أمد/ لندن: دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس، إلى اعتراف مشترك بدولة فلسطين من جانب فرنسا والمملكة المتحدة، معتبرًا أن هذه الخطوة هي “الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى أفق للسلام” بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: “أؤمن بمستقبل حل الدولتين (…) الذي سيتيح لإسرائيل العيش بسلام وأمن مع جيرانها. أؤمن بضرورة توحيد أصواتنا في باريس ولندن وكل مكان للاعتراف بدولة فلسطين وإطلاق هذه الديناميكية السياسية التي تؤدي وحدها إلى أفق للسلام”.
فرنسا وبريطانيا تؤكدان دعمهما لحل الدولتين
وأكد ستارمر التزام بلاده بالتوصل إلى تسوية سياسية عادلة للقضية الفلسطينية، مشددًا على أهمية دور المجتمع الدولي في دعم الشعب الفلسطيني وتحقيق السلام الشامل والاستقرار في المنطقة.
الدعوة تأتي ضمن زيارة دولة لماكرون إلى بريطانيا استمرت ثلاثة أيام، اختتمت بقمة ثنائية تركزت على عدد من القضايا الاستراتيجية، بما فيها العلاقات الثنائية، والأمن الأوروبي، والتعاون العسكري، بالإضافة إلى الملفات الإقليمية والدولية.
وفي تصريحات أخرى خلال المؤتمر الصحفي، حذّر ماكرون من “التهديد الروسي الخطير” الذي لا يزال يهدد أمن أوروبا واستقرارها، وقال: “علينا أن نواجه هذا التهديد ونتخذ خطوات جادة لمراجعة استراتيجياتنا الدفاعية”.
وأشار الزعيم الفرنسي إلى ضرورة تعزيز التعاون العسكري بين دول أوروبا الغربية، وخاصة في ظل تصاعد التوترات مع روسيا، وتزايد مخاوف بعض الدول الأوروبية الشرقية من طموحات توسعية محتملة.
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أكد على نفس الرؤية، مؤكدًا أن على أوروبا العمل على “تعزيز الدفاع المشترك”، وشدد على أهمية التعاون في المجال النووي وتطوير القدرات الدفاعية المشتركة.
اتفاق تاريخي في مجال الهجرة بين فرنسا وبريطانيا
وخلال اجتماع عقد الأربعاء في داونينغ ستريت أعلن الزعيمان عن اتفاق غير مسبوق في مجال إدارة الهجرة عبر قناة المانش، حيث تم الاتفاق على مشروع “تبادل المهاجرين” بنظام “واحد مقابل واحد”.
وقال ستارمر: “لأول مرة سيتم وقف المهاجرين الوافدين بواسطة زوارق صغيرة، ثم إعادة توزيعهم بين البلدين”، مضيفًا: “مقابل كل إعادة، يمكن لأحد الأفراد دخول المملكة المتحدة من خلال نظام قانوني ومراقب”.
الاتفاق يهدف إلى تخفيف الضغط على الحدود البريطانية، حيث عبر أكثر من 21 ألف مهاجر القناة الإنجليزية حتى الآن هذا العام، وهو رقم قياسي.
تعزيز التعاون العسكري والنووي بين باريس ولندن
على الصعيد العسكري، وقع الزعيمان إعلاناً مشتركاً يقضي بـ”تنسيق” الموارد النووية بين البلدين، دون التفريط في السيادة الكاملة لكل منهما في استخدام السلاح النووي.
وجاء في الإعلان: “أي خصم يهدد المصالح الحيوية للمملكة المتحدة أو فرنسا قد يواجه بالقوة النووية للبلدين”، في رسالة واضحة إلى روسيا.
وأكدت الباحثة في الشؤون النووية إيلوييز فاييه لوكالة فرانس برس أن هذه الخطوة تمثل “خطوة غير مسبوقة في التنسيق العسكري والسياسي بين الدولتين”.
مشروع صواريخ مشترك
كما تم الإعلان عن تسريع برنامج صواريخ كروز المشترك “سكالب/ستورم شادو”، بالإضافة إلى مرحلة جديدة من تطوير صواريخ المستقبل والصواريخ المضادة للسفن.
وأشار الجانبان إلى تشكيل “أساس” لتحالف الراغبين، الذي أطلقته باريس ولندن في بداية عام 2025، والذي يضم حوالي 30 دولة ملتزمة بدعم أوكرانيا ووقف الحرب مع روسيا.
ومن المتوقع أن تنشر هذه القوة العسكرية في أوكرانيا بمجرد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، وقد تصل قوتها إلى 40 ألف جندي.