ذلك، فإن موقفه هو أن المجموعات الدولية والشركات الخاصة يجب أن تتولى توزيع المساعدات الغذائية، رغم أنه يعتقد أن من الأفضل ترك اختيار المجموعات التي ستقوم بتوزيع المساعدات للقيادة السياسية.
العفو الدولية: حصار إسرائيل لقطاع غزة عقاب جماعي وجريمة حرب
قالت منظمة العفو الدولية، يوم الجمعة، إن حصار إسرائيل لقطاع غزة عقاب جماعي، وجريمة حرب تتمثل في استخدام تجويع المدنيين سلاحا.
وأكدت المنظمة، أن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة يمثل جريمة حرب، ويشكل عقابا جماعيا غير قانوني بحق سكان القطاع.
وشددت المنظمة على أن هذا الحصار المدمر يجب أن ينتهي فورا، معتبرة أنه أحد أفعال الإبادة الجماعية وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.