أمد/ واشنطن: كشف كتاب جديد يتناول تفاصيل انسحاب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن من السباق الانتخابي العام الماضي عن توتر علاقته مع الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما، ورفضه التحدث معه قبل وبعد قرار الانسحاب.
دعوة للتنحي
رفض بايدن مكالمات أوباما في الأسبوعين اللذين سبقا انسحاب بايدن من مساعي إعادة انتخابه في يوليو الماضي، ثم امتنع عن التحدث إلى رئيسه السابق لمدة شهر آخر بعد إنهاء سعيه لولاية ثانية، حسبما نقلت صحيفة “واشطن بوست” الأمريكية عن الكتاب.
شغل بايدن، البالغ من العمر الآن 82 عامًا، منصب نائب الرئيس لمدة ثماني سنوات لأوباما، البالغ من العمر الآن 64 عامًا.
وتوترت علاقة الرئيسين الديمقراطيين السابقين بعد أن ترددت شائعات عن تورط أوباما في مقال رأي مدمِّر كتبه جورج كلوني في صحيفة “نيويورك تايمز”، نُشر في 10 يوليو 2024، دعا بايدن إلى التنحي بعد مناظرته الكارثية في 27 يونيو مع الرئيس الحالي دونالد ترامب.
وكان الممثل الأمريكي صرح في المقال بأن بايدن “لا يمكنه الفوز” بعد أقل من شهر من مشاركته في تنظيم حملة لجمع التبرعات التي جمعت نحو 30 مليون دولار للترشح للحزب الديمقراطي، لكن تجمد بايدن أثناء الحدث واضطرار أوباما إلى إخراجه من المسرح طغى عليه.
توتر العلاقة
ويسرد جوناثان كارل، مراسل شبكة “إيه بي سي نيوز” في واشنطن، في مقتطف من كتابه القادم “الانتقام: دونالد ترامب والحملة التي غيرت أمريكا” تفاصيل الـ48 ساعة التي سبقت إعلان بايدن عن مغادرته السباق.
وقال كارل: “كان أوباما يحاول الاتصال ببايدن لمدة أسبوعين تقريبًا، لكن مكالماته لم تتم الرد عليها”.
وذكر أن أوباما تواصل مرة أخرى بعد أن علق بايدن حملته، لكن الرجلين لم يتحدثا إلا قبل وقت قصير من انعقاد المؤتمر الوطني الديمقراطي بعد أربعة أسابيع.
خلاق سابق
تعقدت مشاعر بايدن تجاه أوباما طوال فترة ولايته نظرًا لطغيان شعبية الرئيس الأمريكي الرابع والأربعين على شعبية بايدن، وهو أمرٌ كان يُشعر به كلما زار أوباما القصر الرئاسي.
وصرح مسؤول في البيت الأبيض في عهد بايدن للصحيفة الأمريكية: “كان أوباما يُثير التوتر عندما كان يزور البيت الأبيض لأنه كان يتصرف كما لو كان لا يزال يديره، إذ جعل بايدن يشعر بأنه ثانوي في الغرفة حتى مع وجود الموظفين”.
ووفقًا لكارل، رفض بايدن أيضًا الرد على مكالمات رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي التي كانت تقود جهود الديمقراطيين في الكونجرس لإخراجه من السباق.
ويصف المقتطف بايدن بأنه اعتمد بشكل رئيسي على دائرته المقربة من المستشارين وأفراد عائلته المباشرين في الفترة التي سبقت انسحابه من السباق، وذلك بسبب بيانات استطلاعات الرأي القاتمة وقائمة متزايدة باستمرار من الديمقراطيين المنتخبين الذين يطالبونه بالانسحاب.
هاريس رفضت التدخل
كذلك يسرد كارل أن نائبة الرئيس كامالا هاريس رفضت الاتصال بأعضاء الكونجرس لحثهم على دعم بايدن عقب المناظرة.
وكتب: “اعتقدت هاريس أن اتصالاتها بالمشرعين قد تُفهم على أنها المراحل الأولى من مساعيها لتأمين ترشيح نفسها.. فإذا اتصلت بأعضاء الحزب الديمقراطي، فقد يكشف هؤلاء الأعضاء لاحقًا عن تواصلهم معها، ويُشوّهون غرض المكالمة”.
وأعلن بايدن تأييده لهاريس بعد 27 دقيقة فقط من انتهاء حملته الانتخابية، بعد أن حذّرت نائبة الرئيس من أن الانتظار لفترة أطول، كما خطط مستشارو الرئيس في البداية، قد يُشعل المنافسة على ترشيح الحزب.
خسرت هاريس أمام ترامب بأغلبية ساحقة في السباق الانتخابي، لتصبح أول مرشحة رئاسية ديمقراطية منذ 20 عامًا تخسر التصويت الشعبي.
