مؤتمر الدوحة “التشويشي” وارتعاش الرسمية الفلسطينية السياسي
![](https://alarabstyle.com/wp-content/uploads/2024/08/1707550098-916-3.jpg)
أمد/ كتب حسن عصفور/ بشكل مفاجئ أصدرت تنفيذية منظمة التحرير ومركزية فتح، ولاحقا رئاسة المجلس الوطني بيانات “غاضبة” حول عقد لقاء لشخصيات فلسطينية متعددة “الولاءات” بمسمى “مؤتمر وطني” في العاصمة القطرية الدوحة، يوم 19 فبراير 2025.
مبدئيا، من حق أي مجموعة شخصيات أو قوى أن تتلاقى لبحث ما يجب أن يكون سياسيا أو شعبيا، في كل ما يتصل بالقضية الوطنية الفلسطينية، وتلك ليس بدعة أو اختراع خاص بمن تذكرها راهنا، ولكن دوما ارتبطت أي دعوة بالشأن الفلسطيني برعاية طرف غير فلسطيني، بالشك والريبة الوطنية، وسوابقها كثيرة، ولم تنجح أي منها يوما، خاصة محاولات “الشقيقة سوريا”، صاحبة اليد الأعلى في صناعة “مماثل” أو “مماثل موازي” أو “مماثل إزعاجي” للممثل الشرعي الوطني”.
دون تجاهل، تجربة دفع حركة حماس لتشكيل “مماثل موازي”، وما حدث بعد انقلاب يونيو 2007، ما فتح الباب لمظهر انقسامي شكل رافعة كبرى لخدمة المشروع المعادي العام، ومقدمة موضوعية لحرب التدمير في قطاع غزة أكتوبر 2023، وحرب التهويد الموسعة والمتسارعة في الضفة والقدس منذ نوفمبر 2022.
كان ملفتا تجاهل بيان تنفيذية منظمة التحرير تحديد المسألة التي سببت غضبها، سوى كلام إنشائي لا يمثل قيمة يعتد بها، كلام لن يترك أثرا لدى القارئ، فيما حاولت فتح أن تقارب نسبيا الأمر، بينما تحلت رئاسة الوطني بوضوح أعلى بتحديد المسألة اسما ومسمى وطلبا بديلا، أي كان الاتفاق معه أو الاختلاف، كون دعوتها لحوار تحت رعاية المجلس ذاته لا يمكن الاعتداد بها لأنها رد فعل وليس فعل، مع اللا يقين أيضا بفعلها، كون المؤسسة ذاتها مصابة بعطب موضوعي.
المسألة الجوهرية التي تثير التفكير السياسي، هي صمت الرسمية الفلسطينية، وكذا فصيلها الأساس عن الدور القطري “التشجيعي” لكل محاولة بها رائحة “ممثل موازي” أو “فعل ارباكي”، وسبق للدوحة أن استضافت لقاء فتحاويا موسعا برعاية عزمي بشارة، لم تقف مركزية فتح أمامه، وفي يناير 2025، استضافت الدوحة لقاء فصائلي بدعوة من حماس، استثنى حركة فتح وبعض تحالفها، دون أن تغضب تنفيذية المنظمة أو مركزية فتح، وفقط لأنها قطر.
هروب قيادة الرسمية الفلسطينية على مواجهة الدور القطري التشويشي جدا، منذ رعايتها الانقلاب الأول يونيو 2007، وحتى يناير 2025، وما بينها، ثم الارتعاش أمام تسميتها بفتح الباب لعقد مؤتمر لا يمكن اعتبار هدفه “وطني نبيل”، لاعتبارات يعلمها كل فلسطيني، فالإصلاح أي كان محركيه لن ينطلق من مقر ومكان قرب قاعدة العديد الأمريكية، أو عاصمة رعاية الانقسام الوطني الأخطر في تاريخ القضية الوطنية، والتي أعترف أميرها بأن كل ما كان تنسيقا مع أمريكا وتل أبيب.
