مؤامرة التهجير الكبرى توجه أهوج لفكر أعوج
أمد/ المؤامرة الإسرائيلوـ أمريكان الرامية إلى تهجير مواطني غزة والضفة الغربية من أرضهم تلامس في معناها الطرد ،وتقارب حدود التطهير الديني والعرقي الذي لن يتحقق باستبداله بالنجاسة .
أطل علينا صاحب الوجه النحاسي شرطي المدينة ، حارس الحديقة يتوعد بالعقوبات إذا لم ترضخ مصر والأردن لطلبه استقبال المواطنين الفلسطينيين على أرضهما ، ثم سيرى صاحب الوجه النحاسي فيما بعد ما يمكنه أن يفعله لجبر خواطرهم جميعا وتصبيرهم على ما هم فيه من الهم والغم ، ذلك أنه لا يرى للفلسطينيين حق في البقاء على أرضهم !أي أنهم غرباء مثل جميع الأجانب المقيمين في أمريكا المهددين بالإبعاد والترحيل إلى بلادهم ، وليتها جاءت من أحد آخر غيره، فدونالد ترامب78 عاما أب لخمسة أبناء من ثلاث زوجات وعشرة أحفاد، هو من أصل ألماني واسكتلندي ، زوجته الأولى مارلا مابلزكانت شخصية تلفزيونية أمريكية، والثانية إفانا ،سيدة أعمال تشيكية والثالثة ميلانيا،عارضة أزياء .. من سلوفينيا، إذن العائلة ما شاء الله معظمها وعلى رأسها دونالد ترامب هو نفسه من أصول أجنبية ، يعني مهاجرين، وأي قرار بترحيل المهاجرين والأجانب من أمريكا لابد بداهة أن يشملهم هم أولا، ودعوته بترحيل الأجانب والمهاجرين وعدم منح الجنسية الأمريكية للمواليد على الأرض الأمريكية ينقصه الكثير من الحكمة والتبصر، أي أنه توجه أهوج لفكر أعوج من أصحاب النزعة العنصرية المحملة بشحنة عدائية الخالية من اي اعتبار للقيم والعلاقات الإنسانية.
مؤامرة التهجير وصمة عار على جبين من ابتلت البشرية بشرورهم ، وضاقت الإنسانية بغرورهم الممتد والمتجدد منذ سنوات “الكاوبوي”إن الشعب الأمريكي طيب، يقدس العمل ، يحترم الرجل الصالح ، ويُقدر الكفاءات مهما كانت في كل مجالات العمل الحساسة، وأمريكا قاطرة الحضارة والتقدم العلمي والثقافي ، وديمقراطيتها مثالا يحتذى به ، أمُا أن يتعاطف مع اسرائيل الظالمة المعتدية لنصرة احتلالها لفلسطين فيبدو أنهم لم يقرؤوا التاريخ ولا يدرون ما أصل المشكلة، أو أنهم وقعوا في فخ اللوبي الذي يملك بنفوذه المالي مصيرهم ، لقد توغلوا في مفاصل عدة دول كبرى بالخداع والأكاذيب والافتراءات على المجتمع الدولي كله والمشكلة لن تقتصر على أرض فلسطين وحسب بل ستمتد أطماعهم إلى معظم دول الجوار، ولذلك تتحسس مصر والأردن كثيرا من خطورة تطورات هذه المؤامرة على أمنهما واستقرارهما، والحل المنظور هو ضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من سبل العيش في بلده والمساهمة في تثبيت أقدامه على أرضه، والشروع فورا في تهيئة البنية التحتية لتشجيع الفلسطينيين المقيمين بالخارج على القدوم لبلدهم والمساهمة في بنائه وعمارته وتطوير الحياة فيه.
مؤامرة التهجير الكبرى تقوم على أساس الضغط الشديد على مصر للموافقة عليها ، فبدون ذلك لا سبيل لتمرير المؤامرة ،لقد منعت إدارة بايدن عن مصر مدة5 سنوات كاملة كل حقها المالي المقرر في اتفاقية كامب ديفيد أي 1.3 مليار دولارسنويا ، وقبيل مغادرة بايدن البيت الأبيض لم يشأ أن يُنسب الفضل بعد ذلك إلى ترامب فقررتسليم المبلغ كاملا لمصر وقد كان بالفعل ، كان ذلك مجرد نموذج فقط لشكل الضغوط التي تتحملها مصر ، تماما مثلما تحملت المتاعب المالية بعد فقدها 7 مليار دولار في عام واحد تمثل جزء هام من عوائد المرور بقناة السويس وذلك جراء الاعتداءات المسلحة للحوثيين على السفن المارة بباب المندب إلى البحر الأحمر ثم عبر قناة السويس، كموقف أراده اليمن إسنادا عمليا للمقاومة الفلسطينية ، بالإضافة إلى أشكال أخرى كثيرة مثلت إغراءات مالية أمريكية هائلة لثني عزم مصر ودفعها للتراجع عن موقفها اذي لا شك سيذكرها التاريخ لمصر ولباقي الدول العربية بعميق التقدير والفخر والامتنان.
إنها مؤامرة خبيثة كبرى لا ندري حقيقة ما يمكن أن تسفر عنه من نتائج ، إلا أن ما يستوقف رحلة الروح في تطور الفكر عبر الزمن هو اليقين بقدرة الشعب المصري على دعم ومساندة قيادته السياسية ، وعلى الثبات في موقفه الداعم للشعب الفلسطيني من أجل التمسك بأرضه والتشبث أكثر بوجوده في بلده .