مجازر متواصلة.. أكثر من 136 شهيدا الخميس ومفاوضات من دون تقدم بالدوحة

أمد/ غزة:يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد أهالي غزة لليوم الـ584 على التوالي، وسط استمرار ارتكابها لجرائم حرب ومجازر مروعة بحق المدنيين والنازحين.
وشن جيش الاحتلال غارات عنيفة على عدة مناطق في قطاع غزة أسفرت عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، غالبيتهم من النساء والأطفال، في مشهد يعكس التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد المناطق السكنية والمكتظة بالنازحين الفارين من المعارك.
طائرات الاحتلال قصفت منازل مأهولة بالسكان وخياما تؤوي نازحين في مناطق متفرقة من القطاع، تركزت بشكل خاص في مدينة خان يونس جنوب القطاع، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، وسط دمار واسع في البنية التحتية وممتلكات المواطنين.
وتأتي هذه المجازر ضمن تصعيد مستمر للعدوان الإسرائيلي، الذي لم يستثنِ الأطفال والنساء، في ظل أوضاع إنسانية كارثية يعانيها شعبنا في القطاع المحاصر
واستشهد أكثر من 136 مواطنا في غارات الاحتلال المتواصلة على قطاع غزة منذ فجر الخميس، من بينهم 83 شهيدا جنوب القطاع، و5 شهداء وسط القطاع، و11 شهيدا في مدينة غزة، و37 شهيدا شمال القطاع.
في الوقت ذاته لم تشهد المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، أي تقدم.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 53.010 شهيدا، و119,919 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأفادت مصادر طبية، بأن من بين الحصيلة 2.876 شهيدا، و7,957 مصابين، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، 82 شهيدا، و152 مصابا، ولا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض والركام، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
ووفق المصادر الطبية، فقد وصل عدد الشهداء منذ فجر يوم الخميس إلى 136 شهيدا، منهم عائلة شهاب في جباليا، والتي مسحت بشكل كامل من السجل المدني، حيث استشهد الأب والأم وأطفالهم.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد عدد من المواطنين، بينهم نساء، مساء يوم الخميس، إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، منازل وخيام للنازحين في قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية، إن المواطن محمد خالد الهمص (32 عاما) وزوجته بسنت ناجي الهمص (28 عاما) استشهدا، وجرح آخرون، غالبيتهم خطيرة، إثر استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي خيمة نازحين، في مخيم طبريا بمواصي خان يونس جنوبا، حيث تم انتشالهما من قبل طواقم الإسعاف في مستشفى الكويت التخصصي الميداني.
كما استشهد 3 مواطنين، وأصيب العشرات بجروح، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزل عائلة الأغا في بلدة القرارة شمال خان يونس جنوب القطاع.
كما استشهد مواطنان، وأصيب آخرون بينهم أطفال، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا بمنطقة العامودي شمال مدينة غزة.
وقالت مصادر محلية إن الوضع في بلدة الفخاري شرق خان يونس، ومحيط المستشفى الأوروبي صعب جدا، حيث ما زال القصف الإسرائيلي على المنطقة مستمرا، وهناك عشرات العائلات داخل منازلها، وسط انقطاع الاتصالات عنها، وما زال مصيرها مجهولا.
وأضاف أن مئات المصابين يصلون إلى المستشفيات تباعا، نتيجة استمرار القصف الإسرائيلي، بما يفوق قدرتها على الاستجابة، كما أن أعداد الشهداء مرشحة للارتفاع بسبب العدد الكبير من المصابين بجروح خطيرة، وسط قلة الإمكانيات الطبية.
استشهد عدد من المواطنين، بينهم رجل وزوجته، وجرح آخرون، إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، باستشهاد 3 مواطنين، في قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة أبو لحية في بلدة القرارة شمال خان يونس، والشهداء هم: نضال نعيم محمد أبو لحية، ورائد محمد حسن أبو لحية، وشام بسام سلمان أبو لحية.
