لماذا انتخب قائد الجيش اللبناني جوزيف عون رئيساً للجمهورية؟
أمد/ تاريخياً، شهد لبنان انتخاب قادة الجيش لرئاسة الجمهورية أكثر من مرة، مثل فؤاد شهاب، إميل لحود، وميشال سليمان وبالأمس انتخب البرلمان اللبناني العماد جوزيف عون قائد الجيش رئيسا للجمهورية اللبنانية.
هذا النمط يعكس مجموعة من العوامل السياسية والاجتماعية:
1. رمزية الجيش ووحدته الوطنية:
يُعتبر الجيش اللبناني مؤسسة وطنية جامعة فوق الانقسامات الطائفية والسياسية، وهو رمز للاستقرار والأمن في بلد يعاني من تجاذبات طائفية وسياسية.
يُنظر إلى قائد الجيش عادة كشخصية تمثل حيادية نسبية، مما يجعله مقبولاً لدى معظم الأطراف.
2. دور الجيش خلال الأزمات:
خلال الفترات الحرجة التي مر بها لبنان، مثل الحروب الأهلية أو أزمات الأمن الداخلي، يبرز الجيش كحامي للدولة ومؤسساتها.
هذا الدور يعزز صورة قائد الجيش كزعيم قادر على ضمان استمرارية الدولة وإعادة بناء الثقة بمؤسساتها.
3. ضعف الثقة الشعبية بالأحزاب السياسية:
نتيجة الفساد السياسي والانقسامات العميقة بين الاحزاب السياسية، تميل الأطراف السياسية أحياناً إلى البحث عن شخصيات غير حزبية ذات خلفية عسكرية.
يُنظر إلى قائد الجيش غالبا كشخصية تعمل وفقاً للمصلحة الوطنية بدلاً من المصالح الحزبية والفئوية.
4. التقاليد السياسية في لبنان:
منذ استقلال لبنان، لعب الجيش دوراً محورياً في الحياة السياسية، وأصبح انتخاب قائد الجيش للرئاسة عرفاً غير مكتوب خاصة في حالات الجمود السياسي أو غياب التوافق على مرشح مدني.
5. الدعم الإقليمي والدولي:
غالباً ما يحظى الجيش اللبناني بدعم دولي وإقليمي باعتباره مؤسسة غير طائفية، ما يُكسب قائده قبولاً أوسع لدى القوى الخارجية المؤثرة في السياسة اللبنانية.
تحديات هذا النهج:
على الرغم من المزايا التي تتوفر في قائد الجيش اللبناني عادة، فإن اختيار قائد الجيش قد يثير مخاوف بشأن عسكرة الحياة السياسة وتضييق دور المدنيين في الحكم.
كما أن حياد قائد الجيش أثناء خدمته قد يصبح موضع تساؤل عند دخوله المعترك السياسي.
باختصار، انتخاب قائد الجيش للرئاسة يعكس توازن القوى بين الأطراف اللبنانية ورغبتها في شخصية توافقية قادرة على إدارة بلد متعدد الطوائف والتوجهات.
ختاما نتمنى للرئيس جوزيف عون التوفيق والنجاح في مهمته الرئاسية، وأن يستعيد لبنان أمنه واستقراره ودوره كالمعتاد بما يلبي تطلعات الشعب اللبناني في الأمن والتقدم والإزدهار والإستقرار.