ماذا يريد أهل غزة من هذا العالم؟ صرخة من تحت الركام

أمد/ في غزة، لا تشرق الشمس كما في باقي البلدان، ولا يغفو الليل دون أن يوقظه دويّ صاروخ أو أنين جريح. هناك، حيث تتحول البيوت إلى قبور جماعية، والمدارس إلى ملاجئ، والمستشفيات إلى أهداف، يعيش شعبٌ بأكمله تحت الحصار والدمار… ومع ذلك، لم يفقد كرامته، ولا صوته.
فماذا يريد أهل غزة؟
سؤال يبدو بسيطًا، لكنه يحمل في طياته وجع شعبٍ لم يطالب يومًا إلا بحقه في الحياة، بكرامة، بحرية، بعدالة.
يريد أطفال غزة أن يستيقظوا دون أن يعدّوا شهداء زملائهم. أن يذهبوا إلى المدرسة لا إلى المقابر. أن يعرفوا شكل الألعاب، لا أشلاء الأجساد.
تريد نساء غزة بيتًا آمنًا، لا خيمة على أنقاض. أن تنام دون أن تفزع لصراخ طفلها، أن تحتفظ بصور أولادها أحياءً، لا جثثًا في ثلاجات الموتى.
يريد شيوخ غزة أن يموتوا موتًا طبيعيًا، لا تحت الردم، وأن تُكفن كرامتهم بالعدالة، لا بالخذلان.
يريد شباب غزة مستقبلًا، لا موتًا معلبًا بصواريخ ذكية، أن يحملوا شهادة جامعية لا شهادة وفاة، أن يُحبوا، ويحلموا، ويبنوا، لا أن يُحاسَبوا فقط لأنهم صمدوا.
يريد كل مقاوم في غزة أن تُفهم قضيته لا أن تُشوَّه، أن يُسمع صوته لا أن يُحاصر، أن يُحتَرم نضاله لا أن يُوصَم بالإرهاب وهو يدافع عن أرضه وعرضه.
يريد أهل غزة من هذا العالم:
أن ينظر إليهم كضحايا لا كأرقام في نشرات الأخبار.
أن تُرفع عنهم العزلة، ويُكسَر الحصار.
أن يُعاملوا كبشر لهم الحق في الأمان، والكرامة، والحياة.
أن تُحاسب آلة القتل، لا من وقع عليها القتل.
أن يجدوا صوتًا حرًا في الأمم المتحدة، في الإعلام، في ضمير الإنسانية، يصرخ من أجلهم لا يصمت عليهم.
يريدون من الأحرار في هذا العالم:
أن لا يخذلوهم، وأن يكونوا صوتهم حين يُراد إسكاتهم.
أن يُقاطعوا القاتل، لا الضحية.
أن يُؤمنوا أن غزة ليست مجرد أرض، بل كرامة أمة كاملة.
يريد أهل غزة من المنظمات الدولية:
أن تكون عادلة لا انتقائية، منصفة لا مرتهنة.
أن ترسل فرقًا لإنقاذ الأرواح لا لتبييض الجرائم.
أن تعترف بأن الإنسانية لا تُجزّأ، وأن صرخة طفل فلسطيني تساوي صرخة أي طفل في هذا الكوكب.
غزة لا تطلب من العالم أكثر من أن ينظر في عينيها بصدق، أن يسمع روايتها، أن يتخلى عن صمته المعيب.
غزة تطلب أن تُعامل كما تُعامل الدول التي تنكسر لمجرد زلزال صغير، بينما في غزة تنهار الحياة برمتها ولا يتحرك ساكن.
غزة لا تموت، بل تُقتل ببطء… وتقاوم.
وما يريده أهلها بسيط:
أن يعيشوا كما يعيش غيرهم…
وأن تُكسر أسوار الظلم…
ويُكتب التاريخ بصدق لا بأقلام العار.
محمد ناجي الهميس
ملاحطة :
ـ نريد نشر المقال على نطاق واسع.
ـ أن يصل اعلاميا ويتداول وينشر في المواقع الاعلامية والاخبارية ومواقع التواصل الإجتماعي.
ـ من يستطيع ترجمته ونشره بأي لغة فلا بأس في ذلك.
ـ أن يصل هذا الصوت إلى العالم.
نتمنى التفاعل على نطاق واسع.