المؤشر الخطير في موقف تنفيذية المنظمة ومركزية فتح، أنها اكتفت بالشرح الإنشائي لمخاطر وتهديد كلامي دون أن تضع نقاطا واضحة للدولة راعية “المؤامرة الخبيثة”، كما وصفتها تلك البيانات، ولذا بداية المواجهة تبدأ من موقف واضح وصريح من قطر، فاستمرارها يعني أنها شريكة بتلك “المؤامرة”، أما الهروب من التحديد فلا يحق لها أبدا بعد ذلك الحديث عن المشاركين في مؤتمر الدوحة أو غيره، ويمكن للمشاركين، يرون في قطر جهة تمويل وتسهيل وخدمات لهم، كما تقدم لغيرهم وبينهم من الغاضبين، لذا لا يجرؤن النيل منها.
ولكن، أي كان الأمر، نحو قطر ودورها غير النافع وطنيا، أو لقاء سيتم الترويج له إعلاميا، بكثافة موسعة لأسباب مختلفة ونوايا متعددة، وأهمها تبيان “هشاشة الممثل الرسمي الفلسطيني”، خاصة بعد بيانات النفخ السياسي، وكي لا يصبح الأمر مجرد رد فعل بياناتي، يجب التفكير جديا بجوهر المطالب التي تم الحديث عنها، والتي يعلمها كل أهل فلسطين.
* لا بد من عودة الروح الوطنية لمؤسسات منظمة التحرير، وأن تقلع عن أنها مؤسسات ملحقة بمكتب الرئيس عباس، لا تنطق سوى بهواه السياسي، ولا تتفاعل سوى برضاه الذاتي، إلى أن باتت مسميات قياداتها مجهولة النسب.
* عقد دورة رسمية للمجلس المركزي الفلسطيني لتفعيل قراراته السابقة وقرارات الوطني، في كل ما يتعلق بقرارات “فك الارتباط” مع دولة الكيان، من تعليق الاعتراف المتبادل إلى وقف كل علاقة تمس بالوطنية الفلسطينية.
* منح الرئيس عباس فترة شهر من تاريخه لإعلان دولة فلسطين، وفقا لقرارات الوطني والمركزي، وإن لم يفعل يعود المركزي للانعقاد وإعلان دولة فلسطين، ومناقشة انتخاب رئيس للدولة.
* تكليف الرئيس المنتخب بتشكيل حكومة جديدة لدولة فلسطين.
* محاسبة اللجنة التنفيذية كإطارعن تقصيرها الجماعي وعدم القيام بالمهام التي انتخبت من أجلها، ومنحها فترة زمنية لتصويب أوضاعها، وفي حال عدم القيام بذلك، تتم دعوة طارئة لانتخاب تنفيذية جديدة، رئيسا وأعضاء
* عقد اجتماع طارئ لتنفيذية منظمة التحرير، تؤكد دورها القيادي وأن تعود لعملها في لقاء أسبوعي يكون هو مرجعية القرار السياسي العام.
خطوات واجبة التنفيذ، قبل أي حديث عن مؤتمر لمناقشة “إصلاح وتطوير”، فهناك من التوصيات ما يعيد بناء الأمم المتحدة وليس منظمة التحرير، فدون التطوير الذاتي وفقا لتوصيات متراكمة، حول “تطوير منظمة التحرير وإصلاح المؤسسة”، تبدأ من تنفيذ فك الارتباط بدولة الكيان وإعلان الكيان الوطني، تصبح كل الطرق مشرعة ومشروعة للتفكير فيما يجب أن يكون سلاحا لحماية القضية وليس خاطفها.
بيانات العواطف السياسية لن تحمي مشروعا بسلاح بات مهترئا باليا، صاحبه فقد القدرة على نطق الصواب الوطني.
ملاحظة: يوم 14 فبراير صار له معنى غير نكهة عيد الحب أو ألم اغتيال سعد الحريري، لما نائب ترامب مسح الدول الأوروبية وداخل بيتها الألماني بكل الكنادر العتيقة..الذ بهدله لما قالهم انتم مش ديمقراطيين ولا عفاريت..بتصدقوا انه الواحد انتشى بهيك حكي مع انه ترامبو مصر يسرق غزتنا ويهود قدسنا وضفتنا..
تنويه خاص: صديقي خليل أبو شمالة..رجع لمدنية غزة بعد رحلة نزوح محلية..أول شي عمله انه وثق “عودته” بكم فيديو عن منطقة كان فيها شي صارت بلا شي..بس الذ شي أنه بيصور وبيحكي كانه راجع فاتح..روح خليل لازم تتصنع للتصدير..هيك الفلسطيني ما بنكسر روحه شو ما صار يصير..جدع يا بو “نور وبسمة وإمحمد”..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص