لا مقاومة بلا شعب، ولا شعب بلا كرامة
أمد/ المقاومة، بمفهومها النبيل، وُجدت لتحمي الشعب وتدافع عن حقوقه في مواجهة الظلم والاحتلال. لكن ما يحدث على أرض الواقع في بعض الأحيان يثير تساؤلات مشروعة حول مدى ارتباط أفعال المقاومة بمصالح الشعب وكرامته.
عندما يُقتل الشعب ويُشرد، وتُهدم منازله، ويُترك بلا مأوى أو طعام، تصبح هذه المآسي عبئًا يفوق قدرة التحمل. وفي الوقت نفسه، تستمر بعض الفصائل برفع شعارات المقاومة، مدعية أنها تدافع عن الشعب، في حين أن الواقع يعكس صورة مختلفة تمامًا.
المقاومة الحقيقية لا تُقاس بعدد الصواريخ التي تُطلق أو بعدد المواجهات العسكرية، بل تُقاس بقدرتها على تحقيق حياة كريمة للشعب الذي تدعي الدفاع عنه. الشعب يريد الكرامة، الأمن، والاستقرار. يريد نظامًا يُعلي من قيمته ويحمي حقوقه بدلًا من أن يتحول إلى وقود لصراعات سياسية أو عسكرية.
من حق الشعب أن يقول كفى. كفى استخدامًا لمعاناته كورقة ضغط في المعارك السياسية. كفى تبريرًا للدمار والفقر بحجة النضال. الشعب يحتاج إلى قادة يضعون مصلحته فوق كل اعتبار، وليس إلى شعارات رنانة لا تُسمن ولا تُغني من جوع.
إن كان من يدعي المقاومة غير قادر على توفير الأمن والكرامة للشعب، فعليه أن يراجع حساباته. لأن الشعب ليس مجرد أداة أو غاية لتبرير أفعالهم. إنه الأساس، والهدف الحقيقي لكل جهد وطني. الشعب لا يريد من يرفع راية باسمه دون أن يشعره بالأمان والاستقرار. الشعب يريد حياة تليق بإنسانيته، بعيدًا عن الشعارات الفارغة والسياسات التي تزيده ألمًا ومعاناة.