كتاب وودورد “حرب”، هل أكد المؤكد ام فضح المستور، بلينكن في المملكة السعودية و الامارات المتحدة و جمهورية مصر
أمد/ بعد ان زار البحرين، يقول الكاتب، ان بلينكن توجه صباح الرابع عشر من اكتوبر الى السعودية حيث التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.
خلال اللقاء قال الأمير لبلينكن “كان على نتانياهو ان يعرف افضل من ذلك، لقد أخبره الجميع بعدم التعامل مع حماس، نحن اخبرناه”، ثم اضاف ” حماس هي جماعة الاخوان المسلمين”
لقد سمع هذا كثيراً يقول الكاتب، وقد تعامل جميع القادة العرب مع نوع ما من حماس التي تسببت بمشاكل في بلدانهم، ويضيف الكاتب ” لهذا السبب، كانوا جميعا ، في الاردن ، قطر ، البحرين ، السعودية وكذلك مصر مهتمون لهذا الامر، فالجماعات الارهابية لا تريد فقط القضاء على اسرائيل بل والاطاحة بقادة اخرين”
عندما يقول الكاتب ما قاله فانه لا يستند في الواقع الى ما يعزز اقواله، صحيح ان جماعات الاسلام السياسي كانت تشكل تهديدا للانظمة القائمة الا انها لم تكن كذلك في بلد كالاردن ولا في اي من دول الخليج حيث لا وجود لاي من هذه التنظيمات إضافة الى انه بات من المعروف ان دولة كالسعودية كانت بمثابة الداعم لتنظيم القاعدة كما ينظر إليها في الغرب هذا إضافة الى الدعم الذي تقدمه دولة مثل قطر للاسلام السياسي وكان هذا جليا خلال ” الربيع العربي”.
يقول الكاتب ان بن فرحان رد على بلينكن عندما اتى على سيرة اعمار غزة ” لن ندفع لتنظيف فوضى بيبي” ، كان الامير بحسب الكاتب قلقا من انهم قد يستثمرون في اعادة الاعمار فقط ليعود الصراع وينتهي كل ما تم اعماره.
ثم ينتقل الكاتب للحديث عن لقاء بلينكن مع محمد بن زايد MBZ كما يسمى في امريكا، حيث قال بن زايد “يجب القضاء على حماس، يمكننا ان نعطي اسرائيل المجال لتدمير حماس، لكن يجب على اسرائيل أن تعطينا مساحة، دعوا المساعدات الإنسانية تدخل، أقيموا مناطق آمنة للتأكد من انهم لا يقتلون المدنيين، سيطروا على عنف المستوطنين في الضفة الغربية” واضاف بن زايد” حذرنا اسرائيل بعدم التعامل مع حماس، انهم جماعة الاخوان المسلمين “.
بعد لقاء محمد بن زايد يقول الكاتب ان بلينكن عاد في نفس الليلة الى الرياض من اجل لقاء محمد بن سلمان MBS الذي كما يقول وودورد أبقى بلينكن ومرافقيه مستيقظين حتى السابعة صباح اليوم التالي أي صباح الخامس عشر من اكتوبر.
بلينكن بحسب الكاتب لا يرى في MBS سو أنه ” طفل مدلل”.
عند لقاء بلينكن بالأمير بعد ساعات الإنتظار الطويلة ، قال الأمير ” أريد فقط ان تختفي المشاكل التي أوجدها السابع من اكتوبر”.
كان لدى الامير خطة طموحة كما يقول وودورد وهي رؤية “السعودية 2030” إضافة الى السعي المتواصل من قبل اميركا لتطبيع العلاقة بين السعودية والكيان.
قال محمد بن سلمان ” أود العودة الى تلك الرؤية لكن يجب ان تهدأ غزة ، التطبيع لم يمت، لا يمكننا السعي إليه الآن بالطبع، لكنني أود ان أعود إليه في وقت ما” .
قبل أن يعود للكيان كان لا بد لبلينكن أن يتوجه إلى القاهرة بحسب الكاتب التي ما ان وصلها حتى التقى مع رئيسها الذي طلب من الوفد المرافق لبلينكن المغادرة ليتمكن من البقاء وحيداً معه.
لم يتحدث عن لقاء السيسي بلينكن، وقال انه خلال ذلك الوقت كان الوفد المرافق لبلينكن في لقاء مع وزير الخارجية المصري سامح شكري إضافة الى رئيس المخابرات عباس كامل الذي كان الأكثر نفوذاً بمصر بعد السيسي بحسب الكاتب.
عباس كامل قدم تقييمات للوفد الأمريكي حول عمق واتساع أنفاق حماس وقال أن حماس متجذرة في غزة وان إمكانية القضاء عليها سيكون صعباً للغاية.
ويقول الكاتب ان كامل قدم النصح للوفد “يجب على اسرائيل ألا تدخل مرة واحدة، عليهم الإنتظار حتى يظهروا ثم يقطعوا رؤوسهم”
بعد جولته العربية تلك يقول الكاتب انه كان على بلينكن العودة الى اسرائيل التي وصلها في السادس عشر من اكتوبر.
يتحدث الكاتب باستفاضة عن محاولات بلينكن اقناع الجانب الصهيوني السماح بإدخال المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة، وهو بذلك يحاول ” تلميع” صورة بلينكن ” الانسانية” مع العلم ان العالم يدرك تماما الدور غير النزيه الذي لعبه ليس فقط بلينكن لا بل الإدارة الامريكية وفي المقدمة رئيسها الخَرِف بايدن.
على أية حال، يشير الكاتب إلى ان بلينكن ربط بين السماح بإدخال المساعدات الانسانية بالزيارة التي ينوي بايدن القيام بها إلى الكيان وهو الامر الذي جعل نتانياهو يوافق على السماح بادخال كميات قليلة دون ذكر حجم تلك المساعدات.
الكاتب يحمل رئيس مصر بطريقة او باخرى ” الحجم القليل” للمساعدات التي تم ادخالها الى غزة، حيث يشير الى الاتصال الذي اجراه بايدن مع السيسي وهو على متن الطائرة قادما إلى الكيان.
اتصل بايدن بالسيسي طالباً منه فتح معبر رفح لإدخال المساعدات حيث رد السيسي على بايدن ” سأفعل ذلك سيدي الرئيس، لكن الامر قد يستغرق بضعة ايام، سنسمح بمرور 20 شاحنة مساعدات كبداية” وهكذا بدأت يوم السبت 21 اكتوبر عشرون شاحنة بالمرور ببطء إلى قطاع غزة.
هذا الامر ” عدد الشاحنات” كان يرتبط كما هو واضح بقرار السيسي الذي نعتقد انه كان بامكانه ان يدخل عددا اكبر من ذلك بكثير.
اخيراً، اعتقد بأن هذا الكتاب لم يأت بالشيء الكثير او المثير فيما يتعلق بمواقف الدول العربية سواء التي تم ذكرها أو تلك التي لم تذكر، فهي مواقف كانت معلومة بالنسبة لنا ” كشعوب” ، ربما أضاف الكتاب بعض القضايا بالتفصيل ليس إلا وهو بذلك أكد المؤكد وفضح المستور فيما يتعلق بمواقف العربان بكل ما يتعلق بالحرب الاجرامية على شعب غزة.