اخر الاخبار

كتاب وودورد “حرب” هل أكد المؤكد ام فضح المستور ، الاتصالات الامريكية بالقادة العرب

أمد/ لقد اثار ما جاء في كتاب وودورد عن الاتصالات الامريكية مع قادة دول العربان الكثير من اللغط في الشارع العربي خاصة وانه فضح مواقف اولئك القادة مما يجري من حرب اجرامية يقوم بها كيان الابادة ضد ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

 

ما اثاره وودورد لم يشكل اي نوع من انواع الصدمة ولا حتى الاستغراب لدى شرائح واسعة من الناس لانهم كانوا يدركون  مواقف القادة وجاء الكتاب ليؤكد ” ظنونهم” وان كل ما حصل بعد نشر ذلك ضمن كتاب وودورد انه أكد تلك الظنون وفضح ” المستور” وغير المعلن وما يقال خلف الجدران.

 

لقد طرح العديد من ” الناس” سؤالا مهما يتعلق فيما يرمي إليه الكاتب من فضح تلك المواقف، واذا كان قد استقاها او علمها ممن شاركوا فعلا في تلك الاتصالات والاجتماعات فما هو الهدف من نشرها على العلن.

 

عندما يكشف وودورد بعض تفاصيل تلك الإجتماعات فانه عمليا يقوم ” بزرع” المزيد من الفتنة ويعزز عدم الثقة القائمة اصلا بين شعوب تلك البلدان وقادتها، عدا عن انه بمثابة ” الصفعك” لحلفاء قالوا ما قالوه معتقدين انه سيبقى طي الكتمان.

 

على اية حال، يتحدث وودورد عن عدم قدرة بلينكن البقاء في تل ابيب بسبب استمرار تساقط صواريخ المقاومة الفلسطينية على المدينة ومحيطها وهذا ما جعله يغادر متوجها الى الاردن.

 

يقول الكاتب ان بلينكن التقى الملك عبد الله الثاني صباح الثالث عشر من اكتوبر، والذي قال لبلينكن ” اخبرنا اسرائيل بعدم القيام بذلك، اخبرناهم بعدم الاقتراب من حماس، حماس هي جماعة الاخوان المسلمين”.

 

وهنا تبرز مسألة هامة تتعلق بمثل القول من جانب الملك خاصة و الجميع يعلم ان جماعة الاخوان المسلمين لم تكن ممنوعة في الاردن في يوم من الايام وهي جماعة مرخصة وتعمل بشكل قانوني ولديها نوابا في البرلمان الاردني منذ عشرات السنين ، فما الذي استجد وهل قال الملك ذلك و لماذا قاله.

 

واضاف الملك بحسب الكاتب ” يجب هزيمك حماس، لن نقول ذلك علنا، لكننا ندعم هزيمة حماس” ثم اردف ” كان ينبغي على اسرائيل التعامل مع السلطة الفلسطينية والعمل معها”.

 

الكتاب لم يوضح ما الذي قاله بلينكن وماذا كان رده على اقوال الملك، بل ينتقل الى الحديث عن سفره الى قطر ولقاءه مع الامير تميم الذي قال لبلينكن ” اوضحنا لحماس ان لا احد يقبل ذلك، لم يعد لديكم اصدقاء، ماذا تتوقعون ان نقول للامريكيين و الاسرائيليين” ثم اضاف ” لم يكن واضحا ما اذا كان قادة حماس في الزوجة يعرفون مسبقا عن الهجوم، من الممكن ان يكون السنوار قد فعل ذلك بمفرده، لكن من الممكن ايضا انهم يعرفون ولا يريدون اخبار احد بذلك”.

 

بلينكن قال للامير انه من المهم وجود قناة للاتصال بحماس للتفاوض من اجل اطلاق سراح ” الرهائن” واوضح له انه عندما ينتهي هذا الامر ” فانه لا يمكن استمرار الوضع كالمعتاد مع حماس، هذا غير مقبول”، وقد رد الامير على ذلك بالقول ” افهم، لن يحدث ذلك، لا احتاج حماس بعد الان، لا اريد عقبات مع امريكا، سنبقى على القناة مفتوحة لانكم تجدونها مفيدة، علاقتتا مع امريكا مهمة جدا”.

 

يقول الكاتب ان بلينكن تفاجأ من موقف الامير، كان يعتقد بان الامر سيكون اكثر تعقيدا، وان الامر لن يكون بهذه السهولة حيث كان بلينكن يعتقد انه ستكون هنالك صعوبات فيما يتعلق بعلاقة حماس بالدولة القطرية كما ووجودها في هذا البلد، لكن الامر بدا اسهل مما كان بلينكن بتصور.

 

في الحقيقة ان هذا النمط من العلاقة بين قادة العرب والامريكي او الاجنبي يعطي إشارات على كيفية تعاطي القادة العرب مع القضايا المتعلقة ببلدانهم وعن كيف يتطوعون لابداء المواقف والتنازلات بشكل مجاني وحتى بدون مجرد نقاشها.

 

ثم يتطوع الامير بحسب الكاتب ليقدم ” هدية” لبلينكن عندما قال له ” حماس اخبرتنا بانهم سيطلقون بعض الرهائن” هذا الامر فاجأ”مرة اخرى” كثيرا بلينكن فهو عرض لم يكن يتوقعه ابدا، واضاف الامير ” انهم على استعداد لفعل ذلك لكنهم بحاجة الى ممرات إنسانية للسماح لللرهائن بالمغادرة، بالطبع من المحتمل انهم يريدون شيئا بالمقابل”.

 

بعد ان سمع بلينكن ما سمعه من امير قطر ، طار متجها الى البحرين، وقد بدأ بسلسلة من الاتصالات الحثيثة بشأن ما سمعه في الدوحة عن امكانية اطلاق سراح بعض ” الرهائن”.

 

لم يتحدث الكاتب كثيرا عما جرى في لقاءات بلينكن مع قادة مملكة البحرين التي تركها متوجها الى المملكة السعودية حيث التقى في صباح الرابع عشر من اكتوبر بوزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *