أمد/ متابعة: تدخل السفينة “مادلين” التابعة لائتلاف أسطول الحرية، الساعات الحاسمة من رحلتها باتجاه قطاع غزة، في ظل تمسك الطاقم والأفراد المتضامنين على متنها بالأمل في الوصول إلى وجهتهم يوم غد، الإثنين، وسط محاولات تشويش ملاحية. وبحسب ما أعلن الناشطون، فإن السفينة باتت على بعد نحو 100 ميل بحري من سواحل غزة.
يأتي ذلك رغم التهديدات المتصاعدة من الجانب الإسرائيلي، والتي شملت أوامر مباشرة صدت عن وزير الأمن، يسرائيل كاتس، يوم الأحد، للجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن، بمنع السفينة من الرسو على سواحل غزة.
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى تدريبات بحرية على سواحل أسدود تضمنت سيناريوهات التعامل مع السفينة بما في ذلك السيطرة عليها واقتياد طاقمها للتحقيقات قبل ترحيلهم قسرا، وسط تحذيرات من لجوء إسرائيل للقوة وارتكاب جرائم بحق الناشطين.
وأكد عدد من المشاركين في الرحلة، أنهم ماضون في مسعاهم لكسر الحصار وإيصال مساعدات رمزية إلى سكان القطاع المحاصر. وقال الناشط التركي حسين شعيب من على متن السفينة: “ما زلنا نتقدم نحو غزة، هذه ساعات حاسمة بالنسبة لنا. سنكون هناك غدًا إذا لم نُعِق”.
وشدد: “نحن ناشطون سلميون، لا نحمل سلاحًا، لكنهم يهاجموننا دائمًا ويصفون أي محاولة للدفاع عن النفس بأنها إرهاب”. وأضاف: “نُدرب أنفسنا على عدم الرد حتى أثناء تعرضنا للضرب، ولن نمنحهم أي مبررات”.
وأشار أحد منظّمي الرحلة إلى أن الإسرائيليين لم يتواصلوا مع السفينة بشكل مباشر، لكن “نحن نرصد كل ما يُنشر في إعلامهم، وندرك أنهم يراقبوننا ويتأهبون”. وأكد أنهم يواجهون تحليق طائرات مسيّرة فوق رؤوسهم، وتعرضوا لتشويش على أنظمة الاتصالات، مما أثار مخاوف من تحركات قريبة لاعتراض السفينة.
وفي تسجيل مصوّر من على متن “مادلين”، تحدث أحد قادة الحملة عن تعطل مفاجئ في أنظمة الملاحة، حيث أظهرت الإحداثيات أن السفينة موجودة في مطار بالأردن، بدلًا من موقعها الفعلي في البحر.
وقال: “هذا يعني شيئًا واحدًا فقط: هم يستعدون لاعتراضنا أو مهاجمتنا”. ورأى أن هذا التعطيل يؤشر إلى تدخل خارجي مقصود، مضيفًا: “إنهم يجهّزون لارتكاب جريمة حرب، وعلينا أن نمنع ذلك بالضغط الدولي”.
وقال الناشط البرازيلي تياغو أفيلا، وهو عضو لجنة ائتلاف أسطول الحرية، إنهم على بعد 100 ميل بحري من غزة، رغم التهديدات المتزايدة، مؤكدًا أنهم “مستمرون في المسيرة رفضًا للقصف والتجويع في القطاع”.
وأضاف: “ندرك أن إسرائيل مستعدة لمواجهتنا بالسلاح، وهذا لا يخيفنا، لكن ما نواجهه لا يُقارن بما يعيشه الفلسطينيون في غزة”. وأشار أفيلا إلى أن طائرات مسيّرة تحلّق فوق السفينة، وأنهم تعرضوا لتشويش على أنظمة الاتصال.
ولفت إلى أنه تمّ إظهار موقعهم خطأً في بعض أجهزة الملاحة على أنهم في مطار بالأردن، قائلاً: “نعرف ما يعنيه ذلك إنهم يستعدون لاعتراضنا أو مهاجمتنا”. وأطلقت تل أبيب تصريحات استهدفت شخصيات على متن السفينة، بينها الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بأن البحرية أجرت تدريبات على اعتراض السفينة، في حين أعلن وزير الأمن الإسرائيلي أنه أصدر تعليمات بمنع “مادلين” من الوصول إلى غزة “بكل الوسائل اللازمة”.
وقال كاتس، في بيان، “أعطيت تعليمات للجيش بمنع السفينة مادلين من بلوغ غزة”. ووصف الناشطة ثونبرغ بأنها “معادية للسامية”، وأعضاء المجموعة بأنهم “أبواق دعاية لحماس”، وأضاف كاتس “عودوا أدراجكم لأنكم لن تصلوا إلى غزة”.
وتابع كاتس أن “إسرائيل لن تسمح لأحد بكسر الحصار البحري على غزة الذي يهدف بشكل أساسي إلى منع نقل الأسلحة إلى حماس”، وشدد على أن “إسرائيل ستتحرك ضد أي محاولة لكسر الحصار أو لمساعدة منظمات إرهابية، بحرا أو جوا أو برا”.
وأبحرت السفينة التابعة لتحالف أسطول الحرية من صقلية، الأحد الماضي، متجهة إلى غزة لإيصال مساعدات إنسانية وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أعوام.
وكان منظمو رحلة السفينة المحملة بالمساعدات وعلى متنها 12 ناشطا، أعلنوا السبت أنها وصلت إلى قبالة السواحل المصرية في طريقها إلى قطاع غزة.
وتأتي هذه التحركات في وقت تستمر فيه إسرائيل في فرض حصار شامل على قطاع غزة منذ مطلع آذار/مارس الماضي، ما تسبب في كارثة إنسانية ومعاناة شديدة لسكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بينهم من يعانون من المجاعة، بحسب مؤسسات محلية.