أمد/ باريس: أعلن الرئيس الفرنسي ماكرون، أن فرنسا قررت أن تعترف بالدولة الفلسطينية.
وقال سأعلن ذلك رسميا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
وقال ماكرون في بيان: “وفاء بالتزامنا التاريخي بالسلام العادل والدائم في الشرق الأوسط، قررت أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين. وسأعلن بيانا احتفاليا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر القادم”.
وأضاف الرئيس الفرنسي: “الحاجة الملحة اليوم هي إنهاء الحرب في غزة وإنقاذ السكان المدنيين. السلام ممكن”.
وأضاف: “يجب علينا تنفيذ وقف إطلاق النار فورا، وإطلاق سراح جميع الأسرى، وتقديم مساعدات إنسانية ضخمة لسكان غزة. كما يجب علينا ضمان نزع سلاح حماس من الناحية العسكرية، وتأمين غزة وإعادة بنائها. وأخيرا، يجب علينا بناء دولة فلسطين، وضمان وجودها، وضمان أنه من خلال قبول نزع سلاحها والاعتراف الكامل بإسرائيل، ستساهم في أمن الجميع في الشرق الأوسط، لا بديل عن ذلك”.
وأكد أن “الفرنسيين يريدون السلام في الشرق الأوسط. ودورنا نحن الفرنسيون مع الإسرائيليين والفلسطينيين وشركائنا الأوروبيين والدوليين، هو إثبات أن ذلك ممكن”.
واختتم قائلا: “على ضوء الالتزامات التي قدمها لي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، كتبت له وأعربت عن عزمي على المضي قدما (بالاعتراف بدولة فلسطين)”.
نص رسالة الرئيس محمود عباس:
فيما يلي الترجمة الكاملة للرسالة المكتوبة باللغة الفرنسية، والموجهة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتاريخ 24 يوليو 2025:
⸻
رئاسة الجمهورية الفرنسية
باريس، في 24 تموز/يوليو 2025
السيد الرئيس،
في رسالتكم بتاريخ 9 حزيران/يونيو 2025، أعربتم لفرنسا والمملكة العربية السعودية عن رغبة السلطة الفلسطينية في إنهاء الحرب في غزة من أجل سلام عادل ودائم في المنطقة، مجددين بقوة دعمكم لحل الدولتين. لقد أدنتم الهجمات الإرهابية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ودعوتم إلى الإفراج الفوري عن الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، وأيدتم نزع سلاح حماس وانسحابها من الحكم في غزة.
كما أبرزتم التزام السلطة الفلسطينية بتولي كامل وظائفها السيادية في جميع الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك غزة، مع البدء بإصلاحات عميقة وتنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية في عام 2026، بهدف تعزيز شرعيتها وسلطتها على الدولة الفلسطينية المستقبلية، التي أكدتم أنها لن تكون عسكرية بطبيعتها.
أحيي هذه الالتزامات الشجاعة، وأؤكد لكم من جانبي تعبئة فرنسا لصالح تنفيذ حل الدولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن. فهذا الحل هو السبيل الوحيد للاستجابة لتطلعات كل من الفلسطينيين والإسرائيليين المشروعة. ويجب الآن تحقيقه في أقرب وقت.
لقد دفعت الشعوب المدنية ثمناً باهظاً لا يُطاق نتيجة هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر التي ارتكبتها حماس، وكذلك خلال الحرب التي تواصلها إسرائيل في غزة. وفي الوقت ذاته، تبدو آفاق الحل التفاوضي للنزاع في الشرق الأوسط بعيدة أكثر فأكثر. وأنا لا أستسلم لذلك.
إن الحاجة الملحة تتمثل في تجسيد الحل الوحيد القابل للحياة الذي يمكنه تلبية التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني، وإنهاء الإرهاب والعنف بجميع أشكاله، والسماح لإسرائيل وجميع دول المنطقة بالعيش في سلام وأمن.
هذا هو الهدف من المؤتمر الدولي رفيع المستوى الذي ستترأسه فرنسا والمملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة بشأن الحل السلمي للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين.
وفي هذا السياق، يشرفني أن أؤكد لكم أنه، استناداً إلى الالتزامات التي اتخذتموها، فإن فرنسا ستقوم بالاعتراف الكامل بدولة فلسطين عندما أشارك في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل.
وبذلك، تود فرنسا أن تساهم مساهمة حاسمة في السلام في الشرق الأوسط، وستحشد كل شركائها الدوليين الراغبين في المشاركة.
وبنفس الروح، سأولي اهتماماً خاصاً لتنفيذ وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس، ونزع سلاح الحركة، وتعزيز سلطة السلطة الفلسطينية على جميع الأراضي الفلسطينية.
واعترافاً بالتزاماتكم، أعتمد على عملكم الحازم من أجل سلام دائم بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأرجو أن تتفضلوا، السيد الرئيس، بقبول فائق احترامي وتقديري.
إيمانويل ماكرون
رئيس الجمهورية الفرنسية
إلى: فخامة السيد محمود عباس
رئيس السلطة الفلسطينية
(وفي الأسفل بخط اليد):
“أؤكد لكم من جديد التزامي التام من أجل السلام واعتراف فرنسا الكامل”