مؤثرون مغمورون يكتسحون دراما رمضان
الملفت للانتباه خلال السباق الرمضاني لسنة 2023، الحضور القوي للمؤثرين والناشطين على مختلف المواقع “فايسبوك، أنستغرام، تيك توك، يوتيوب” وغيرها، ضمن أعمال درامية وكوميدية وبرامج تلفزيونية متنوعة، في مقابل حضور محتشم لقامات الدراما الجزائرية، على غرار الفنانة “بيونة” والفنان حسان بن زيراري، مصطفى لعريبي، ريم تاكوشت وآخرون.
من بين عشرات الأعمال الرمضانية التي أنتجتها القنوات الجزائرية هذا العام، سواء في الدراما أو الكوميدية والسيتكوم، لا نجد حضورا بارزا لجيل عثمان عريوات وصالح أوقروت وشافية بوذراع، مما جعل الجمهور العريض يطرح العديد من التساؤلات عن سر اعتماد المؤثرين على حساب خريجي المعاهد الفنية والمسارح.
حيث تشهد الساحة هذا الموسم حضورا محتشما لكبار الفنانين، منهم من غيّبهم الموت خلال السنوات الأخيرة، مثل مصطفى برور، حزيم، العربي زكال، فريدة صابونجي .. ومنهم من لم يظهروا لأسباب غير واضحة، على غرار وحش الشاشة محمد عجايمي، القدير سيد أحمد أقومي، الفنان عنتر هلال، فتيحة سلطان، جميلة عراس وشقيقتها زينب عراس، عبد النور شلوش، مراد شعبان، صالح أوقروت الذي غيّبه المرض وغيرهم، فاسحين المجال لوجوه جديدة تمخضت عن مواقع التواصل، بعيدا عن المسارح والمعاهد الفنية، بالرغم من وجود بعض الأسماء اللامعة في عمل أو اثنين كـ”بيونة، بوعلام بناني، ريم تكوشت، مصطفى لعريبي، حسان بن زراري، عايدة عبابسة وغيرهم.
مؤثرون في أكبر المسلسلات الدرامية
وقد كشفت الشبكة البرامجية التلفزيونية في رمضان هذا العام، عن ظهور العديد من الوجوه المعروفة على منصات التواصل الاجتماعي أو ما يعرف بـ “المؤثرين”، في أعمال كوميدية ودرامية، إلى جانب برامج أسرية واجتماعية أخرى، حيث ظهرت المؤثرة هناء منصور بدور “رزيقة” في أحد أكبر المسلسلات الدرامية الجزائرية لهذا العام “الدامة” الذي نال حظا كبيرا من المشاهدة للمخرج يحيى مزاحم، مما سمح لها بالوقوف إلى جانب ممثلين كبار، على رأسهم بيونة، مصطفى لعريبي، ريم تكوشت، بوعلام بناني وغيرهم، بالرغم من أنها عارضة أزياء وصانعة محتوى على منصات “تيك توك وانستغرام”، ومعروفة بالترويج للألبسة والعطور، الأكلات، المناطق السياحية التي تزورها، كما أنها تنقل لمعجبيها يومياتها بكل ما يحدث من مواقف تحدث لها، سواء كانت جادة أو طريفة.
من جهتها، تظهر نورهان زغيد الفاعلة على منصات التواصل الاجتماعي، في ذات المسلسل، إلى جانب مشاركتها مع صديقتها المؤثرة وصانعة المحتوى على انستغرام وتيك توك، إيناس عبدلي، في برنامج الطبخ “ماكلة بنينة”.
كما شاركت المؤثرة منى ليمام لأول مرة، في السلسلة الكوميدية “بوفرططو هاوس” للمخرج عموري سي موح، وهي شقيقة سيليا ليمام طليقة المغني محمد بن شنّات، كما أنها مؤثرة لديها مئات الآلاف من المتابعين في كل حساباتها على السوشيل ميديا، والتي تقوم من خلالها بالترويج لماركات ألبسة، مساحيق تجميل، عطور، وأطعمة وكذا يومياتها بتفاصيلها، على غرار نظيراتها.
ولم تقتصر خارطة البرامج الرمضانية على المؤثرات، بل شهدت حضور مغنيات ومصممات أزياء، حيث ظهرت مصممة الأزياء حفيظة بريكي عبر شاشة رمضان ببرنامج نسائي بعنوان “قصتي”، وقدّمت المغنية منال حدلي برنامج فوازير يحمل عنوان “نال مع منال”.
وقد سبقت هؤلاء المؤثرة نوميديا لزول في المواسم الرمضانية الماضية بعد مشاركتها في السلسلة الفكاهية “طيموشة” لسنتين وعديد البرامج الأخرى.
ويرى الكثير من أهل الفن والمختصين، أن الفنان في الجزائر لا ينال حقّه لا في مجال التوزيع ولا من الناحية المادية، بعد أن أحيل الكثير منهم على تقاعد فني مفروض، خاصة بعد ظهور موجة جديدة من الممثلين من الغرباء عن الحقل الفني، خاصة بعد لجوء المنتجين إلى الاستعانة بنجوم مواقع التواصل التي تعد استراتيجية من الناحية الإنتاجية لاستقطاب متابعي صنّاع المحتوى على وسائل التواصل، وبالتالي حصد نسبة مشاهدة أكبر، بالرغم من أن القليل من المؤثرين فقط ممن يملكون موهبة لا زالت تحتاج للصقل.
وهذا الرأي يتشارك فيه الكثير من المتفاعلين على مواقع التواصل، من خلال تعليقاتهم المسجلة تحت كل حلقة من هذه المسلسلات، حيث منهم من ذهب أبعد من ذلك بالقول إن هناك بعض المؤثرين لا ينبغي لهم الظهور أمام الجمهور العريض من العائلات الجزائرية، لعدة اعتبارات أهمها الأخلاقية، بناء على خلفية منشوراتهم اليومية التي قد لا تتناسب مع مبادئ الكثير من الأسر الجزائرية.