اخر الاخبار

متسلق مغريي لم يحظ بدعم رسمي فقرر بيع سيارته وحمل معه 40 مليونا لتسلق أخطر جبل في العالم (حوار) اليوم 24

يستعد البطل المغربي عادل الطيبي، من محترفي تسلق أعلى الجبال في العالم، لتسلق أخطر جبل في العالم وثانيهم ارتفاعا، جبل “كي 2” (K2) في باكستان، بعلو يبلغ 8,607 متر، بعدما تمكن من بلوغ قمة جبل إيفريست (8849 مترا).

باع سيارته بأكثر من 20 مليون سنتيم، واستنجد بعائلته الكبيرة والصغيرة وكذا بعض أصدقائه لتحقيق حلمه، المتمثل في تسلق أخطر جبل في العالم، ليكون بذلك أول إفريقي ومغربي سيصل إلى القمة في غضون الأشهر المقبلة، حسب ما حكاه عادل الطبي في حوار له مع “اليوم24″، بنبرة تحسر في ظل غياب المواكبة الرسمية لمثل هذه الرياضات، ناهيك عن غياب الدعم من المسؤولين والشركات التي لا تولي اهتماما لرياضة تسلق الجبال.

لم يكن الطيبي مستعدا للتخلي عن حلمه بالصعود لأعلى القمم الجبلية في العالم هذا الموسم، البالغ عددها 14 قمة، بالرغم من تكلفتها المادية الكبيرة، الشيء الذي جعله يقرر الصعود لقمة كي 2″ (K2) في باكستان بعلو يبلغ 8,607 متر، التي تعتبر من أخطر القمم، نظرا للحرارة المنخفضة، وكذا الثلوج التي تكتسي الجبال، ناهيك عن الأكسجين الذي يكون قليلا في مثل هذه الأماكن، لعل وعسى يجد مستشهرين ومسؤولين يلتفون حوله، يحكي لنا عادل، وهو دائما في نبرة حزن يغمرها التفاؤل لتحقيق حلمه الذي لطالما رواده لرفع الراية المغربية للعلياء.

عادل الطيبي قال في حواره مع “اليوم24″، إن المغرب تألق في جميع الرياضات، لذا يجب أن تتواصل هذه الإنجازات في رياضة التسلقات الجبلية التي لا تحضى باهتمام كبير، بالرغم من المؤهلات التي يتوفر عليها المغرب، حيث يحكي عادل، أنه كان يعول على أن يساهم بنسبة 20% من أي دعم سيتوصل به من مستشهرين، لجمعية محلية في إمليل، قصد مساعدتها في تجهيزاتها الخاصة بالسلامة للمتسلقين، لكنه تفاجأ في نهاية المطاف بعدم الرد منهم، ومن المسؤولين الذين أداروا ظهورهم له، وهو في أمس الحاجة للدعم، لأنه لا يمثل نفسه فقط في هذا التحدي بل يمثل المغرب بأكمله.

40 مليون سنتيم تقريبا هي القيمة الإجمالية للصعود إلى قمة كي 2″ (K2) في باكستان، ولأن المبلغ المالي مرتفع، فقد قام عادل ببيع سيارته، فيما أكمل المبلغ بمساعدة من عائلته وأصدقائه لتحقيق حلمه، لأن المستحيل ليس مغربيا، كما قال الطيبي في حواره مع “اليوم24″، موضحا أن الرحلة ستدوم بين 45 و60 يوم، علما أن الظروف ستكون قاسية جدا بفعل درجة الحرارة المنخفضة ونسبة الأكسجين القليلة.

العامل النفسي هو الآخر يجب الانشغال عليه حسب عادل الطيبي، للاستمرار في الحلم وتحقيقه، كما قال إنه من الضروري التذكر أن في الحقيبة التي يحملها هناك راية مغربية يجب أن تصل للقمة وترفرف عاليا في أية قمة وصل إليها.

التحدي الأكبر بالنسبة للطيبي سيبدأ من يوم غد الإثنين، حيث سيشرع في التسلق للوصول إلى القمة الرئيسية التي يبلغ علوها 5300 متر، حيث سيمكث هناك شهر وعشرة أيام لتعويد الجسم على تلك الأجواء، للصعود بعد ذلك للقمة الأخرى التي يبلغ علوها 7500 متر، على أن ينتظر الأجواء المناخية المناسبة للوصول إلى قمة “كي 2” (K2) في باكستان بعلو يبلغ 8,607 متر.

وبدأ الطيبي، مغامرات تسلق الجبال منذ الصغر حيث تسلق بداية أغلب الجبال المغربية خاصة تلك التي يفوق علوها 4000 مترا كجبل توبقال (4165 مترا)، ويندرج الإنجاز الحالي للمغامر المغربي في إطار التحدي الذي قرر رفعه منذ سنة 2019 والمتمثل في خوض غمار تجربة تسلق أعلى سبع قمم عبر العالم.

في هذا الشأن، ومنذ ذلك الحين، تمكن المتسلق المغربي من الوصول إلى أعلى قمة إفريقية وهي قمة جبل كيليمانجارو (5895 مترا) المتواجدة شرق تانزانيا، كما تسلق أعلى قمة في أوروبا وهي قمة جبل البروس في القوقاز بروسيا (5643 مترا)، تلتها أعلى قمة بأمريكا الجنوبية وهي قمة جبل أكونكاجوا (6962 مترا) المتواجدة بالأرجنتين، وخلال شهر ماي 2021، تمكن الطيبي من رفع العلم الوطني وصورة الملك محمد السادس، عاليا في أعلى نقطة على سطح الأرض، وذلك بعد بلوغه قمة جبل إيفريست (8849 مترا).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *