أمد/ بوسان: التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الصيني شي جين بينج يوم الخميس، في بوسان بكوريا الجنوبية على هامش الاجتماع الثاني والثلاثين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ أبيك (APEC)) في محاولة لحل أشهر من التوترات التجارية بين البلدين.
وانتهى الاجتماع بعد مرور ساعة و40 دقيقة على بدايته، وفق ما أفادت وسائل إعلام صينية رسمية، وأفادت “رويترز” بأنهما خرجا من القاعة سوياً، وأن ترامب شوهد وهو يركب سيارته مغادراً مكان الاجتماع.
وقبل بداية الاجتماع، تصافح الرئيسان أمام وسائل الإعلام، وقال ترامب لشي: “من الجيد أن أراك مجدداً”، وأضاف أن الولايات المتحدة والصين قد توقعان “اتفاقاً تجارياً اليوم”.
وأضاف: “يشرفني أن ألتقي اليوم بصديقي العزيز، رئيس الصين المحترم. سنجري محادثات. أعتقد أننا توصلنا بالفعل إلى اتفاق بشأن العديد من القضايا، وسنتوصل الآن إلى اتفاق بشأن المزيد. الرئيس شي جين بينغ قائد عظيم لبلد عظيم. أعتقد أنه ستكون لدينا علاقات رائعة وستدوم طويلا”.
وأضاف ترامب: “لقد اتفقنا بالفعل على الكثير من الأمور، وسوف نتفق على المزيد الآن”، واصفاً نظيره الصيني بأنه “مفاوض صعب جداً” ولكنه أيضاً “زعيم عظيم لبلد عظيم”.
وتابع الرئيس الأميركي: “أعتقد أننا سنمتلك علاقة رائعة لفترة طويلة من الزمن”.
من جانبه قال الرئيس الصيني، إن التنمية في الصين تسير جنباً إلى جنب مع رؤية ترامب لجعل أميركا عظيمة مجدداً، وأضاف: “قلت علناً إن الصين والولايات المتحدة يجب أن يكونا شريكين وصديقين، وهذا هو ما يحتاجه العالم”.
وأشار إلى أن فرق التفاوض التجارية بين الجانبين توصلت إلى “توافق أساسي” وفر الظروف الأساسية للقاء اليوم، لافتاً إلى أنه من الطبيعي أن تختلف الولايات المتحدة والصين في وجهات النظر؛ لأنه من المعتاد أن تنشأ احتكاكات بين أكبر اقتصادين في العالم من حين لآخر.
وقال شي: “أنا جاهز للعمل معك اليوم لبناء أساس متين للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة”، مؤكداً أن الصين والولايات المتحدة قادرتان تماماً على مساعدة بعضهما البعض على النجاح والازدهار معاً.
ورافق ترامب في اللقاء كلٌّ من ممثل التجارة الأميركي جيميسون جرير، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، والسفير الأميركي لدى الصين ديفيد بيرديو.
وعلى غير عادة لقاءات الزعماء التي تتم في أماكن فخمة عٌقد اللقاء بين شي وترمب في مبنى رمادي صغير ذي سقف أزرق، داخل قاعدة عسكرية مجاورة لمطار بوسان الدولي، وعند مدخل المبنى لافتة كتب عليها: “مرحباً بكم في قاعدة غيمهي الجوية”.
وفي الأيام التي سبقت الاجتماع، أشار المسؤولون الأميركيون إلى أن ترامب لا ينوي تنفيذ تهديده الأخير بفرض ضريبة استيراد إضافية بنسبة 100% على السلع الصينية، وقد أظهرت الصين علامات على استعدادها لتخفيف ضوابط التصدير على المعادن النادرة، وكذلك شراء فول الصويا من أميركا.
وذهب ترامب إلى أبعد من ذلك، حيث قال للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية في طريقه إلى كوريا الجنوبية، إنه قد يخفض التعريفات الجمركية التي فرضها على الصين في وقت سابق من هذا العام، مقابل أن تقوم بدورها في تشديد الرقابة على تصدير المواد الكيميائية المُستخدمة في إنتاج مخدر “الفنتانيل”.
واجتمع مسؤولون من كلا البلدين خلال وقت سابق من هذا الأسبوع في كوالالمبور لتمهيد الطريق لزعيميهما. وبعد ذلك، صرّح كبير المفاوضين التجاريين الصينيين، لي تشنج قانج، بأنهما توصلا إلى “توافق أولي”، وهو بيان أكده وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الذي قال إنه كان هناك “إطار عمل ناجح للغاية”.
وأزالت المحادثات التي جرت في كوالالمبور من تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية 100% على الواردات الصينية، بدءاً من أول نوفمبر، لافتاً إلى أنه من المتوقع، في المقابل، أن تؤجل بكين تطبيق نظام تراخيص المعادن الاستراتيجية لعام، حتى تعيد النظر في هذه السياسة.
لقاء ترامب وشي بينغ في بوسان الكورية pic.twitter.com/wcI4QlAz64
— أمد للاعلام (@MediaAmad) October 30, 2025
