ما سيشاهده الجزائريون من دراما خلال رمضان 2025
دخلت التلفزيونات الجزائرية والشركات المنتجة في سباق مع الزمن، منذ شهر سبتمبر، استعدادا للموسم الدرامي الرمضاني 2025، حيث بدأت في تصوير عدد من المسلسلات الجزائرية الدرامية الجديدة برؤية جزائرية وأسماء نجوم معروفين، على غرار مصطفى لعريبي، وخالد بن عيسى، وعبد القادر جريو، وهيفاء رحيم، وسامية مزيان، وعايدة عبابسة وغيرهم. كما أن سلطة ضبط السمعي البصري ستكون أمام تحدي ضبط بعض هذه المسلسلات، خاصة بعد الانحرافات التي عرفتها والجدل الذي أثارته في المواسم الرمضانية السابقة.
ينافس التلفزيون العمومي الجزائري بقوة على جمهور الجزائري في رمضان 2025، بمسلسل كبير تحت عنوان “الفراق” أو “الانفصال” الذي يجمع عددا من النجوم، على رأسهم خالد بن عيسى وهيفاء رحيم وعديلة بن ديمراد ومنال غربي وليديا شبوط وعثمان بن داود، وأيضا يضم وجوها فنية جديدة ستشارك في أحداث المسلسل الذي يعالج قصة اجتماعية معاصرة، وقد أعطى إشارة انطلاق تصوير المسلسل بمدينة فوكة البحرية في ولاية تيبازة، المدير العام للتلفزيون الجزائري، محمد بغالي.
يتناول المسلسل قصة زوجين من الطبقة الوسطى، لهما ابنة في عمر الرابعة عشرة وزوجة تطلب الطلاق لرغبتها في مغادرة البلاد أملاً في مستقبل أفضل لابنتهما الوحيدة، والزوج يرفض ذلك لإعالته والده المريض بـ “الزهايمر”. يواجهان خيار الطلاق بسبب اختلاف رؤاهما حول مستقبل عائلتهما، ولكن الأمور تتعقد بشكل أكبر مع قضايا قانونية وأخلاقية تزيد من حدة التوتر.
“الفراق” أو “الانفصال”، مسلسل رمضان 2025، إنتاج مديرية إنتاج البرامج للتلفزيون الجزائري مقرر بثه خلال شهر رمضان على التلفزيون الجزائري، ويجمع العمل نخبة من وجوه فنية ويشمل على أحداث مشوقة تتضمنها حلقات المسلسل الذي ستجتمع حوله الأسرة الجزائرية.
الجريمة والغموض يطبعان مسلسلات 2025
يبدو أن نجاح مسلسلات دراما قضايا الجريمة المواسم الماضية، قد دفع بالعديد من شركات الإنتاج إلى التوجه نحو هذا النوع الدرامي، حيث نجد عددا من المسلسلات التي تطرقت لقصص ترتكز على أحداث مشوقة حول الجرائم الغامضة كمسلسل “الموسم” و”بنات المحروسة” و”الشفرة”.
تجمع قناة “وان تي في” مجموعة من نجوم الدراما الجزائرية في مسلسل “الشفرة”، سيناريو وحوار سارة برتيمة وبطولة مصطفى لعريبي وسامية مزيان، من إنتاج قناة “وان تي في”، وتنفيذ الإنتاج أمينة نسيمة حناشي. ويروي المسلسل قصة “مريم” فتاة شابة تجد نفسها ملاحقة من جماعة المافـيا بسبب حيازتها معلومات سرية غاية في الأهمية؛ متمثلة في شفرة رقمية لا تقدر بثمن، يأتي لنجدتها شرطي سابق كانت حياته قد دمرت بسبب زعماء العصابة نفسها.
تدور أحداث مسلسل “الموسم” الذي يبث على قناة “سميرة تي في” حول مجموعة من أفراد العائلة والأصدقاء؛ قرّروا الذهاب إلى منطقة منعزلة لإقامة حفل زفاف. ما لا يعلمونه أن هذه المنطقة مشهورة بجرائم لم تجد لها حل، لكن هذه الفرحة سريعاً ما تنقلب إلى خوف وفزع؛ لأنهم يجدون أنفسهم على قائمة للقتل واحداً تلو الآخر، فتُكتشف الأسرار وتُختبر الصداقات ويجد كل واحد منهم نفسه مشتبهاً به ومرشحا للموت مع بداية الزفاف. المسلسل بطولة حسان كشاش ومصطفى لعريبي وإيمان نوال وزكريا بن محمد ونوميديا لزول.
تطل “قناة الشروق” على متابعيها بعمل جديد بعنوان “بنات المحروسة”، يروي قصة ثلاث طالبات جامعيات يواجهن ضغطاً نفسياً لكونهن يعملن بجد للوصول للقمة في بلدية (المحروسة). ولكن بعد الفوضى التي تبعت أول جريمة قتل تحدث في تلك البلدية، تختبئ تلك الفتيات اللاتي يطمحن للمثالية خلف سر ما.
المسلسل سيناريو وإخراج أسامة قبي مع النجوم عبد القادر جريو، وسهيلة معلم، ومحمد خساني، وليديا شبوط، وعزيز بوكروني، وأكرم جغيم، ومحمد فريمهدي، وأسماء محجان، وكنزة مشوش. سيناريو أسامة قبي ويعرض على قناة “الشروق تي في”.