وأكد استشهاد المواطن عبد الحي حمدان شراب، وزوجته هبة عبد الفتاح راشد فياض، في قصف منزلهما في القرارة، كما جرح آخرون في قصف مسيرة إسرائيلية على شارع رقم 2 في البلدة ذاتها.
وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي المسيرة، خيمة قرب نادي بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وشن الطيران الحربي غارة جوية على بلدة قاع القرين شرق خان يونس جنوبا.
استشهد عدد من المواطنين بينهم طفلان، وصحفي، وجرح آخرون، غالبيتهم من النساء والأطفال، إثر قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينتي غزة وخان يونس.
وأفادت مصادر محلية، باستشهاد 3 مواطنين، في قصف الاحتلال منزل عائلة العمور في بلدة الفخاري شرق خان يونس جنوب قطاع غزة بينهم سيدة، والشهداء هم: عودة محمد عوض العمور، ومحمد عودة محمد العمور، ومريم عبد الرحمن حسين العمور.
واستشهد 3 مواطنين، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال الإسرائيلي منزل يعود لعائلة نصر في شارع غزة القديم بجباليا البلد شمال قطاع غزة.
كما استشهدت الطفلة مريم عبد الرحمن حسين البريم، متأثرة بإصابتها في قصف سابق على مدينة خان يونس.
وأكدت مصادر محلية، استشهاد الصحفي أحمد الحلو في قصف إسرائيلي على مدينة خان يونس، فيما استشهد طفلان في قصف إسرائيلي لمنطقة العامودي شمال مدينة غزة.
وأصيب عدد من المواطنين بجروح، بينهم نساء وأطفال، في قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة البنا الواقع بمحيط مصنع الشروق للبطاريات في بلدة القرارة شمال خان يونس.
استشهد 15 مواطنا على الأقل بينهم أطفال ونساء وأصيب آخرون بجروح، يوم الخميس، في مجزرة ارتكبتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي إثر قصف مصلى وعيادة طبية بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، باستشهاد 15 مواطنا بينهم 11 طفلا وامرأة وإصابة آخرين بجروح غارة للاحتلال استهدفت مصلى التوبة وعيادة طبية بمنطقة الفاخوري بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، فيما استشهد مواطن في قصف الاحتلال منطقة السكة شرق مخيم جباليا.
وأضاف، أن مواطنين استشهدا وأصيب آخرون في قصف مسيرة للاحتلال مجموعة من المواطنين قرب مدينة حمد شمال غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
كما استشهد ثلاثة مواطنين بينهم شقيقان جراء قصف الاحتلال مجموعة من مواطنين بحي التفاح شرقي مدينة غزة.
ولفتت المصادر، إلى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين في قصف الاحتلال منزلا شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، كما استشهد مواطن في قصف من مسيرة للاحتلال على بلدة عبسان الكبيرة شرق المدينة، ومواطن آخر متأثرًا بجروح أصيب بها قبل أيام في بلدة القرارة شمال المدينة
استشهدت مواطنة على الأقل وأصيب آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الخميس، مربعا سكنيا في تل الزعتر شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال قصفت بصاروخين مربعا سكنيا في محيط مستشفى العودة بتل الزعتر.
وأشارت إلى أن غارات الاحتلال تسببت في أضرار مادية في المستشفى، الذي يعتبر آخر معقل طبي في محافظة شمال غزة.
ولفتت إلى أن المنطقة المحيطة بالمستشفى مدمرة بشكل شبه كامل بفعل قصف وغارات الاحتلال على المنطقة خلال العدوان المتواصل على قطاع غزة.
كما استشهد شقيقان جراء قصف مسيرة للاحتلال بلدة القرارة شمال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما قصف طيران الاحتلال سوبر ماركت القدرة محيط مستشفى غزة الأوروبي بالمدينة.
