متى يمكن لمرضى السكري الإفطار في شهر رمضان؟… الدكتور سعد الدين العثماني يجيب (فيديو) اليوم 24
قال الدكتور سعد الدين العثماني، إنه “من المعروف لدى جميع المسلمين أن المرض يبيح الفطر، والله سبحانه وتعالى يقول في سورة البقرة: “ومن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر”، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بـ”المريض الذي له مرض عارض، وهذه رخصة من الله سبحانه وتعالى، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول، “إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه”.
وأوضح العثماني ضمن سلسلة حلقات خص بها “اليوم 24″، أنه “بالنسبة للمرض المزمن، فله وضعية خاصة، لأن المرض المزمن إذا كان يبيح في الغالب الفطر في رمضان، فإنه لا يمكن للمريض صيام أيام أخرى خارج السنة”.
وأضاف العثماني، “الأمراض المزمنة أنواع، منها التي يمكن للصوم أن يؤثر فيها مثل عدد من أنواع مرض السكري، كالذي يستعمل الأنسولين مثلا، لا يمكنه أن يصوم مطلقا”، مؤكدا أن “المريض بالسكري الذي يستعمل الأنسولين، عليه أن يفطر ويفدي على الراجح حسب أقوال أهل العلم”، مضيفا، “لماذا؟ لأن مرض السكري لا يحتمل أن يكون هناك صوم لساعات طويلة، وعليه استعمال الأنسولين والأكل في فترات متقاربة”.
وأردف المتحدث، “بالنسبة لمريض السكري الذي لا يستعمل الأنسولين، والذي يحقق التوازن بالأدوية التي تستعمل عن طريق الفم، هذا عليه الرجوع إلى الطبيب، فهناك نوع لا يجب أن يصوم، مثل الذي له مضاعفات تتعلق بمرض السكري، وهي خطيرة أحيانا تؤثر على جميع عروق الجسم، وهذا التأثير يمكنه أن ينتقل إلى الأوعية الدموية للنظر فيفقد بصره، ويمكن أن يؤثر على الأوعية الدموية للكلى، وينتهي المطاف بالإصابة بالقصور الكلوي، ويمكن أن يؤثر ذلك على الأوعية الدموية للقلب أيضا”.
وشدد العثماني على أن “التأثيرات لبعض أنواع السكري خطيرة على الإنسان وصحته، والله سبحانه وتعالى لم يفرض علينا أي عبادة لنضر أنفسنا، إنما العبادة يجب أن تكون دون وجود أي ضرر على النفس، ولذلك حث الله تعالى المريض والمسافر على الإفطار في رمضان، ثم أن يصوم في أيام أخرى حتى لا يضر نفسه”.
وقال المتحدث “هناك أنواع من مرض السكري التي يمكنها أن تتحمل الصوم بشروط، وهذا يجب فيه رأي الطبيب المتخصص الذي يميز بين الحالات، ويعطي نصائح للمريض ويرشده إلى طريقة استعمال الدواء، بما يسمح له بالصوم دون الإضرار بصحته”.
وأوضح العثماني أن “نموذج مرض السكري ينطبق أيضا على أمراض مزمنة أخرى، منها أمراض يمكن للإنسان أن يصوم رغم الإصابة بها، ومنها أمراض لا يمكنه القيام بذلك، والطبيب المتخصص وحده يمكنه التمييز بين الحالات ويرشد المريض لما يجب القيام به في رمضان، وعلى جميع المرضى التحلي بالثقة في طبيبهم المختص، وإن كان من الناحية العامة لكل مريض رخصة الفطر، لكن يرجع إلى طبيبه ليأخذ رخصة الصوم، وهذا هو الصحيح فيما يخص المرض المزمن”.