أمد/ بدأت مشواري التواصليّ مع أسرانا الأحرار في شهر حزيران 2019 (مبادرة شخصيّة تطوعيّة، بعيداً عن أيّ أنجزة و/أو مؤسسّة)؛

قمتُ بمئات الزيارات ودوّنت على صفحتي انطباعاتي الأوليّة بعد كلّ زيارة؛

أصدرت كتاباً بعنوان “يوميّات الزيارة والمزور متنفّس عبر القضبان” تناول زياراتي لأحرارنا حتى السابع من أكتوبر 2023، وتم إشهاره يوم 18.10.2024 في معرض عمان الدولي للكتاب (دار الرعاة للدراسات والنشر وجسور ثقافيّة للنشر والتوزيع)؛

عُدت لزيارة سجن مجيدو بعد طول انقطاع بسبب المنع الأمني الذي فرضته سلطة السجون وتم فكّه بعد اللجوء إلى القضاء؛

وجدت الوضع كارثياً ويندى له الجبين؛

وجدت اكتظاظاً وتجويعاً وأمراض متفشيّة وإهمال طبّي وعزل عن العالم، وحكايا تقشعرّ لها الأبدان.

ونحن على العهد، نشجب ونستنكر ونحمّل المسئولية.

صمتُنا عارُنا.

عقّب عمر مصطفى سمحة (والد الأسير علي): “تحياتي أخي الحبيب، بوركت وبوركت جهودك، قرأت ما كتبت عدة مرات وكأني كنت حاضرا في تلك الزيارة، وبقدر ما أنا فخور بعليّ بقدر ما أشتاق لاحتضانه وتقبيله، أسال الله أن يكون ذلك قريبا، وأسال الله أن يفرج كرب الأسرى جميعا، وأن يعيدهم إلى أهلهم سالمين غانمين. وأخيرا بجملة للرأي العام. فرق هائل بين من يزور إيمانا برسالة وبين تجار الزيارات، احترامي”.

وعقّب الأسير المحرّر قتيبة مسلم: “الاستاذ المحامي سيد الفعل ونافذة الأمل الصادق. جهودك بوابة انتصار وحكاية الم وشموخ والاكبار لكل فارسات الوطن اخواتنا العظيمات لهن تنحني الجباه”.

وعقّب الشاعر سامي عوض الله من المنافي والشتات: (حاسس حالي روحت بها الزيارة)، ما أجمل الأثر التي تتركه زيارتك صديقي حسن، وما أبسط ما يتمناه الأسير علي لنفسه وما أجمل ما يريده لأحبابه. الوطن بستاهل كل هذه الفتوة والقوة والجمال. فك الله أسره وأسر الجميع”.

وعقّبت الأسيرة المحرّرة شروق شرف: “لله يفرجها عليه وعلى كل الأسرى… والله أد ما نحكي زيارة المحامي للأسير شو بتعني ما بنقدر نوفي… قعدت أربع شهور من يوم إصدار الحكم ليوم الإفراج وأنا نفسي أعرف خبر عن عيلتي بس عالفاضي كانوا يبعتولي أخبارهم مع أي محامي جاي يزور بس للأسف حتى السلام ما وصل… بارك الله فيك”.

وعقّب الصديق سامح سمحة: “أولا: أخي وصديقي الاستاذ حسن عبادي ألف ألف شكرا لك وكل الاحترام والتقدير لجهودك فأنت السد والسند للأسرى والأسيرات وطني بامتياز. ثانيا: حبيبي أبو عدي ربنا يفرج كربك ويفك أسرك قريبا عاجلا ويجمعك مع أسرتك وأهلك وأنتم جميعا بألف خير. اشتقنا لك يا أبو عديّ”

وعقّبت مرجانة هريش (أسيرة محرّرة): “الله يفرجها عليه وعلى جميع الأسرى. يا الله كيف الكلام بوجع وفعلا لما محامي يزورك ويكون جايبلك تفاصيل وأخبار عن أهلك وأحبابك بتحس حالك روحت وارجعت وأصلا بكون مش جاي ع بالك تطلع من عند المحامي بدك يضل يحكيلك عنهم، الله يلم شمل كل الأسرى بعائلاتهم، ويعطيك العافية أستاذ حسن، عاليوم لو وقتها جيت زورتني الله يعطيك العافية يا رب”.