استُشهد، يوم الخميس، ستة مواطنين وأصيب آخرون، جراء قصف الاحتلال المتواصل على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية إن ثلاثة مواطنين استُشهدوا وأصيب آخرون في قصف مدفعي على حي تل الذهب في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وأضافت أن مواطنين استُشهدا جراء استهداف طائرات الاحتلال منزلا في بلدة خزاعة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، كما استُشهد مواطن جرّاء قصف على حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة.
استُشهد عدة مواطنين وأصيب آخرون بجروح مختلفة، يوم الخميس، في قصف للاحتلال الإسرائيلي، على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية إن ثلاثة مواطنين استُشهدوا جرّاء قصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة النباهين بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، كما استُشهد مواطن وأصيب آخرون بنيران قوات الاحتلال في منطقة المواصي شمال غربي مدينة رفح، جنوب القطاع.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد الصحفي حسن سمور وعدد من أفراد عائلته، جراء قصف الاحتلال منزله في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس.
كما استُشهدت المواطنة نجاح سليمان أبو ذخير وأصيب 3 آخرون، جراء قصف مدفعي على منطقة الإقليمي شمال غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة
مستشفى غزة الأوروبي خرج عن الخدمة نتيجة الاستهدافات المتكررة
قالت مصادر طبية، إن مستشفى غزة الأوروبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، خرج على الخدمة نتيجة استهدافات قوات الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة والمتواصلة للمستشفى.
وأوضحت المصادر أن الاستهدافات ألحقت أضرارا كبيرة بالبنية التحتية، كخطوط الصرف الصحي، وتضرر الأقسام الداخلية، كما دمر الاحتلال الطرق المؤدية إلى المستشفى، مؤكدة أن الاستهداف المتكرر للمستشفى يستحيل معه تقديم الرعاية الطبية لما يشكله من خطورة على الطواقم الطبية والجرحى والمرضى.
وقالت: توقف المستشفى عن العمل يعني توقف تقديم خدمات تخصصية كخدمات جراحة الأعصاب وجراحة الصدر ومركز القسطرة القلبية، وجراحة القلب والأوعية الدموية، والعيون التي لا تتوفر إلا في المستشفى الأوروبي.
وبينت المصادر الطبية أن مستشفى غزة الأوروبي هو المستشفى الوحيد الذي يقدم المتابعة الطبية لمرضى السرطان في قطاع غزة، بعد تدمير مستشفى الصداقة التركي، ما يعني حرمان مرضى السرطان من متابعة البروتوكولات العلاجية ومضاعفة أوضاعهم الصحية.
وأفادت بأن المستشفى يضم 28 سرير عناية مركزة، و12 حضانة أطفال، و260 سرير مبيت و25 سرير طوارئ، و60 سرير مرضى أورام هي الآن متوقفة عن العمل.
أوضاع كارثية يواجهها الأطفال الخدج في حضانات الأطفال بمستشفيات قطاع غزة
أكدت مصادر طبية أن أوضاعا كارثية يواجهها الأطفال الخدج في أقسام حضانات مستشفيات قطاع غزة، نتيجة سوء التغذية وظروف الحصار، اللذين زادا نسبة الولادات المبكرة بشكل كبير، فبات معظم المواليد يعانون مضاعفات صحية.
وأوضحت المصادر أن أقسام العناية المركزة للخدّج تفتقد لأجهزة الحضانات وأجهزة التنفس وموصلات الأكسجين، وسط الضغط الهائل عليها، مشيرة إلى أن هذه الأقسام تعمل على المولدات الكهربائية المهددة بالتوقف بسبب النقص الحاد في السولار، محذرة من أن الأطفال في أقسام الحضانة تحت الخطر الشديد في ظل الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على حياتهم أو فقدانهم.
وطالبت المصادر الطبية الجهات الإنسانية والمنظمات الصحية بالتدخل الفوري لتوفير الأجهزة الطبية اللازمة والوقود والمولدات والحليب والمكملات الغذائية، ودعم الوفود الطبية.
الإعلان عن أسماء ثلاثة شهداء بين صفوف معتقلي غزة
أعلنت مؤسسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان)، اليوم الخميس، استشهاد ثلاثة معتقلين من غزة وهم: الشهيد المعتقل أيمن عبد الهادي قديح (56 عاماً)، الشهيد بلال طلال سلامة (24 عاماً)، ومحمد إسماعيل الأسطل (46 عاماً).
