أمد/ القاهرة: أصدرت قوى وفصائل فلسطينية، اجتمعت في القاهرة، بياناً مشتركاً أكدت فيه على ضرورة تحقيق وحدة وطنية حقيقية لمواجهة ما وصفته بـ”حرب الإبادة والتجويع” التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والمخططات التهويدية في الضفة الغربية.

وأشاد البيان بصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة، مؤكداً أن الأولوية القصوى هي الوقف الفوري والشامل للعدوان، ورفع الحصار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية.

تقدير للجهود العربية وتحذير من مخططات إسرائيل

أعربت الفصائل عن تقديرها للجهود الكبيرة التي تقوم بها مصر وقطر في دعم القضية الفلسطينية، ومساعيهما لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية.

وحذّر البيان من مخططات إسرائيل لإعادة احتلال غزة أو تهجير سكانها تحت مسميات مختلفة، مؤكداً على ضرورة التصدي لها. كما حذّرت الفصائل من المخطط “التهويدي” في الضفة الغربية، والذي يهدف إلى فرض السيطرة الكاملة ومصادرة الأراضي، داعية إلى وضع “خطط وطنية عاجلة” لمواجهته.

دعوة لعقد اجتماع وطني وشامل

شدد البيان على أن مواجهة هذه المخططات تتطلب وحدة وطنية، ودعا مصر لرعاية “اجتماع وطني طارئ لكافة القوى والفصائل الفلسطينية” بهدف الاتفاق على استراتيجية موحدة لوقف الإبادة وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها استعادة الوحدة الوطنية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

كما أشار البيان إلى أن ما تُسميه إسرائيل بـ”رؤية إسرائيل الكبرى” هو مشروع توسعي يهدد الأمن القومي العربي، ويدعو إلى تضافر الجهود العربية لإفشاله.

وفي الختام، دعا البيان المجتمع الدولي والدول العربية إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية والقانونية تجاه الشعب الفلسطيني، وممارسة الضغط على إسرائيل لوقف “جرائمها ومحاسبتها على انتهاكاتها المتواصلة”.

مخرجات الاجتماع

وفي ضوء النقاشات المعمقة على مدار عدة ساعات، خلص المشاركون إلى الآتي:

1.    نعبّر عن كامل التقدير والإشادة لشعبنا الفلسطيني الثابت في قطاع غزة ومقاومته الباسلة، الذين ضربوا مثالاً غير مسبوق في مواجهة أعتى وأشرس عدوان تتعرض له المنطقة والأمة عامة. فقد أثبت شعبنا قدرة استثنائية على الصبر والعطاء والتضحية والفداء، وصموده الأسطوري أمام أعنف آلة حربية عرفها التاريخ الحديث، وفي هذا الإطار فإن الفصائل تعد أبناء شعبنا بأنها لن تتوقف عن عملها الدؤوب من أجل وقف العدوان والحرب الإجرامية على شعبنا. 

2.    تؤكد القوى والفصائل أن الأولوية القصوى في هذه المرحلة هي الوقف الفوري والشامل للعدوان، ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية فوراً بشكلٍ آمن ودون عوائق، وتشدد على تجاوبها الكامل مع مبادرات ومقترحات الحل بما يحقق متطلباتنا الوطنية، بإنهاء العدوان وانسحاب قوات الاحتلال ورفع الحصار الظالم.

3.    نقدر الجهود الكبيرة التي تقوم بها جمهورية مصر العربية بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ودولة قطر في دعم القضية الفلسطينية، وعملها  على إنهاء معاناة شعبنا من التجويع، وإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى قطاع غزة بما يسهم في تخفيف معاناة شعبنا، إضافةً إلى مساعيها لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، وانخراطها المباشر في المفاوضات غير المباشرة بالتنسيق والشراكة مع الإخوة في دولة قطر الشقيقة بقيادة سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني من أجل وقف العدوان على شعبنا.

4.    توقف المجتمعون أمام مخططات العدو باتجاه إعادة احتلال قطاع غزة ومحاولة تهجير شعبنا أو قسم كبير منه تحت مسمياتٍ عديدة، مثل فرض السيطرة على القطاع، أو ما شابه من تسميات لا تعكس حقيقة ما يقوم به من جرائم ضد القانون والإنسانية، وضرورة التصدي لهذه المخططات وبذل كل الجهود لوقفها فوراً.

5.    تم بحث جهود وقف هذا العدوان الهمجي المتواصل في ظل المواقف الصهيونية المعطلة والأخبار المتضاربة التي يبثها العدو حول مواقفه من هذه الجهود، وكان آخرها الانسحاب غير المبرر من المفاوضات في الدوحة بعد أن كادت المفاوضات غير المباشرة تصل إلى اتفاق جاد.

6.    تحذّر القوى والفصائل الفلسطينية من المخطط التهويدي الصهيوني في الضفة المحتلة، الذي يسعى لفرض السيطرة الكاملة، وتهجير السكان، ومصادرة الأراضي، وإدخال ملايين المستوطنين ضمن مخطط إحلالي متدرّج. وتشمل جرائم الاحتلال التهجير الصامت، ومصادرة الأراضي، وانتهاك المقدسات، وتقسيم الحرم القدسي زمانياً ومكانياً. وتؤكد القوى ضرورة وضع خطط وطنية عاجلة لمواجهة هذا المشروع وحماية الوجود الفلسطيني والعربي وإجهاض المخططات الاستعمارية.

7.    إن مواجهة المخططات الصهيونية في الضفة وغزة تتطلب بناء وحدة وطنية حقيقية وجدية. وفي هذا الإطار، ندعو الشقيقة مصر إلى رعاية واحتضان عقد اجتماع وطني طارئ لكافة القوى والفصائل الفلسطينية، بهدف الاتفاق على الاستراتيجية الوطنية والبرنامج العملي لمواجهة مخططات الاحتلال، ووقف الإبادة، وتحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته الوطنية، وخاصة استعادة وحدتنا الوطنية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

8.    التأكيد على أن ما يُسمى “رؤية إسرائيل الكبرى” التي أكد عليها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، هو مشروع توسعي صهيوني يهدد الأمن القومي العربي وحقوق الشعب الفلسطيني، ويستهدف مصر والأردن والمملكة العربية السعودية وسوريا والعراق ولبنان على وجه الخصوص، ويتطلب تضافر الجهود العربية لإفشاله وحماية الأمة.

9.    أشاد الحضور بالحراك الدولي دعما للشعب الفلسطيني، بما يؤكد عزلة الكيان الصهيوني إلا من المتطرفين الذين يوفرون له الغطاء السياسي ويقدمون له الدعم اللوجستي لمواصلة هذه الحرب المجنونة.

10.    تدعو القوى والفصائل الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم، ومنظمات الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية، إلى تَحّمل مسؤولياتهم التاريخية والقانونية تجاه شعبنا الفلسطيني، وممارسة الضغط الجاد على الاحتلال لوقف جرائمه فورًا، ومحاسبته على انتهاكاته المتواصلة.

الفصائل المشاركة في الاجتماع:

حركة المقاومة الإسلامية   حماس

حركة الجهاد الإسلامي 

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 

تيار الإصلاح الديموقراطي في حركة فتح

الجبهة الشعبية القيادة العامة 

المبادرة الوطنية الفلسطينية 

لجان المقاومة الشعبية


 

شاركها.