مسلسلات اجتماعية بنجوم الدراما الجزائرية
تدخل الدراما الجزائرية موسم رمضان 2025 بعدد من الأعمال التلفزيونية الاجتماعية، كمسلسل “التابعة” الذي يجمع عددا من نجوم الدراما الجزائرية على غرار العمري كعوان، وليديا لعريني، ودرصاف آية خرفي، وأحمد مداح، وسالي بن ناصر، وأحلام قواسمي، والهاني محفوظ.. والجميع مع القديرة جميلة عراس، وكتب السيناريو والحوار منال مسعودي، من إخراج أنور الفقيه (تونس)، إنتاج: عماد هنودة ويعرض على قناة النهار الإخبارية.
كما تسجل الدراما عودة مسلسل “أحوال الناس” بموسم ثالث خلال رمضان 2025، المسلسل من المقرر بثه على قناة الشروق ومن بطولة عزيز بوكروني، وسارة لعلامة، ومحمد خساني، وهيفاء رحيم، وأحمد مدّاح، وكريمو دراجي، وعايدة عبابسة، وأكثر من 50 وجها جديدا. المسلسل من إنتاج رضا سيتي.
ويشهد موسم رمضان 2025 بث أول مسلسل جزائري تلفزيوني باللهجة الشاوية بعنوان “منعرجات الحياة”، بطولة لبنى نوي وليديا لعريبي ومبروك فروجي وكمال زرارة وسعاد خلفاوي وعلي جبارة وعبير زوينة. سيناريو مسعود حجيرة، وإخراج مهدي عبد الحق ويعرض على التلفزيون الجزائري.
بينما سيكون جمهور قناة “وان تي في” على موعد مع مسلسل “إلي فات مات” مع كنزة موسوس فـي دور “صبيحة”، هـي امرأة من حي شعبي سيدة أعمال. أما سارة لعلامة فتلعب شخصية “أمل” بنت الممثلة سامية مزيان فـي المسلسل الذي سيعرض خلال رمضان 2025 على قناة “وان تي في”، كما تشارك مونيا بن فغول في دور نعيمة ومصطفى لعريبي أيضا. المسلسل من 15 حلقة انطلق تصويره في شهر ديسمبر، ومن المقرر عرضه شهر رمضان 2025.
سلطة الضبط أمام تحدي ضبط مسلسلات رمضان
تنوعت القصص والمواضيع التي تعالجها المسلسلات الدرامية الجزائرية لموسم رمضان 2025، بين قضايا اجتماعية وقضايا الجريمة. والسؤال الذي يطرح: هل ستتجنب هذه المسلسلات الجدل الذي أثارته بعض المسلسلات الدرامية في المواسم السابقة؟ مثل مسلسل “الدامة” الذي عرض في رمضان 2023 وتناول قضية الجريمة والمتاجرة بالمخدرات، وأثار غضب سكان باب الواد، أعرق أحياء الجزائر العاصمة، الحي الذي تم فيه تصوير المسلسل وكان موقع أحداثه.
وقد تعرض المسلسل لمساءلة البرلمان الجزائري؛ لأن هناك مبالغة كبيرة في ترويج أبطاله للمخدرات، وجعل المنحرفين نجوما على الشاشة. والموضوع نفسه تطرق إليه مسلسل “البراني” الذي عرض سنة 2024؛ حيث عالج مسألة مافيا الممنوعات في الجزائر، المسلسل واجه انتقادات واسعة من طرف الجمهور باعتباره يقدم صورة سيئة عن المجتمع الجزائري لا تعكس حقيقة ما يحدث فيه، وأن معالجة قضية المخدرات لا تعني بالضرورة الترويج لها عبر مشاهد مباشرة. كما رأى منتقدو المسلسلين أنهما لا يتماشيا مع القيم والمعايير الأسرية، واعتمدا لغة حوار عنيفة، رغم أن سلطة ضبط السمعي البصري أصدرت بيانا قبل دخول شهر رمضان، يدعو القنوات لتجنب الانزلاق وراء الربح المادي ونسبة المشاهدة وتجنب الإثارة ومظاهر العنف بكل أشكاله وأنواعه، وأيضا احترام المرجعية الدينية الوطنية، وحماية الأطفال وتقديم خدمة إعلامية ترقى إلى تطلعات العائلة الجزائرية.
كما وقع مسلسل “الدامة” تحت مساءلة سلطة الضبط السمعي البصري، التي لاحظت أنه يعرض كتابة جدارية تورد اسم حركة مصنفة إرهابية “الماك”، وطالبت التلفزيون الجزائري بتقديم توضيحات حول هذه اللقطة. كما سجلت لجنة يقظة متابعة البرامج الرمضانية بوزارة الاتصال، بعض الملاحظات بخصوص بعض اللقطات في مسلسل “البراني” الذي غرض على قناة “الشروق تي في” وتم توجيه استدعاء للمدير العام لمجمع الشروق لتقديم توضيحات بهذا الخصوص.
كما أن الكثير من النقاد أعابوا على بعض المسلسلات بأنها لا تعكس الهوية الجزائرية، سواء باللباس أو الديكور أو الأحداث التي كانت بعيدة كل البعد عن كل ما هو جزائري، بينما استطاعت أخرى تقديم صورة ايجابية وجميلة، عكست هويتنا الثقافية خاصة من ناحية الأزياء والحوار، والتقاليد مثل ما عكسته سلسلة “دار الفشوش”.