وقالت المؤسسات في بيان لها، إنها تلقت ردودا من جيش الاحتلال الإسرائيلي تفيد باستشهاد 3 معتقلين من قطاع غزة، في جريمة تضاف إلى سجل جرائم منظومة التوحش الإسرائيلية، التي تعمل على مدار الساعة من خلال جملة من الجرائم المنظمة لقتل الأسرى والمعتقلين، ولتشكل هذه الجرائم وجهاً آخر من أوجه الإبادة المستمرة. وما تزال قضية معتقلي غزة، أبرز القضايا التي عكست مستوى غير مسبوق من الجرائم والفظائع التي مورست بحقّهم، وأبرزها جرائم التّعذيب، والتّجويع، والجرائم الطبيّة، والاعتداءات الجنسيّة، فعلى مدار الشهور الماضية شكّلت إفادات وشهادات المعتقلين من غزة الأقسى والأشد من حيث مستوى تفاصيل الجرائم المركبة التي تمارس بحقّهم وبشكل لحظيّ.
وأضافت المؤسسات أن الردود التي تحصل عليها المؤسسات الحقوقية من جيش الاحتلال، لا تتضمن أي تفاصيل أخرى عن ظروف استشهاد المعتقلين، وهي فقط تحدد تاريخ الاستشهاد، علماً أنّ الجيش حاول مراراً التلاعب في هذه الردود من خلال إعطاء المؤسسات ردودا مختلفة، وقد توجهت بعض المؤسسات إلى المحكمة من أجل الحصول على رد يحسم مصير المعتقل.
وأكدت المؤسسات، أنّ الآلاف من الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال ومعسكراته، يواجهون عمليات قتل بطيء، وبشكل ممنهج، ومنها تعمد منظومة السجون توفير العوامل والأسباب لتفشي الأمراض والأوبئة، نموذجا على ذلك تفشي مرض (الجرب السكايبوس) الذي شكّل أحد الأسباب في استشهاد أسرى ومعتقلين، وتحوّل إلى أداة مباشرة لتعذيب الأسرى وقتلهم.
وأشارت المؤسسات إلى أنّ جرائم التعذيب، والجرائم الطبيّة، إلى جانب جريمة التجويع، شكّلت الأسباب المركزية لاستشهاد الأسرى والمعتقلين، وأنّ استمرارها يعني استمرار ارتفاع وتيرة أعداد الشهداء بين صفوفهم، حيث يشكل اليوم عامل الزمن، عاملا حاسما على مصيرهم، مع استمرار هذه الجرائم بحقهم.
وقالت المؤسسات في بيان لها إنّ الشهيد قديح اُعتقل في تاريخ 7/10/2023، وبحسب رد جيش الاحتلال فإن تاريخ استشهاده كان يوم 12/10/2023، أي بعد أيام قليلة على اعتقاله، أما الشهيد بلال سلامة فقد اعتقل في شهر آذار 2024 خلال نزوحه من خان يونس، وبحسب رد الجيش فقد استشهد في تاريخ 11/8/2024، أما الشهيد الأسطل اعتقل في تاريخ 7/2/2024، وارتقى في تاريخ الثاني من أيار الجاري، ليرتفع عدد الشهداء الأسرى والمعتقلين المعلومة هوياتهم منذ بدء الإبادة إلى (69) من بينهم (44) من غزة، وعدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 إلى (306)، علماً أن هناك العديد من الشهداء بين صفوف معتقلي غزة يواصل الاحتلال إخفاء هوياتهم، لتشكّل هذه المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة.
وحمّلت المؤسسات، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهادهم، كما جددت مطالبتها للمنظومة الحقوقية الدّولية، بفتح تحقيق دولي محايد في استشهاد العشرات من الأسرى والمعتقلين منذ بدء الإبادة، والمضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ شعبنا، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد للمنظومة الحقوقية دورها الأساس الذي وجدت من أجله، ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طالتها خلال حرب الإبادة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي منحها العالم لدولة الاحتلال باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب.