وعقّب الصديق جمال كرامة : “أبو الأسيرات ، حقا علينا ان نذكر هذا الاستاذ الفاضل في المواقع التواصل وفي كل مكان المحامي و الكاتب حسن عبادي  محامي وكاتب وناشط حقوقي وثقافي مقيم بمدينة حيفا المحتلة مواليد 1959 ،ولديه على صفحته لكل اسيرة قصة وحكاية لو قرأتها الصخور لتفتت من قهر ظلم السجان. يزور بناتنا واخواتنا الاسيرات في الداخل المحتل رغما عن أنف السجان. دائما يتواصل مع اهالي الاسيرات وهو المتنفس الوحيد للأسيرات لا يطلب اجرا ولا هدية ولا أي شيء. الا يحق لنا ان نذكره؟”.

“رايح أحتفل بعيد ميلادِك هون لحالي”

التقيت ظهر يوم الاثنين 30.06.2025 في سجن “مجيدو”، أو تل المتسلم، في مرج ابن عامر، بالأسير علي عمر مصطفى سمحة من جيوس، ويسكن رام الله (مواليد 16.11.1990)، اعتقل يوم 18.03.2024، وحين استفسرت عن سبب البغتة أجابني بعفويّة أنّه فكّر أنّه “انتسى”، عرّفته بنفسي، وأن الزيارة بناءً على توصية قريبه وصديقي سامح فانفرجت أساريره حين سمع باسمه “رافع راسي بسمعته الطيّبة ومن كثر ما بحكولي عنه بالخير”.

أخبرته “سيف كبر وصار يقعد ويحبي وبلعب وبضحك، وشبه عدي كثير”، فدمعت عيناه وقال: “ضرورة أرشفة كل شي، وخاصة سيف. مشتاق أزور الأرشيف العائلي”(سيف ولد وعليّ في الأسر ولم يحظَ برؤيته حتى اليوم).

علي بغرفة 2 بقسم 4؛ (زملاء الزنزانة: مراد أبو صلاح/ طولكرم، رائد رضا، سعد حسن/ مخيم طولكرم، غسان السعدي/ مقهى دمشقجنين، محمد أبو رضا/ قباطية، بهاء أبو سرحان/ بيت لحم، أمير سلمي/ قلقيلية، رمزي العارضة/ طولكرم، ومحمد دراوشة/ إكسال).

الوضع في السجن صعب، أخف من أوّل بس في زملاء نزلوا 50 كيلو! أخيراً بلّشوا بعلاج مرضى السكابيوس، وضع الغيارات أصلح من قبل.

انقطع عن الدخان “ممتاز، فطام مجّاني”، “خلِصِت من الكيلوات الزايدة”، و”مِلِت للالتزام”.

طلب إيصال رسائل لوالده “كل شي تعلّمته منّك طبّقته بالسجن، لمّا أروّح وأحكيلك رايح تكون رافع راسك كثير”، لوالدته “ما زلت ملتزماً جداً، بالرغم من صعوبة الظروف حفظت سورة البقرة”، لإخوته “ديروا بالكم ع حالكم، وجودكم أمان”، لزوجته سلمى “رايح أحتفل بعيد ميلادك هون لحالي”، لأولاده عُدي وتِيا، وناي… وسيف باشا، ومحمد “توقّعاتي منك عالية جداً، بدّي إيّاك تجتهد يا طويل”.

وسامح…

الزيارة شحنته معنويّة “حاسس حالي روّحت ورجعت بهالزيارة”.

حين افترقنا قال فجأة: “عودتي قريبة، بدّي مسخّن ع الترويحة، والحلو بنختلفش عليه”.

لك عزيزي عليّ أحلى التحيّات، على أمل أن نلتقي قريبًا “على أرض الوطن”.

                                                                                                                مجيدو/ حيفا حزيران 2025

شاركها.