أمد/ على الرغم من وقف الحرب في قطاع غزة، فإن مقاطعة الموسيقيين عالميًا لدولة الاحتلال الإسرائيلي تحت شعار “لا موسيقى للإبادة الجماعية”، تواصل عملها بقوة، وكان أحدث المنضمين إليها مغني الراب الأمريكي الشهير دينزل كاري.

وخلال الحرب المدمرة على قطاع غزة، أطلق أكثر من 1000 فنان وشركة إنتاج موسيقية، بإطلاق حملة “لا موسيقى للإبادة الجماعية”، وقاموا بحظر موسيقاهم جغرافيًا ومنع وصول الإسرائيليين إليها، وذلك ردًا على الإبادة في القطاع والاحتلال والتطهير العرقي في الضفة الغربية (المحتلة).

مزعجة ومرعبة

ويُعد مغني الراب الأمريكي دينزل كاري، الذي قدّم عرضًا في دولة الاحتلال عام 2018، ضمن مهرجان ميتيور، وفقًا للقناة الـ12 الإسرائيلية، من أحدث المنضمين إلى الفنانين الذين قرروا حجب أغانيهم على منصات البث في إسرائيل احتجاجًا على الوضع في قطاع غزة.

وفي منشور له على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، أكد نجم الراب الأمريكي أن رؤية ما يحدث في قطاع غزة من أكثر الأشياء المزعجة والمرعبة والصادمة التي رأها في حياته، حيث الأطفال يموتون بشكل مروّع كل يوم وفي كل مكان، وأكد أنه لم يعد يستطيع السيطرة على أفكاره.

وحول زيارته إلى دولة الاحتلال، أكد مغني الراب الأمريكي دينزل كاري أنه رأى بأم عينيه كيف يتم معاملة الفلسطينيين من قِبل الإسرائيليين، حيث شاهد ثقوب الرصاص في مباني المدارس، والأطفال يصنعون الألعاب من قنابل الدخان، مشيرًا إلى أنه لم يصدق أن ذلك هو الواقع الحقيقي الذي يعيشه الفلسطينيون.

وأوضح “كاري” أن الفلسطينيين ليسوا متوحشين بل بشر ولهم مشاعر ولديهم عائلات وأصدقاء، متسائلًا كيف يشعر المرء العادي لو تم منحه بضع ساعات فقط لحزم أمتعته لأن المنزل سيتم قصفه في الحال، مشددًا على أن مشكلته ليست مع مواطني إسرائيل بل مع القوانين المتسببة في الصراع.

الفصل العنصري

واختتم نجم الراب الأمريكي تصريحاته بالتأكيد على أنه ليس معاديًا للسامية ولكن فقط يكره الطريقة التي يتم بها التعامل مع الشعب الفلسطيني، لذا شدد على أنه يقف صفًا واحدًا مع زملائه ضد نظام الفصل العنصري ودول الفصل العنصري وضد العنصرية بشكل عام والحكومات التي تستخدم سلطتها لقمع الآخرين.

ومن بين الفنانين البارزين الذين شاركوا في العريضة الفنانة النيوزيلندية لورد، والنجمة الأيسلندية الشهيرة يورك، والمغنية هايلي ويليامز، المغنية الرئيسية لفرقة “بارامور”، والفنانون جوليا هولتر وياسر رزاق وماريسا دابيس من فرقة مانيكان بوسي.

انتهاكات الاحتلال

ويرى القائمون على حملة المقاطعة، وفقًا للمنشور على موقعها الإلكتروني، أن تلك المقاطعة مجرد خطوة واحدة نحو تلبية المطالب الفلسطينية بعزل إسرائيل ونزع الشرعية عنها وهي تقتل دون عواقب على المسرح العالمي، وردًا على الفصل العنصري داخل إسرائيل والقمع السياسي للجهود المؤيدة لفلسطين
كليرو، ولوسي داكوس وناو من بين أكثر من ألف فنان انضموا إلى المقاطعة
ووفقًا للقائمين على حملة المقاطعة، انتهكت إسرائيل وقف إطلاق النار المبرم في أكتوبر 2025 أكثر من 100 مرة في فلسطين، ما أسفر عن مقتل مئات الفلسطينيين، تماماً كما انتهكت إسرائيل مرارًا وتكرارًا وبعنف اتفاقات وقف إطلاق نار سابقة في كل من فلسطين ولبنان.

المقاطعة مستمرة

وأكدت الحملة أن المقاطعات الثقافية أثبتت نجاحها ضد أنظمة الفصل العنصري، كما حدث في دولة جنوب إفريقيا، مشيرين إلى أنهم كموسيقيين عندما اجتمعوا معًا صفًا واحدًا، شكّلوا حركة عالمية متنامية ومترابطة من هوليوود إلى أرصفة المغرب.

وذكر موقع حركة المقاطعة الإلكتروني أن العريضة لا تتوقف مع انتهاء الحرب في غزة، بل حتى انتهاء الاحتلال والتطهير العرقي في الضفة الغربية (المحتلة)، والفصل العنصري داخل إسرائيل، والقمع السياسي للنضالات المؤيدة للفلسطينيين أينما كنا، وارتباط صناعة الموسيقى نفسها بالأسلحة والجرائم ضد الإنسانية.

وطالب القائمون على الحملة، جميع الفنانين وشركات الإنتاج الراغبين في مقاطعة إسرائيل، أن ينضموا إلى المبادرة التي تواصل فتح أبوابها، لرفض الفصل العنصري والاحتلال والإبادة الجماعية للفلسطينيين، عن طريق إزالة الموسيقى الخاصة بهم من إسرائيل

شاركها.