يذكر أنّ عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ حتى بداية أيار/ مايو الجاري أكثر من عشرة آلاف و100، من بينهم (37) أسيرة، وأكثر من (400) طفل، و(3577) معتقل إداري، و(1846) من معتقلي غزة ممن صنفتهم “مقاتلين غير الشرعيين”، علماً أنّ هذا المعطى لا يشمل كافة معتقلي غزة وتحديداً من هم رهن الاحتجاز في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.
214 شهيدا صحفيا وعاملا في قطاع الإعلام خلال حرب الإبادة الإسرائيلية
قالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، إن 214 صحفيا وعاملا في قطاع الإعلام استُشهدوا خلال حرب الإبادة الإسرائيلية منذ أكتوبر عام 2023 حتى اليوم، نتيجة استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في سياستها الممنهجة باستهداف الصحفيين وقتلهم وارتكاب المجازر المتوالية بحقهم وحق عائلاتهم.
ونعت النقابة في بيان، يوم الخميس، الزميل الصحفي حسن سمور (محرر أخبار في إذاعة الأقصى) الذي ارتقى برفقة 11 شخصا من أفراد عائلته في مجزرة ارتكبها الاحتلال الليلة الماضية، بعد قصف الاحتلال منزله في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس.
وقالت النقابة، إن الاحتلال قتل 214 صحفيا وعاملا في قطاع الإعلام من بينهم 29 زميلة صحفية، وزميل واحد في محافظات الضفة هو الزميل إبراهيم محاميد الذي استُشهد في شهر فبراير 2024، كما تواصل قوات الاحتلال استهداف الصحفيين الفلسطينيين وعائلاتهم، وخاصة في قطاع غزة، حيث أصيب ما لا يقل عن 430 صحفيا برصاص الاحتلال وصواريخه منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، فيما قتل الاحتلال ما لا يقل عن 676 فردا من عائلات الصحفيين في قطاع غزة، فيما يعيش أكثر من 1000 صحفي في القطاع حالة من النزوح المتكرر من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، وفي ظروف قاسية من انعدام الأمان عبر استهداف طائرات الاحتلال خيامهم، أو انعدام ظروف الحياة الطبيعية، أو عدم وجود كهرباء وإنترنت لضمان استمرار عملهم.
وحسب توثيق النقابة بالتعاون مع مؤسسات الأسرى، فقد اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023، 180 صحفيا من بينهم: 17 زميلة صحفية (أُفرج عنهن جميعا)، و39 زميلا من قطاع غزة)، فيما لا يزال 48 صحفيا منهم رهن الاعتقال، وذلك في مختلف محافظات الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة، إضافة إلى 6 صحفيين ما زالوا معتقلين منذ ما قبل بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في أكتوبر 2023.
وأكدت النقابة أن الاحتلال يواصل سياسة الإخفاء القسري للصحفيين الفلسطينيين، إذ يواصل هذه السياسة من خلال رفضه الإفصاح عن أية معلومات تتعلق بمصير الزميلين الصحفيين نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد، ما يشكل جريمة إخفاء قسري مكتملة الأركان، في مخالفة وانتهاك واضحَين للقانون الدولي والإنساني، وانتهاكا للاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري الذي أقرتها الأمم المتحدة ودخلت حيز التنفيذ عام 2010.
وفي إطار حربها على الإعلام ومحاولات قتل الحقيقة، وحسب بيان النقابة، فقد شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات واسعة بطائراتها ودباباتها، دمرت من خلالها 112 مقرا في قطاع غزة بما يشمل كافة مؤسسات الإعلام في القطاع، فيما أغلقت في محافظات الضفة الغربية بما فيها القدس 5 مؤسسات صحفية، كما دمرت وأغلقت 12 مطبعة صحفية في محافظات الضفة.
وأكدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين مواصلتها العمل مع كل الجهات الدولية الحقوقية والنقابية على توفير الحماية للصحفيين من جرائم الاحتلال وعدم إفلات مرتكبيها من العقاب، ووقف حرب الإبادة الإسرائيلية بحق الصحافة الفلسطينية والصحفيين التي ارتكب خلالها الاحتلال الإسرائيلي أكبر مجزرة بحق الصحافة عبر التاريخ
مفاوضات وقف إطلاق النار
قالت حركة حماس في بيان مساء الخميس، إنه “في إطار حرص حركة المقاومة، على التخفيف عن شعبنا بوقف العدوان، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، جاءت المبادرة الإيجابية بإطلاق سراح الجندي الأسير عيدان ألكسندر بين يدي زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة”.
وذكرت أنه “نتوقع حسب التفاهمات التي جرت مع الطرف الأميركي، وبعلم الوسطاء، أن يبدأ دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل فوري”، مشيرة إلى توقعها “بالدعوة إلى وقف إطلاق نار دائم، وإجراء مفاوضات شاملة حول جميع القضايا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو ما نتطلع إلى الوصول إليه”.
وفي السياق، أفادت مصادر بأنه “لم يتم إحراز أي تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. الوفد الإسرائيلي الذي قدم إلى الدوحة لم يقدم أي جديد. الوسطاء نقلوا إلى حماس عرضا إسرائيليا سابقا كانت قد رفضته الحركة”.
“هيومن رايتس ووتش”: خطة إسرائيل لهدم غزة وحشر السكان تشكل إبادة جماعية
أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، يوم الخميس، أن خطة إسرائيل لهدم البنية التحتية في غزة وتركيز المواطنين الفلسطينيين بمناطق ضيقة ترقى إلى الإبادة الجماعية، داعية لوقف الدعم العسكري والدبلوماسي لإسرائيل وفرض عقوبات على مسؤوليها.
كما دعت جميع الأطراف الموقعة على “اتفاقية الإبادة الجماعية 1948” إلى بذل جهد أكبر لمنع وقوع مزيد من الفظائع بغزة، “بما يشمل إنهاء مبيعات الأسلحة والمساعدات العسكرية والدعم الدبلوماسي لإسرائيل، وفرض عقوبات محددة الأهداف على المسؤولين الإسرائيليين، ومراجعة الاتفاقيات الثنائية مع إسرائيل والنظر في تعليقها”.
وطالبت المنظمة الحقوقية بدعم جهود المساءلة الدولية لإسرائيل، بما يشمل إنفاذ أوامر التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير جيشه السابق يوآف غالانت.
وقالت المنظمة في بيان، إن “السلطات الإسرائيلية، التي تمنع دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية منذ أكثر من 75 يوماً، وضعت خطة تشمل تسوية المباني السكنية بالأرض، وتهجير سكان غزة إلى منطقة إنسانية ضيقة، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول منتصف أيار الجاري”.
وأضافت، أن “التصدي للوضع الإنساني المتدهور في غزة، الناتج عن الحصار غير القانوني وتصعيد التهجير القسري والتدمير واسع النطاق، يتطلب استجابة دولية أكثر فاعلية، خصوصاً من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا”.
“أطباء بلا حدود”: إسرائيل تسببت في كارثة إنسانية متعمدة في قطاع غزة
أكدت منظمة “أطباء بلا حدود” أن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، تسببت في كارثة إنسانية متعمدة في قطاع غزة.
وقالت المنظمة في بيان على موقعها الرسمي، اليوم الخميس، “نشهد في الوقت الراهن، تهيئة الظروف للقضاء على الفلسطينيين في غزة”، مشيرة إلى أن “القطاع أصبح جحيمًا على الأرض للفلسطينيين”.
وحذّرت المنظمة من أن فرقها الطبية الميدانية لاحظت زيادة بنسبة 32% في عدد المرضى الذين يعانون من سوء التغذية خلال الأسبوعين الماضيين.
