لجنة الإسناد المجتمعي والهروب من غزة؟!
أمد/ الحذر: لجنة الإسناد المجتمعي طريقة لشرعنة الاحتلال أو وسيلة لاستمرار حكم حماس في غزة، بأشكال مدنية جديدة؟ ..
يعرف الجميع أن الكثير من اهل غزة يتأهب للهروب منها، أو مغادرتها اذا أردنا تعبيرا لا يخدش حياء البعض واقل تاثيرا على سمعهم، مجرد ان يتم الإعلان عن هدنة ويفتح معبر رفح؟! قد يقول قائل بس يصير هدنة ويفتح المعبر ويتوقف الموت على قاعدة لما يجي الصبي بنصلي على النبي؟!
سؤال: هل هناك جهات فلسطينية يقلقها هذا الامر وتفكر فيه؟!
طبعا الكل يعرف عوامل واسباب طرد الفلسطينيين من غزة ودفعهم إلى الهروب، هي باختصار امران: غزة تدمرت، وغزة تعاني من فوضى سياسية واجتماعية وأمنية لا تستطيع الناس المحترمة أو الغلابة أن يعيشوا فيها، في ظل تغول الحرامية والدشر وتنامي حكم وظلم العائلات والعشائر والقبائل، وتشكل مجموعات من العصابات تقتل وتخطف وتسرق لاهون الأسباب.
طبعا قبل إغلاق معبر رفح، هرب أو غادر أو ترك، كل واحد يستخدم التعبير الذي يعجبه، غزة كل المقتدرين، كل من يملك خمسات آلاف الدولارات ليفتدي نفسه وعائلته واحبابه، تركها التجار واساتذة الجامعات والأطباء والصحفيين والمثقفين وابناء العائلات الله منعم عليها، وبعض الحرامية والشحادين من النشطاء باسم غزة والشعب على التوكتوك ومن خلال مواقع جو فند Go fud، التقديرات تقول ان غزة غادرها في هذه الفترة حوالي خمسها، 200 ألف مواطن؟!
في هذه الأيام تطرح جهات متعددة موضوعة لجنة الإسناد المجتمعي لتتولي شؤون غزة فيما يعرف باليوم التالي، رغم انه حتى الآن فإن ملامح اليوم التالي هي ملامح إسرائيلية، ولن تبتعد كثيرا عن قرار إسرائيل ومصالحها الاستراتيجية في قطاع غزة.
بعيدا عن انعكاسات هذه اللجنة السياسية على القضية الفلسطينية، رغم أهمية هذه التاثيرات الاستراتيجية وانعكاساتها السلبية على هذه القضية، وهذا ما دفع الرئيس ابو مازن والسلطة الفلسطينية لرفض هذا الشكل من الحل لما يعرف في اليوم التالي في غزة.
هل تستطيع هذه اللجنة أن تعمل في ظل وجود الاحتلال الذي يتحكم في كل أمور غزة؟
هل تستطيع هذه اللجنة أن تعمل وتقرر في وجود غابة من السلاح تحت اسماء مختلفة، في حين لا تملك هذه اللجنة القوة اللازمة لفرض قراراتها؟
اسئلة كثيرة يمكن طرحها تبين أن هذه اللجنة ستكون ديكور لمن يملك السلاح والقوة ويستطيع أن يفرض قراره، فهي اما أن تكون وسيلة لشرعنة الاحتلال، أو وسيلة لشرعنة استمرار حكم حماس بأشكال مدنية جديدة، وفي كلا الحالتين لن تخدم هذه اللجنة واقع قطاع غزة وسكانه، ولن تستطيع أن تخلق حياة آمنة مستتبة لا تعاني من مختلف أشكال الفوضى، يتحكم فيها الاحتلال والمسلحين، وبالتالي لن يكون هناك أمن واستقرار في غزة يجلب الأعمار ويخلق حياة استقرار فيها ويمنع اهلها من الهروب منها.
لا حل لغزة الا الحل الفلسطيني العربي، هذا ما يجب الضغط والعمل من أجله، حل يقوم على وقف الحرب وانهائها وإخراج قوات الاحتلال الاسرائيلي منها، على أن تتسلم مكانه قوات السلطة الفلسطينية، مع دعم عربي أمني واقتصادي وسياسي، دون ذلك ستبقى غزة تعاني من الحرب وتبعاتها، ولن تشهد اعمارا، وستكون مكانا طاردا لاهلها.