أمد/ تشهد الساحة اللبنانية تصعيدًا خطيرًا بعد إطلاق ستة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية، ما دفع إسرائيل للرد باستهداف المواقع التي انطلقت منها الصواريخ. هذا التطور الخطير يثير تساؤلات حول مستقبل الاستقرار في المنطقة واحتمالات الانزلاق نحو مواجهة أوسع .
مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في لندن قال في ورقة تقدير موقف إن السياق السياسي والأمني : يأتي هذا التصعيد في وقت تعاني فيه لبنان من أزمات متراكمة على الصعيدين السياسي والاقتصادي. الحكومة اللبنانية برئاسة نواف سلام والرئيس جوزيف عون سارعا إلى إدانة إطلاق الصواريخ، معتبرين أن هذه الأعمال تجرّ لبنان نحو دوامة عنف جديدة قد تعرقل الجهود الرامية لإخراجه من أزماته المتعددة. موقف القيادة اللبنانية يعكس حرصها على النأي بالنفس عن أي تصعيد عسكري قد يفاقم الوضع الداخلي المتأزم .
الرقة قالت إن الرد الإسرائيلي : على الجانب الآخر، ردّت إسرائيل بسرعة وحزم عبر قصف أهداف مرتبطة بإطلاق الصواريخ، معتبرة أن أي تهديد لأمنها سيقابل برد قاسٍ. سياسة الردع الإسرائيلية تعتمد على توجيه ضربات سريعة ومركزة لمنع تكرار مثل هذه العمليات، مع تحميل الحكومة اللبنانية مسؤولية ضبط الحدود ومنع الجماعات المسلحة من استخدام أراضيها لتنفيذ هجمات .
وعن التداعيات المحتملة تقول الورقة البحثية :
1. تصعيد عسكري واسع : في حال استمر إطلاق الصواريخ، قد تلجأ إسرائيل إلى تصعيد عملياتها العسكرية داخل الأراضي اللبنانية، ما قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة واسعة مع حزب الله أو فصائل مسلحة أخرى .
2. ضغط دولي : من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تحركات دبلوماسية مكثفة لمنع تفاقم الوضع، مع تدخل قوى إقليمية ودولية للتهدئة .
3. انعكاسات داخلية : استمرار التصعيد سيزيد من الضغط على الحكومة اللبنانية التي تواجه بالفعل تحديات اقتصادية وسياسية معقدة، ما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الداخلية .
وعن السيناريوهات المستقبلية تقول الورقة ايضا :
احتواء التصعيد : قد تنجح الوساطات الدولية في تهدئة الأوضاع ومنع انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة .
تكرار الهجمات : إذا لم يتم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، فإن احتمالية استمرار الهجمات والردود المتبادلة ستبقى قائمة .
حرب مفتوحة : في حال حدوث تصعيد غير محسوب، قد تنجر المنطقة إلى حرب واسعة ذات عواقب وخيمة على لبنان وإسرائيل والمنطقة بأسرها .
وفي الخلاصة تقول ورقة تقدير الموقف إن الوضع في لبنان على شفا الانفجار، ويعتمد مسار الأحداث على مدى قدرة الأطراف الدولية والإقليمية على احتواء التصعيد. في ظل الأوضاع الداخلية الهشة في لبنان، من الضروري أن تتبنى الحكومة سياسة حازمة لضبط الأمن على الحدود وتفادي الانجرار لمواجهة عسكرية قد تزيد من معاناة الشعب اللبناني وتفاقم أزماته .