وتابعت المنظمة: “ما زالت المرافق الصحية التي لا تزال تعمل، والتي تعاني أصلا من نقص حاد في العدد والقدرة الاستيعابية للسكان، تتعرض للهجوم، وتعاني من التناقص السريع في مخزون الأدوية وغيرها من الإمدادات الأساسية”، لافتة إلى أن فرقها في غزة لم تتلق أي إمدادات منذ 11 أسبوعًا، وتواجه نقصًا حادًا في المواد الطبية الأساسية، مثل الكمادات والقفازات المعقمة
الأونروا تحذر من تلف المساعدات المنقذة للحياة على حدود غزة
حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، من تلف المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة والعالقة في المستودعات خارج قطاع غزة، جراء إغلاق إسرائيل للمعابر ومنع دخولها منذ 2 مارس/ آذار الماضي، إمعانا في الإبادة الجماعية التي تواصل ارتكابها منذ 19 شهرا.
وقالت الوكالة الأممية في منشور على حسابها بمنصة فيسبوك، الليلة: “المساعدات الإنسانية، من طعام ومستلزمات نظافة وأدوية ومواد إيواء، عالقة في المستودعات خارج قطاع غزة بسبب الحصار”.
وأوضحت أن المساعدات “المنقذة للحياة” باتت مع إغلاق المعابر “مهددة بالتلف”، مضيفة: “طعام لا يمكن للناس تناوله، وأدوية لا يمكنهم استخدامها”.
وأكدت الأونروا أن فرقها وشاحناتها “جاهزة لإيصال المساعدات إلى الأشخاص الذين بأمس الحاجة إليها” في غزة.
غزة تعيش في “تعتيم رقمي” بسبب العدوان
قال الجهاز المركزي للإحصاء ووزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي، في تقرير صدر اليوم الخميس لمناسبة اليوم العالمي للاتصالات، إن قطاع غزة معزول عن العالم بسبب تدمير الاحتلال للبنية التحتية للاتصالات في القطاع.
وقالتا: “بينما يحتفي العالم بإمكانيات التكنولوجيا لبناء مجتمعات أكثر شمولاً، يقف قطاع غزة المحاصر في مواجهة أبشع أشكال التعتيم والعزل الرقمي، تحت عدوان إسرائيلي متواصل، يستهدف، بشكل ممنهج، البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في محاولة لعزل أكثر من مليوني إنسان عن العالم”.
وجاء في التقرير أن “الفجوة الرقمية (في القطاع) تحولت من تحدٍ تنموي إلى معركة من أجل البقاء، إذ بات الإنترنت وسيلة أساسية للتواصل وطلب النجدة ورواية الحقيقة، في محاولة لإنقاذ الأرواح وسط حرب إبادة جماعية مستمرة”.
وتُظهر نتائج مسح القوى العاملة، الذي نفذه “الإحصاء” خلال شهري تشرين الثاني وكانون الأول من عام 2024، تراجعاً ملحوظاً في نسب استخدام الإنترنت بين الأفراد.
ووفقاً للبيانات، فإن حوالي 39% من الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 10 سنوات فأكثر، لم يتمكنوا من استخدام الإنترنت خلال الأشهر الثلاثة التي سبقت المقابلة ولو لمرة واحدة على الأقل، بينما بلغت نسبة المستخدمين نحو 61% فقط، بمعزل عن جودة الاستخدام ووتيرته ومدته.
وتمثل هذه الأرقام انخفاضاً كبيراً مقارنة بما قبل العدوان، إذ وصلت نسبة مستخدمي الإنترنت عشية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 80%.
ووفقا للتقرير، فقد طال العدوان الإسرائيلي المحلات والشركات العاملة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبريد، حيث انخفض عدد المحلات المرخصة لدى وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي بنسبة 43% في عام 2024.
كما أخرج العدوان حوالي ثلثي أبراج الاتصالات الخليوية في قطاع غزة على الخدمة، فخرج على الخدمة حوالي 64% من أصل 841 برجاً تابعاً لشركات الاتصالات الخلوية.