لا سلام دون دولة فلسطينية

أمد/ في زمن عربي يتخبّط بين التطبيع والصمت، وقفت مصر في قمة بغداد 2025 لتؤكد ما لم يعد يُقال إلا همسًا: القضية الفلسطينية ليست ورقة تفاوض، بل جوهر الصراع في المنطقة، ولا سلام حقيقي دون إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
في خطاب اتسم بالوضوح والحزم، حملت القاهرة رسائل صريحة للعالم: لا اتفاقيات، ولا تفاهمات، ولا تحالفات يمكن أن تُنتج استقرارًا دائمًا في الشرق الأوسط، ما دام الاحتلال جاثمًا على الأرض الفلسطينية، وما دام الشعب الفلسطيني محرومًا من حقه في الحرية والسيادة.
ثبات في زمن الانزلاق
بينما تندفع بعض العواصم نحو اتفاقات تسوية شكلية، تُدرك مصر، بتجربتها التاريخية ومكانتها الإقليمية، أن التطبيع مع إسرائيل دون حل جذري للقضية الفلسطينية هو عبور في حقل ألغام سياسي وأخلاقي، سيدفع الجميع ثمنه لاحقًا.
مصر لا تتحدث باسم أحد، ولا تُملي قرارات على أحد، لكنها تُصر على أن الشرعية الدولية، وليس ميزان القوى أو الصفقات، هي أساس أي حل عادل.
فلسطين في صُلب الأمن القومي المصري
لم يكن الموقف المصري في بغداد نابعًا من شعارات، بل من قناعة استراتيجية راسخة بأن فلسطين ليست مجرد قضية قومية، بل جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. فكل خلل في المعادلة الفلسطينية يعني خللًا في المنطقة، وتهديدًا دائمًا للاستقرار.
رسالة القاهرة: لا تنازل ولا تساهل
في ختام كلمتها، وضعت مصر النقاط على الحروف:
“لن نكون جزءًا من سلام وهمي يتجاهل حقوق الفلسطينيين. لن نصمت على محاولات تصفية قضيتهم. ولن نقبل أن تكون فلسطين ثمناً لمعادلات مرحلية.”
مصر قالت كلمتها: لا سلام دون دولة فلسطينية. ومن بغداد، أعادت القاهرة التأكيد أن بوصلتها لن تنحرف، وأن التاريخ لا يُكتب بالمجاملات، بل بالمواقف.