مؤتمر النقابة ليس فرصة لتجديد القيادة فقط بل وأيضا للرؤى اليوم 24
قال عبد الإله دحمان، نائب الأمين العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، إن السياق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في أبعاده الوطنية والدولية، وتفاعلات الواقع النقابي مع هذه التحولات، بارتباط مباشر مع تداعيات كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، يستلزم اليوم مطارحة الخيارات النضالية، عشية تنظيم النقابة لمؤتمرها الثامن نهاية الأسبوع الجاري، وفق أرضية صلبة تستحضر الواقع الاجتماعي المركب، كما تأخذ في الاعتبار ما يشهده العمل النقابي من تراجعات في منسوب الثقة وضبابية الرؤية النقابية والنضالية.
وفي الوقت الذي قال فيه دحمان في تصريح لـ”اليوم 24″، إذا كان الرهان التنظيمي الأساس للمؤتمر الوطني الثامن يتجسد في تجديد قيادة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بشكل ديمقراطي معبر عن إرادة المؤتمرات والمؤتمرين الذي ترسخ منذ عقود، بعد أن أنهى الأمين العام الحالي، عبد الإله الحلوطي، ولايتين اثنتين، وفق ما تقتضي الديمقراطية الداخلية المعمول بها، فإن تجديد القيادة حاليا بات مقرونا حسب دحمان بـ”ضبط أولوياتنا التنظيمية والمالية والنضالية وفق مرجعية نقابية قادرة على إنتاج إيجابات ترشد رهاناتنا الجماعية نضاليا ونقابيا”.
وهي الوظيفة الجماعية التي يرى نائب الحلوطي، أنه يجب “أن يشكل بصددها المؤتمر الوطني الثامن لحظة وعي جماعي بالسياق الحالي في مختلف أبعاده الدولية والوطنية التي تؤثر على السياسات العمومية بالبلاد، بل يتجاوز ذلك ما قد يشكله الوضع الاجتماعي من تحديات على المستوى الجيوسياسي وإلحاحية تجديد العرض النقابي وفق رؤية مستوعبة للرهانات لكنها لا تغفل عن التحديات الصعبة والمركبة التي تكتنف الدينامية النضالية، وتموقع النقابة الذي فرضته تحولات انتخابات المأجورين وموقف حكومة 8 شتنبر، وسعيها إلى تحجيم فعالية وتأثير الاتحاد في النسق النقابي والاجتماعي في محاولة تراكم إرادة إبادة أي محاولة لاستعادة الدور والمبادرة في حقل سياسي واجتماعي ملتبس.
وشدد دحمان، على أن الرهانات المقبلة لمنظمته النقابية، لما بعد انتخابات 8 شتنبر، تتحدد في طبيعة الإيجابات التي يجب أن تتبلور بشكل جماعي لمواجهة ما تشهده الحياة السياسية والاجتماعية من سياسات تفقيرية للطبقة العاملة وفئات الشعب المغربي، ومن تنامي ما وصفه دحمان أيضاً بـ”نزوع هيمني يطغى عليه منطق مقاولاتي يضع الربح السريع واستغلال الظرفيات أولوية قصوى على إنتاج سياسات اجتماعية وعمومية تحاول الحد من تفاقم الأزمة الاجتماعية وانهيار القدرة الشرائية للمواطنين”.
ويرى المسؤول النقابي، أن “رهانات المؤتمر الوطني الثامن، وإن كانت تبدو تنظيمية لاندراجها في إطار الالتزام والانضباط للقوانين المؤطرة للممارسة داخل الاتحاد، وصيانة المنجز الديمقراطي الداخلي، فإن المؤتمر الوطني الثامن، حسب دحمان دائما يتوقع أن يفتح فرصة مهمة في سياق مركب لتجديد الرهانات وما يرتبط بها من برامج عمل تتجاوب مع انتظارات مناضلي ومناضلات الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، وتجديد في الخط النضالي والرؤية النضالية وفق تحدده دون المبادئ والمنطلقات وأسس الإطار المرجعي للاتحاد”.
فالمؤتمر بهذا المعنى يشدد دحمان على أنه “ليس محطة لتجديد القيادة فقط بل فرصة لتجديد المقاربات والرؤى بالنظر إلى طبيعة التحديات التي يفرضها هذا السياق السياسي والاجتماعي، الذي يقتضي ما أسماه بـ”هبة جماعية لرص الصفوف وتمتين البيت الداخلي والانتباه إلى قوة التحولات الجارية تحت جسر الاتحاد، والتي تسائل مدى صلابة البناء التنظيمي وقدرته على استيعاب ارتدادات هذه التحولات بوعي جماعي”.
وتوقع دحمان، أن “الاتحاد الوطني للشغل سينجح في إفراز قيادته بإرادة ديمقراطية حرة ومسؤولة، وكذلك واعية ومستوعبة لدقة المرحلة وتحدياتها وما تفرضه من مهام نقابية ونضالية”.